د. آمال موسى- الشرق الاوسط
مسار الإنسان وطريقة تعامله مع المشكلات التي تعترضه يشبه إلى ØØ¯ كبير مسار الدول والمجتمعات أيضاً. ÙØ§Ù„مشكلة تÙقوّي الإنسان، ÙˆÙÙŠ هذا المعنى تندرج مقولة: إنّ الضربة التي لا تقتل تقوّي. بل إنّه من غير الممكن قياس القدرة والإرادة ÙˆØ§ÙƒØªØ´Ø§Ù Ø§Ù„ÙƒÙØ§Ø¡Ø© وقوة المناعة بأبعادها Ø§Ù„Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ© Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠØ© والصØÙŠØ© إلا من خلال الأزمات، التي يمكن أن تعترض طريق Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ أو المجتمعات أو الدول.
طبعاً لسنا بصدد تقديم Ù…Ø¯ÙŠØ Ù„Ù„Ø£Ø²Ù…Ø§ØªØŒ Ùهي مقوّم من مقومات وجود الØÙŠØ§Ø© ذاتها، الأمر الذي ÙŠØØªÙ‘Ù… التعامل معها ضمن مكونات الواقع ÙˆØªØØ¯ÙŠØ¯ استراتيجيات Ù„Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ عن الإنسان والمجتمع والدولة ضد الأزمات.
ÙÙŠ هذا السياق نشير إلى أزمة Ø¬Ø§Ø¦ØØ© «ÙƒÙˆØ±ÙˆÙ†Ø§» التي أربكت العالم وأدخلته ÙÙŠ ØØ§Ù„Ø© ÙØ²Ø¹ وصدمة، بدأنا نتجاوزها من خلال التكي٠والتدرب على التعايش والقبول بها واقعاً.
وإذا أردنا تكثير إيجابيات Ø¬Ø§Ø¦ØØ© «ÙƒÙˆØ±ÙˆÙ†Ø§» رغم طابعها المأساوي وما Ø®Ù„Ù‘ÙØªÙ‡ من Ø£ØØ²Ø§Ù† ÙÙŠ قلوب ملايين من البشر الذين Ùقدوا Ø£ØØ¨Ø§Ø¡Ù‡Ù…ØŒ Ø¥Ø¶Ø§ÙØ©Ù‹ إلى الذين تضرروا اقتصادياً من Ùقدان عملهم، ÙØ¥Ù† الأمر يبدو لنا ممكناً جداً.
أول إيجابية جديرة بالإشارة أن هذه Ø§Ù„Ø¬Ø§Ø¦ØØ© أظهرت بالنسبة إلينا كدول عربية طبيعة النقائص الموجودة بشكل دقيق وقابل للقياس. وهذا أمر مهم للغاية خصوصاً أمام غياب الدراسات الكميّة. عرÙنا النقائص ÙÙŠ قلب الأزمة وأدركنا Ø§Ù„Ù…Ù„ÙØ§Øª ذات الأولوية بالمعالجة وإيجاد الØÙ„ول. تم التعر٠إلى مشكلات البنية الصØÙŠØ© وواقع الخدمات ÙÙŠ هذا المجال. وتبين للجميع واقع التعليم، وإلى أي مدى يمكن الرّهان على التعليم عن Ø¨ÙØ¹Ø¯ ÙÙŠ الأزمات، وهل الأموال التي تنÙÙŽÙ‚ منذ سنوات طويلة ØÙˆÙ„ التعليم عن Ø¨ÙØ¹Ø¯ قابلة للتوظي٠ØÙ‚اً ÙÙŠ الأزمات وللتعميم على الطلبة أم أن المسألة جزئية وما زالت ØªØØªØ§Ø¬ إلى Ø±ÙØ¹ Ø§Ù„ØªØØ¯ÙŠØ§Øª وتجاوز العقبات الكثيرة؟
بسبب Ø¬Ø§Ø¦ØØ© «ÙƒÙˆØ±ÙˆÙ†Ø§» أدركنا مجدداً كم هي الأمور مترابطة ومتشابكة، ØÙŠØ« إن الÙقر والتخل٠الرقمي وهشاشة القطاع الخاص، تمنع بناء مناعة ومنوال صامد ضد الأزمات. Ùنسب الÙقر وأشكاله وأيضاً ظاهرة البطالة ÙˆØªÙØ§Ù‚مها وتواضع أداء القطاع الخاص ÙÙŠ معظم الدول العربية، تجعل العديد من المجالات الØÙŠÙˆÙŠØ© تقع ÙÙŠ أزمة عميقة ÙÙŠ ÙØªØ±Ø© الأزمات.
لعل المشكلة الأكبر أن القطاع الخاص لم يعر٠كي٠يثبت أنه ينتمي إلى المجتمع الذي يخلق الثروة منه ÙˆØ¨ÙØ¶Ù„Ù‡. لقد كان أداء القطاع الخاص ضيقاً، ØÙŠØ« اكتÙÙ‰ بمشكلاته، ÙˆØ§Ù„ØØ§Ù„ أن الكثير من بلداننا انخرطت ÙÙŠ تشجيع القطاع الخاص وبدأت الدول تخÙ٠من تدخلاتها Ù„ÙØ§Ø¦Ø¯Ø© رأس المال الخاص.
ÙˆÙÙŠ هذا السياق وجدت الدول Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ معنية باستعادة دورها الاجتماعي الكبير ÙÙŠ القطاعات Ø§Ù„ØØ³Ø§Ø³Ø© مثل Ø§Ù„ØµØØ© والتعليم. ذلك أن القطاع الخاص ÙÙŠ غالبيته أسهم ÙÙŠ تعميق تداعيات الأزمة سواء من خلال غلاء الأسعار أو Ø§Ù„ØªÙƒÙ„ÙØ© الباهظة جداً لمعالجة مرضى «ÙƒÙˆØ±ÙˆÙ†Ø§» أو ØªØ³Ø±ÙŠØ Ø§Ù„Ø¹Ù…Ø§Ù„ والموظÙين ÙÙŠ قلب الأزمة وخلق أزمة اجتماعية. هنا طبعاً Ù†Ø·Ø±Ø Ù…Ø³Ø£Ù„Ø© دور القطاع الخاص ÙÙŠ مرØÙ„Ø© الاستقرار ÙˆÙÙŠ ÙØªØ±Ø© الأزمات، وهي قضية من المهم التÙكير Ùيها وطرØÙ‡Ø§ للنقاش العمومي وأيضاً من المهم وضع مخرجات ÙˆØ§Ø¶ØØ© وملزمة.
وإلى جانب ذلك لا Ù…ÙØ± من استعادة الدولة ÙÙŠ بلداننا للدور الاجتماعي بأكثر قوة ÙÙŠ التعليم ÙˆØ§Ù„ØµØØ© وأن تتريث المضيّ بسرعة Ù†ØÙˆ الخوصصة.
أيضاً من إيجابيات الأزمات أن النخب التي تتعاطى بالأساس مع المقولات والأÙكار والنظريات الÙكرية الكبرى، قدمت لها أزمة «ÙƒÙˆØ±ÙˆÙ†Ø§» ÙØ±ØµØ© ذهبية Ù„Ù„Ù…Ù„Ø§ØØ¸Ø© ولإسقاط الأÙكار الكبرى على أرض الواقع والتجربة، ومن ثم القيام بالتعديل اللازم بقوة الواقع. وهي مسألة مهمة جداً لأنها تضÙÙŠ ØÙŠÙˆÙŠØ© على الخطاب الÙكري الÙوقي، وتجعل الواقع يدب Ùيه مما يخلق علاقة قرب من الناس ومع الÙكرة ذاتها، وكل هذا يصب ÙÙŠ رصيد النخب التي تعر٠أزمة دور وأزمة تأثير. من هذا المنطلق ÙØ§Ù„أزمات هي ÙØ±ØµØ© لا تلتقطها إلا النخب الذكية التي ÙØ¹Ù„اً تريد أن تؤدي دوراً ØÙ‚يقياً ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø ÙˆÙÙŠ النقد.
لنقل إن الأزمات تجعل من كل النقائص ظاهرة للعيان. الأزمات تهزم Ø«Ù‚Ø§ÙØ© الشعارات ÙˆØªÙØ±Ø¶ على الجميع الواقعية. وكم Ù†ØÙ† ÙØ¹Ù„اً ÙÙŠ ØØ§Ø¬Ø© إلى الواقعية البناءة التي تجعلنا Ù†ØªØµØ§Ù„Ø Ù…Ø¹ الواقع من دون أن نقبله كما هو. هو ØªØµØ§Ù„Ø Ø¨Ù…Ø¹Ù†Ù‰ الاعترا٠به وبكل ما يعتريه من ثغرات ونقائص.
الوجه الذي يهمنا من الأزمات ليس الذي ÙŠÙوجع ÙˆÙŠÙØ±Ø¨Ùƒ ÙˆÙŠÙØ¸Ù‡Ø± مَواطن Ø§Ù„Ø¶Ø¹ÙØŒ بل إن الأهم هو ما تقدمه لنا الأزمات من ØÙ‚ائق وما تكشÙÙ‡ لنا من ترتيب جديد للأولويّات ومن برامج ØªØØªØ§Ø¬ إلى إعادة نظر وأيضاً من مخططات وتوجهات كبرى لا Ù…ÙØ± من ÙƒØ¨Ø Ø¬Ù…Ø§ØÙ‡Ø§ وتعديل معدل السرعة Ùيها.
الأزمات ÙØ±ØµØ© أيضاً ولكن بشرط ØØ³Ù† التقاط Ø§Ù„ÙØ±ØµØ© ÙˆØ§Ø³ØªÙ†ÙØ§Ø± كل ملكات الانتباه والجدية ÙÙŠ الانتباه.