علاء اللامي- جريدة الأخبار
إنَّ مشكلة روسيا بالأمس، كما هي اليوم، ليست ÙÙŠ أوكرانيا أو ÙÙŠ Ù…ØÙŠØ·Ù‡Ø§ Ùقط، بل هي أيضاً ÙÙŠ استراتيجية ØÙƒØ§Ù… الكرملين اللاهثين خل٠الغرب، والنخبة «Ø§Ù„Ù…Ø«Ù‚ÙØ©» الروسية المهيمنة على المشهد الإعلامي والثقاÙÙŠ. وها هو الخيار الغربي القاسي الوØÙŠØ¯ يتجلّى أمامها - بعد أن ذاقت مجدّداً سي٠العقوبات ÙˆØ§Ù„ØØµØ§Ø± الغربي الشامل لأنها ØªØØ±Ù‘كت لضمان أمنها القومي كدولة كبرى - وهو التوجّه شرقاً ÙˆØ§Ù„ØªØØ§Ù„٠مع الأمم والشعوب Ø§Ù„Ù…Ø³ØªÙ‡Ø¯ÙØ© بالعدوان الغربي ÙˆÙÙŠ مقدّمتها الصين!
هذه الخلاصة قد تبدو بديهيّة ØÙŠÙ† نضعها ÙÙŠ سياق العلاقات التاريخية التي ربطت بين روسيا وأوروبا الغربية والولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© منذ القرن التاسع عشر ÙÙŠ أقل تقدير، ولكنها قد تعتبر من قبل البعض المراهن على الخطابة/ البلاغة دعوة للانعزال عن العالم المعاصر، ØÙŠØ« الهيمنة الغربية الأميركية على العالم هي التجلّي النهائي والوØÙŠØ¯ لما يسمّى العالم المعاصر. وهذا الاعتبار غير صØÙŠØ Ø¨ØØ³Ø§Ø¨Ø§Øª الوقائع التاريخية الجارية والمتراكمة طوال القرنين الماضيين، ÙˆØ¨ØØ³Ø§Ø¨Ø§Øª Ø¢ÙØ§Ù‚ هذا الواقع المنتج Ù„ØÙ‚ائق الجغراÙيا السياسية على المدى المنظور ÙˆØØªÙ‰ البعيد.
بناء على هذا الاعتبار الخاطئ، يريد لنا البعض، ÙˆØ¨ØØ¬Ø© Ø§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ عن روسيا Ø§Ù„Ù…Ø³ØªÙ‡Ø¯ÙØ© غربياً بوصÙها جزءاً من العالم المستهد٠بالهيمنة الغربية والتÙكيك والاستتباع، أن ننسى أو نتناسى أن روسيا يلتسين، ثم بوتين، ØØ§ÙˆÙ„ت Ø§Ù„ØØµÙˆÙ„ على عضوية «Ø§Ù„ناتو» التي تريد منع أوكرانيا من Ø§Ù„ØØµÙˆÙ„ عليها اليوم، لكن الغرب الأطلسي Ø±ÙØ¶ طلب روسيا بكل غطرسة واستعلاء. وها هو الغرب اليوم ÙŠØ´Ø±Ø Ù„Ù‡Ø§ السبب عملياً ويقدّم لها الدليل Ø¨Ù…ÙØ±Ø¯Ø§Øª هذه Ø§Ù„ØØ±Ø¨ الاقتصادية والأمنية والإعلامية والثقاÙية التي لم يسبق لها مثيل، والتي لم تستثن ØØªÙ‰ موسيقي عالمي رائع مثل ØªØ´Ø§ÙŠÙƒÙˆÙØ³ÙƒÙŠØŒ أو الروائي العظيم Ùيودور Ø¯Ø³ØªÙˆÙŠÙØ³ÙƒÙŠØŒ المتوÙيان ÙÙŠ القرن التاسع عشر، لأنهما روسيان ليس إلا.
ومن الأØÙŠØ§Ø¡ طردت السلطات ÙÙŠ مدينة ميونيخ الألمانية كلاً من: المايسترو الروسي ÙØ§Ù„يري ØºØ±ØºÙŠÙØŒ والمغنية الأوبرالية الروسية آنا نيتريبكو التي تعد ÙˆØ§ØØ¯Ø© من أكبر نجوم الأوبرا العالميين. كما شمل القمع الكاتب النمساوي بيتر هاندكه، Ø§Ù„ØØ§Ø¦Ø² على جائزة نوبل للآدب عام 2019ØŒ ليس لأنه أيّد Ø§Ù„Ø§Ø¬ØªÙŠØ§Ø Ø§Ù„Ø±ÙˆØ³ÙŠ لأوكرانيا ببيان خاص، بل لأنه Ø±ÙØ¶ التوقيع على عريضة تدين هذا Ø§Ù„Ø§Ø¬ØªÙŠØ§Ø ÙØ¯Ø¹Ø§ Ø£ØµØØ§Ø¨ العريضة إلى معاقبته Ø¨Ø³ØØ¨ جائزة نوبل منه وصدرت ØªØµØ±ÙŠØØ§Øª متشنجة وعدائية ضده، وكأن لغة توØÙŠØ¯ Ø§Ù„Ù…ÙˆØ§ØµÙØ§Øª القمعية «Ø§Ù„ليبرالية الجديدة» لا ØªØ³Ù…Ø Ø¨Ø£ÙŠ تØÙّظ على بيان سياسي أو عريضة لجمع تواقيع المثقÙين قد لا يتÙÙ‚ المدعو للتوقيع عليها مع هذا Ø§Ù„ØªÙØµÙŠÙ„ أو ذاك Ùيها. وهذه هي آخر طبعة من الليبرالية الغربية ÙÙŠ مرØÙ„Ø© Ø§Ù†ØØ·Ø§Ø·Ù‡Ø§ وتØÙˆÙ‘لها إلى ذيل قميء للخطاب السلطوي ÙˆØªØØ§Ù„Ù «Ø§Ù„ناتو»!
إن الخطاب الغربي ÙˆØ§Ø¶ØØŒ Ùهو يقول لروسيا إنها «Ø³ØªØ¨Ù‚Ù‰ معادية ØØªÙ‰ يتم تÙكيكها ÙˆØ¥Ù„ØØ§Ù‚ها كدويلات خاضعة ÙˆØ¶Ø¹ÙŠÙØ© بالمتروبول الغربي الأطلسي بغض النظر عن كونها قيصرية أو اشتراكية بلشÙية أو رأسمالية يلتسينية».
لقد ÙØ¹Ù„ت القيادات الروسية الرأسمالية القومية Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…ة، منذ تÙكيك وانهيار Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ السوÙياتي كل شيء، نعم كل شيء، كان ÙŠØÙ„Ù… به الغرب الإمبريالي ويتمنّاه؛ ÙØ£Ø¨Ø§ØØª له روسيا وثرواتها الظاهرة والباطنة، ÙˆÙككت ودمّرت اقتصادها وصناعاتها وزراعتها وعلومها ومؤسساتها الأمنية، ÙˆØ³Ù…ØØª Ù„ØÙ„Ù «Ø§Ù„ناتو» بتطويقها بالقواعد والقوات العسكرية ÙÙŠ جميع الدول المجاورة لروسيا وهي ØªØªÙØ±Ù‘ج. ولكن الغرب لم يرضَ عنها ويمنØÙ‡Ø§ شهادة ØØ³Ù† السلوك «Ø§Ù„ديموقراطية»ØŒ ÙˆØÙŠÙ† Ø£ØØ³Ù‘ت Ø¨ØØ±Ø§Ø±Ø© صواريخ «Ø§Ù„ناتو» على Ù„ØÙ…ها الØÙŠ ÙˆØ§Ù†ØªÙØ¶ØªØŒ جاعلة من شقيقتها السلاÙية أوكرانيا استثناء، جنَّ جنون الغرب وأطلق كل ما ÙÙŠ خزين وعيه ولا وعيه من عداء لروسيا وجعل منها شيطاناً رجيماً يستØÙ‚ المØÙ‚ والإقصاء من المشهد العالمي!
أمّا بخصوص ما يقال ويكتب عن Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ§Øª النازية الجديدة والقومية Ø§Ù„Ù…ØªØ·Ø±ÙØ© ÙÙŠ أوكرانيا، Ùيمكن القول إن هذه Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ§Øª ÙÙŠ أوكرانيا عن شقيقاتها ÙÙŠ جميع دول أوروبا الشرقية بما Ùيها روسيا ذاتها. ولكن، ومن ناØÙŠØ© أخرى، وبمنظار الموضوعية التاريخية التراكمية، ÙØ¥Ù† أية Ù…ØØ§ÙˆÙ„Ø© Ù„Ùهم انخراط الكتلة الشرقية التي تشكّلت ÙÙŠ أوروبا الشرقية بعد Ø§Ù„ØØ±Ø¨ العالمية الثانية وسيطرة الجيش السوÙياتي عليها، انخراطها ÙÙŠ المشروع الغربي ÙˆØÙ„Ù «Ø§Ù„ناتو» خارج إطار أخطاء وخطايا المرØÙ„Ø© الستالينية والستالينية الجديدة Ù…ØÙƒÙˆÙ… عليها Ø¨Ø§Ù„ÙØ´Ù„. ÙØ´Ø¹ÙˆØ¨ هذه المنطقة لا تنسى بسهولة ذكرياتها المرّة عن القمع الستاليني ÙˆØ§Ù„ØØ±Ù…ان من Ø§Ù„ØØ±Ù‘يات Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ÙŠÙ‘Ø© والعامّة وتهشيم الهويّات الوطنية Ù„Ù…ØµÙ„ØØ© سيادة هويّة «Ø§Ù„أخ السوÙياتي الأكبر» بعد أن تغيّرت هويّة Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ من ديموقراطية سوÙياتية «Ù…جالسية» إلى دكتاتورية ÙØ¸Ø© ÙˆØµØ±ÙŠØØ©.
تختل٠أوكرانيا ÙÙŠ كونها البلد الوØÙŠØ¯ التي Ø§Ù†ØØ§Ø²Øª نخبها وقياداتها السياسية ÙÙŠ الغرب الأوكراني وبنسبة مهمّة إلى النازية، وقاتل قوميّوها بزعامة ستيبانبانديرا إلى جانبها ضد السوÙيات، وهي ØªÙ†ØØ§Ø² اليوم للخيار الغربي الأوروبي الناتوي، وإذا أخذنا ÙÙŠ الاعتبار العداء التقليدي ذا البعد الطائÙÙŠ «Ø§Ù„كاثوليكي - الأرثوذكسي» ÙÙŠ بولندا لروسيا الأرثوذكسية، ÙØ¥Ù† الدول الشرقية الأخرى التي انخرطت ÙÙŠ ØÙ„Ù «Ø§Ù„ناتو» ÙØ¹Ù„ت ذلك ØªØØª ضغط التاريخ ووقائعه الساخنة لمرØÙ„Ø© ما بعد Ø§Ù„ØØ±Ø¨ العالمية الثانية ومرØÙ„Ø© القمع الستالينية.
بالعودة إلى Ù…ØÙˆØ± العلاقات الروسية- الغربية، يمكن الاستشهاد بما قاله الرئيس بوتين قبل أيّام، ÙÙÙŠ سياق تبريره لعملية Ø§Ù„Ø§Ø¬ØªÙŠØ§Ø Ø§Ù„Ø¹Ø³ÙƒØ±ÙŠ المستمرة لأوكرانيا، قال بوتين Ù…Ø°ÙƒÙ‘ÙØ±Ø§Ù‹ الغربيين أن روسيا «Ø³Ø¨Ù‚ وأن أرادت الانضمام إلى الناتو ولكنكم Ø±ÙØ¶ØªÙ… أن تكون روسيا صديقاً ÙˆÙØ¶Ù‘لتم التعامل معها كعدوّ»! وبوتين هنا يتناسى دورس التاريخ القديم ÙˆØ§Ù„ØØ¯ÙŠØ« والذي لم يقدّم لنا مثالاً ÙˆØ§ØØ¯Ø§Ù‹ على صداقة عقدت بين روسيا وأوروبا الغربية طوال القرنين الماضيين على الأقل!
ليس القصد هنا هو Ø§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ عن قيام أوكرانيا بالإخلال بالأمن القومي الروسي Ù„Ù…ØµÙ„ØØ© الغرب، ووضع صواريخ «Ø§Ù„ناتو» على Ù…Ø³Ø§ÙØ© بضع دقائق من قلب موسكو، ولا هو ÙÙŠ تبرير Ø§ØØªÙ„الها ونزع سيادتها واستقلالها من قبل الكرملين، بل هو Ù…ØØ§ÙˆÙ„Ø© لتÙكيك منطق ÙˆØØ¬Ø¬ Ø§Ù„Ù…Ø¯Ø§ÙØ¹ÙŠÙ† عن خيار قيادات ونخب روسيا Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ ÙÙŠ الاندماج والتماهي من موقع التابع مع الغرب، بعد كل هذا التاريخ من العداء الغربي المتأصّل والبالغ ØØ¯ÙˆØ¯ الرّÙهاب الجماعي «Ø§Ù„Ùوبيا العصابية»!
لقد جعل الغرب من روسيا عدوّاً تاريخياً، سواء كانت هذه الروسيا قيصريّة إقطاعية (غزو بونابرت عام 1812)ØŒ أو اشتراكية سوÙياتية (ØØ±Ø¨ التدخّل لـ14 دولة أوروبية ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ±Ø¨ الأهلية بعد الثورة البلشÙية عام 1917)ØŒ أو دكتاتورية ستالينيّة (الغزو الألماني النازي ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ±Ø¨ العالمية الثانية)ØŒ أو Ø§Ù„ØØ±Ø¨ الباردة ÙˆØ¥ØØ§Ø·Ø© روسيا بالستار Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ¯ÙŠ Ø¨Ø¹Ø¯ Ø§Ù„ØØ±Ø¨ العالمية الثانية، رغم أن روسيا السوÙياتية ضمن Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ السوÙياتي قد تØÙ…ّلت الثمن الباهظ ÙÙŠ Ø§Ù„Ø£Ø±ÙˆØ§Ø ÙˆØ§Ù„Ù…Ù…ØªÙ„ÙƒØ§Øª. Ùهل ستأخذ روسيا العبرة ممّا يجري ÙˆØªÙƒØ§ÙØ أوهام ØÙƒØ§Ù…ها اللاهثين خل٠الغرب وعضوية «Ø§Ù„ناتو»ØŒ ÙˆØªØØ³Ù… خياراتها الاستقلالية وتتجه شرقاً ضمن مشروعها الاشتراكي بعد مراجعته ÙˆØªÙØ§Ø¯ÙŠ Ø£Ø®Ø·Ø§Ø¡ الماضي، وتترك الغرب يغرق ÙÙŠ أزماته وآثامه بØÙ‚ شعوب العالم ØØªÙ‰ انهياره؟!
إن العداء الأوروبي- الغربي لروسيا ليس جديداً، وهو لا يتعلّق بالسبب السياسي المباشر غالباً، بل بشبكة من العوامل والأسباب التاريخية والاقتصادية والجيوسياسية القارية ÙˆØØªÙ‰ الطائÙية الدينية. Ùقد كان أوّل غزو شنّته أوروبا الغربيّة ممثلة بنابليون بونابرت ضد روسيا القيصرية ÙˆØÙƒÙ…ها المطلق ÙÙŠ بداية القرن التاسع عشر (1812) ولسبب اقتصادي معلن وهو منع روسيا من المتاجرة مع بريطانيا، أمّا الهد٠الØÙ‚يقي، ÙˆÙÙ‚ العديد من المؤرّخين، Ùكان ØªØØ±ÙŠØ± بولندا الكاثوليكية من الهيمنة الروسية. ÙˆÙØ´Ù„ الغزو ÙˆÙ‡ÙØ²Ù…ت ÙØ±Ù†Ø³Ø§ بونابرت هزيمة مذلة تكبد جيشها 380 أل٠قتيل ÙˆØÙˆØ§Ù„ÙŠ 100 أل٠أسير، رغم أنه دخل موسكو ÙØ§ØªØØ§Ù‹ Ùوجد أن الروس Ø£ØØ±Ù‚وا كل ما Ùيها ممّا يمكن أن ÙŠÙيد الغزاة، ليبدأ بعدها انكماش وسقوط البونابرتية ÙÙŠ العالم!
العداء الأوروبي الغربي لروسيا ليس جديداً وهو لا يتعلّق بالسبب السياسي المباشر غالباً بل بشبكة من العوامل والأسباب التاريخية والاقتصادية والجيوسياسية القارية ÙˆØØªÙ‰ الطائÙية
ÙˆÙÙŠ عام 1917 Ø£Ø·Ø§ØØª روسيا بالØÙƒÙ… البرجوازي الوليد، واختارت طريق ØØ¯Ø§Ø«ØªÙ‡Ø§ الخاص عبر النموذج الاشتراكي الماركسي بعد الثورة البلشÙية، ÙØ±Ùضت أوروبا الغربية هذا الخيار الذي أرعب طبقاتها المسيطرة وتدخلت 14 دولة أوروبية عسكرياً ÙÙŠ ما سمّي «ØÙ…لة الـ14 أمّة» ومنها الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© ÙˆÙØ±Ù†Ø³Ø§ وبريطانيا وإيطاليا ورومانيا وإستونيا وأستراليا وكندا واليونان واليابان وغيرها. وقد عَمَّدَ تشرشل ÙÙŠ بيان هذه الØÙ…لة الغزوية باسم «ØÙ…لة صليبية معادية للسوÙيات من 14 أمّة»ØŒ ØÙŠÙ†Ù‡Ø§ØŒ وقد وص٠مؤسّس الجيش الأØÙ…ر وقائده ليون تروتسكي ØÙŠÙ†Ù‡Ø§ هذه الجيوش بأنها «Ù„يست أكثر من 14 كياناً جغراÙياً Ùˆ14 ÙØ±Ù‚Ø© ÙØ±Ù†Ø³ÙŠØ© إنكليزية» (النبي Ø§Ù„Ù…Ø³Ù„Ø - دويتشر)ØŒ وانتهت هذه الØÙ…لة بأن سØÙ‚ت روسيا السوÙياتية هذا التدخّل العسكري الغربي وسØÙ‚ت معه القوى الرجعية الروسية البيضاء.
ثم، ÙˆÙÙŠ عهد روسيا الستالينية، شنّت أوروبا الغربية، ممثّلة هذه المرّة بالآلة Ø§Ù„ØØ±Ø¨ÙŠØ© الألمانية النازية الهائلة التي أرادها الغرب ÙÙŠ البداية أن تكون ØÙّار قبر روسيا السوÙياتية، هجوماً دموياً على Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ السوÙياتي، ولكن ألمانيا النازية لم ترØÙ… أوروبا الغربية Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ ÙÙŠ طريقها شرقاً لالتهام Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ وثرواته، وقد Ù†Ø¬ØØª روسيا السوÙياتية ضمن Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ السوÙياتي، وبعد تضØÙŠØ§Øª وخسائر جسيمة ÙÙŠ التصدّي للآلة Ø§Ù„ØØ±Ø¨ÙŠØ© النازية وهزمتها هزيمة شنيعة ÙÙŠ معركة ستالينغراد دمَّرَ السوÙيات خلالها الجيش النازي السادس والÙيلق الرابع التابع للجيش الرابع، واللذين يقدّر عديدهما بربع مليون عسكري، لم يعد منهم ØÙŠÙ‘اً إلى ألمانيا إلا قرابة 6 Ø¢Ù„Ø§Ù ÙØ±Ø¯ØŒ وشقّت الدبابات السوÙياتية لاØÙ‚اً طريقها Ù†ØÙˆ برلين وأسقطت النازية الألمانية ÙÙŠ عقر دارها ÙˆØ±ÙØ¹Øª العلم السوÙياتي على الرايخستاغ معقل النازية الهتلرية! ورغم أن روسيا السوÙياتية قاتلت هذه المرة جنباً إلى جنب مع دول الØÙ„ÙØ§Ø¡ الغربيين ÙˆØ¯ÙØ¹Øª الثمن الأضخم ÙÙŠ هذه Ø§Ù„ØØ±Ø¨ والذي ÙØ§Ù‚ نص٠خسائر جميع الشعوب والدول الأخرى، ولكنها ØÙŠÙ† انتهت Ø§Ù„ØØ±Ø¨ وجدت Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ Ù…ØØ§ØµØ±Ø© خل٠الستار Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ¯ÙŠ ÙˆØªØ®ÙˆØ¶ Ø§Ù„ØØ±Ø¨ الباردة التي بادر إليها الغرب بزعامة أميركا!
لقد طلب ستالين من الغرب أن يمدَّه بقرض بقيمة خمسين مليون دولار ضمن خطة مارشال الأميركية لإعادة إعمار أوروبا بعد Ø§Ù„ØØ±Ø¨ØŒ ولكن الرئيس الأميركي هاري ترومان Ø±ÙØ¶ ذلك الطلب، وبدأت إثر ذلك عملية عزل ÙˆÙ…ØØ§ØµØ±Ø© روسيا التي لم تنته إلا بتدمير Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ السوÙياتي من قبل ØÙ„ÙØ§Ø¡ الغرب الروس بقيادة بوريس يلتسن ومعاونه الأوّل بوتين ورئيسهما غورباتشوÙ!
وأخيراً، ÙØ±Ø¨Ù…ا يبدو المنظّر الاقتصادي الروسي المرموق ÙØ§Ù„نتين ÙƒØ§ØªØ§Ø³ÙˆÙ†ÙˆÙ Ù…ØªÙØ§Ø¦Ù„اً أكثر ممّا ينبغي ØÙŠÙ† لخّص رأيه بالعقوبات الانتقامية الغربيّة Ø§Ù„ØØ§Ù„ية ضد روسيا Ùقال ما معناه؛ إذا كان الستار Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ¯ÙŠ Ø¶Ø¯ Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ السوÙياتي الضعي٠والمدمّر ÙÙŠ الخمسينيات من القرن الماضي Ø¨ÙØ¹Ù„ Ø§Ù„ØØ±Ø¨ العالمية الثانية قد ØÙˆÙ‘له إلى دولة عظمى بالاعتماد على قواه الخاصة، دولة واجهت دول القطب الغربي كلّها، ÙØ¥Ù† روسيا الصاعدة اليوم اقتصادياً وعسكرياً وتكنولوجياً ستخرج من Ø§Ù„ØØµØ§Ø± الغربي الجديد الراهن أقوى من ذي قبل (برنامج «Ù‚صارى القول» قبل أيّام). إن الوضع الجيوسياسي العالمي الراهن لا ÙŠØÙ„ّه ÙˆÙŠÙØ³Ù‘ره هذا النوع من المقارنات الشكلانية التي لا تقيم اعتباراً جدليّاً Ù„ØÙ‚ائق الواقع التاريخي ومنه أن القيادات الروسية الراهنة لا تØÙ…Ù„ ÙÙŠ عصرنا مشروعاً جيوسياسياً واجتماعياً أممياً مستقلاً ÙŠÙ†Ø§ÙØ³ الغرب، وهذا Ø§Ù„Ø·Ù…ÙˆØ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙ†ÙŠ الكبير للجم ÙˆÙ…ØØ§ØµØ±Ø© الإمبرياليات الغربيّة المعادية للشعوب وردعها لن يكون ممكناً من دون أن تتخلى القيادات الروسية عن أوهامها وتعويلها الذيلي على صداقة بأي ثمن مع الغرب الإمبريالي.
إن الغرب لن «ÙŠØ®Ø±Ø¬ من جلده طوعاً» ويتخلّى عن طبعه ومضمونه الإمبريالي لسواد عيون بوتين أو سواه من قيادات الكرملين البرجوازية، بل هو - الغرب - لا ÙŠÙهم إلا نوعاً ÙˆØ§ØØ¯Ø§Ù‹ من الصداقة هي «ØµØ¯Ø§Ù‚Ø© الاستسلام الكامل والتام» والتØÙˆÙ‘Ù„ إلى تابع يدور ÙÙŠ Ùلكه. وهنا - ÙÙŠ Ùقدان المشروع الروسي المستقبلي وهيمنة الأوهام الروسية Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…Ø© - تكمن نقطة ضع٠روسيا الكبرى والتي ستجعل هذا Ø§Ù„ØªÙØ§Ø¤Ù„ الكاتاسونوÙÙŠ Ù…ØÙÙˆÙØ§Ù‹ بالمخاطر وذا أساس جيوسياسي هشّ!
يمكن لهذه المواجهة والØÙ…لة الغربيّة ضد روسيا ÙÙŠ هذه Ø§Ù„ØØ±Ø¨ أن تكون ÙØ±ØµØ© ثمينة لروسيا لتتخلّص من أوهامها الغربيّة بشكل نهائي ÙˆØªÙØ¹Ù‘Ù„ ØªØØ§Ù„ÙØ§ØªÙ‡Ø§ الشرقيّة وتبني وتضع موضع التطبيق بدائلها المالية والتكنولوجية والإعلامية للأساليب والأنظمة الغربيّة التي شهرت ضدها ÙƒØ³Ù„Ø§Ø ÙˆÙ…Ù†Ø¹Øª من استخدامها، بدءاً من الاستغناء عن نظام «Ø³ÙˆÙŠÙت» للتØÙˆÙŠÙ„ات المالية وتمتين استقلالها المالي والانÙكاك التدريجي عن اقتصاد الدولار وليس انتهاء بمراجعة دورها ÙÙŠ المنظمات التي تسمّى دوليّة ÙˆÙ…ØØ§ÙŠØ¯Ø© ÙˆØ§Ù†ÙƒØ´ÙØª على ØÙ‚يقتها كمنظمات تابعة للمنظومة الغربية الإمبريالية. وهذا قطعاً Ø·Ù…ÙˆØ ÙƒØ¨ÙŠØ± لا يمكن أن يتØÙ‚ّق بين يوم وليلة ولكن شرطه الأوّل يكمن ÙÙŠ تبني ÙÙ„Ø³ÙØ© جيوسياسية استقلالية وتقدّمية ØÙ‚يقية، وتلك ستكون مهمّة المستقبل التي Ø³ØªÙØ±Ø¶ Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ على القوى التقدّمية الروسية ذات الخبرة الضخمة خلال السنوات القادمة كما Ù†Ø±Ø¬Ù‘ØØŒ وخصوصاً إذا ما تخلّى Ø§Ù„ØØ²Ø¨ الشيوعي الروسي عن مواقÙÙ‡ المتماهية تماماً مع مواق٠الكرملين ومن دون أدنى تØÙّظ تمليه مبادئه الطبقية والأممية المعلنة.
أمّا البديل الذي يقدّمه المنظّر الأيديولوجي القومي الروسي ألكسندر دوغين، ويتبنّاه الرئيس بوتين، والمتمثّل ÙÙŠ النظرية الجيوسياسية القائلة بالمشروع الأوراسي بقيادة روسيا الأرثوذكسية «Ø§Ù„استثنائية» ومعاداة Ø§Ù„ØØ¯Ø§Ø«Ø© والليبرالية الغربية ككل ومن دون تمييز بين الجوهر التقدّمي التأسيسي لها والعدوانية الإمبريالية Ø§Ù„Ù…ØªÙØ§Ù‚مة ضد شعوب العالم وتمظهراتها الأيديولوجية ÙÙŠ الخطاب الليبرالي السلطوي Ø§Ù„ØØ§Ù„ÙŠØŒ وعلى ركيزة أخرى هي تصنيم الرئيس الروسي Ø§Ù„ØØ§Ù„ÙŠ ضمن مقولة دوغين «Ù‡Ù†Ø§Ùƒ الرئيس بوتين وأنا والشعب الروسي Ø§Ù„Ù…ØØ§Ùظ» (مقابلة ØªÙ„ÙØ²ÙŠÙˆÙ†ÙŠØ© معه 14 تشرين الثاني 2021)ØŒ Ùهي لا تعدو كونها نسخة Ø´Ø§ØØ¨Ø© من أيديولوجيات اليمين القومي الروسي Ø§Ù„Ù…ØØ§Ùظ، ولا ØªØµÙ„Ø Ù„ØªÙƒÙˆÙ† بديلاً ونقيضاً ÙƒÙØ§ØÙŠØ§Ù‹ يواجه بجدارة المشروع الإمبريالي العالمي ولا ØªØµÙ„Ø Ù„ØªÙƒÙˆÙ† ØÙ„اً واعداً لمشكلات روسيا ذاتها ÙÙŠ البعد القومي المØÙ„ÙŠ!