حمل التطبيق

      اخر الاخبار  ‏رئيس وزراء مصر: شبكة الاتصالات بدأت تعود إلى العمل اليوم   /   سلطات ولاية تكساس الأميركية: عدد قتلى الفيضانات في مقاطعة "كير" يرتفع إلى 95   /   القوات المسلحة اليمنية: استهدفنا السفينة إترنيتي سي بزورق مسير و6 صواريخ ما أدى لغرقها   /   إعلام إسرائيلي: إصابة عدد من المستوطنين في عملية دهس قرب طبريا   /   ‏مندوبة الولايات المتحدة: يجب إدانة انتهاكات إيران لقرارات المجلس بحظر توريد السلاح   /   ‏العقوبات الأميركية الجديدة على إيران استهدفت 22 كيانا لدورهم في بيع النفط الإيراني   /   ‏لقاء بين رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الدفاع الأميركي في وزارة الدفاع الأميركية   /   ‏مندوب الصين: نطالب الحوثيين بالامتناع عن استهداف السفن التجارية   /   ‏مندوبة بريطانيا: ندين الهجمات الحوثية على السفن التجارية في البحر الأحمر   /   اللجنة الفرعية المنبثقة عن لجنة التربية أرجأت جلستها المقررة غدا إلى موعد لاحق   /   ‏قيادي في حماس: غزة مفتاح "صفقة شاملة" بين ترامب ونتنياهو   /   ‏قيادي في حماس: جميع نقاط الخلاف في مفاوضات الدوحة مازالت قائمة   /   تصادم بين مركبتين على طريق ‎بسوس باتجاه ‎الكحالة الأضرار مادية و‎حركة المرور كثيفة   /   ‏الأمم المتحدة: حالات الكوليرا في اليمن تراجعت بنسبة 70 % عن العام الماضي   /   مسيّرات إسرائيلية نفّذت غارات على الصبورة ويعفور في ريف دمشق   /   ‏الأمم المتحدة: الحل السياسي السبيل الوحيد لبناء مستقبل أفضل لشعب اليمن   /   حماس: الجرائم المتواصلة في الضفة تستوجب تحركا دوليا فاعلا لوقفها وإنهاء الاحتلال ومحاسبة قادته   /   الرئيس عون عاد إلى بيروت بعد زيارة رسمية إلى قبرص   /   الخزانة الأميركية: أميركا تفرض عقوبات إضافية مرتبطة بإيران   /   ‏ترامب: معدل الفائدة أعلى من الوضع الطبيعي بـ 3 نقاط   /   حماس: تصعيد الاحتلال هدم المنازل في الضفة الغربية تأكيد جديد أنه ماض في حربه الشاملة ضد الوجود الفلسطيني   /   اندلاع حريق كبير في حارة صيدا في منطقة تلة مارالياس   /   قيمة إنفيديا السوقية تصل إلى 4 تريليونات دولار   /   ‏الجيش الإسرائيلي: فرقة لواء جفعاتي القتالية بدأت تطويق بيت حانون   /   معلومات الجديد: قاضي التحقيق الأول في الشمال سمرندا نصار ستستمع إلى وزير الطاقة السابق أرتور نزريان كشاهد بجلسة تُعقَد في 17 تموز في ملف سد المسيلحة   /   

الحرب الأوكرانية وانبعاث نظام عالمي جديد!

تلقى أبرز الأخبار عبر :


 

 

هادي بو شعيا - الأفضل نيوز

 

بعد مرور قرابة العام على اندلاعها، زادت الحرب الروسية على أوكرانيا من حدة النزاعات والمواجهات، فضلاً عن الاتجاه العالمي الحالي للدول لتشكيل كتل تتمحور حول كل من واشنطن وبكين على السواء.  ÙˆÙÙŠ Ù‡Ø°Ø§ الصدد قال منسّق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في كانون الأول/ديسمبر الماضي: "لقد تحوّلنا إلى عالم غير منظم متعدد الأقطاب كل شيء فيه سلاح: الطاقة والبيانات والبنية التحتية والهجرة. ... الجغرافيا السياسية هي المصطلح الأساسي، كل شيء جيوسياسي".

 

وبناء على ما تقدّم، نلحظ كيف تحوّلت مناطق آسيا الوسطى والقوقاز والبلقان وإفريقيا والمحيط الهندي والمحيط الهادئ إلى ساحات معركة على النفوذ بين قوى مثل الصين والاتحاد الأوروبي وروسيا وتركيا،  Ø³ÙˆØ§Ø¡Ù‹ من خلال تمويل مشاريع البنية التحتية أو إبرام صفقات في مجال التجارة أو التعاون العسكري أو حتى الدبلوماسي. 

 

فيما جاءت الحرب في أوكرانيا لتُمعن في زعزعة الأمور فأضعفت قبضة روسيا على الجمهوريات السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى وفتحت الباب أمام تركيا للاضطلاع بدور جديد وهو  "الوسيط". كما أن مسألة "إعادة التنظيم" الجارية تشوبها فوضى حقيقية غالبًا ما ستكون مؤقتة. 

 

بيد أن الحرب ستؤدي في نهاية المطاف إلى إضعاف روسيا وأوروبا وإرهاقهما، في حين أن المنتصرَين الرئيسيَيْن من هذا الوضع هما الولايات المتحدة والصين.

 

لذلك كان لا بد على الصين أن تقارب الحرب من منظور آخر والمتمثل بهدفها الاستراتيجي طويل الأمد بأن تصبح القوة الرائدة في العالم بحلول عام 2049. على الرغم من دعم بكين لموسكو، إلا أنها تجنّبت القيام بتحركات قد تؤدي إلى نفور الغرب منها. 

 

ذلك أن الدعم الصيني لروسيا لا يمثّل توافقًا كاملاً، كما أنها لا تقدّم لروسيا مساعدات بحجم تلك التي توفرها واشنطن لأوكرانيا، لكن بالنظر إلى الوقائع نجد أن العلاقات الاقتصادية توطدت بقوة. الأمر الذي يشي بأن استمرار موسكو بهذه الحرب يدفعها تباعًا نحو أحضان بكين، وتاليًا تدور في فلكها، خصوصًا أن روسيا ليست في وضع يسمح لها بالتفاوض مع الصين التي ستأخذ ما تشاء منها دون أن تعطيها ما تريد، على غرار الأسلحة والمكونات الإلكترونية المهمة... غير أنه يمكن للأيديولوجيا أن تتقدم على عدم التوازن الاقتصادي، بحيث يراهن الكرملين على تنويع علاقاته الجيوسياسية والاقتصادية والاستراتيجية مع كل من تركيا ومنطقة الشرق الأوسط وإيران وإفريقيا للحدّ من اعتماده على الصين، ناهيك عن أن ترسانة روسيا النووية الهائلة، والتي تفوق بكثير ما تمتلكه الصين، ما يجنبها أيضًا الخضوع بالمطلق.

 

أما بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي، فتمثل الحرب في الوقت نفسه فرصة لأن يظهر قدرته على التحرك كجهة فاعلة رئيسية، فضلاً عن خطر أن يؤدي دور التابع لواشنطن من جديد. لكن إزاء ذلك، يمكن رصد أداء أوروبا عمومًا عبر إظهار مرونتها وقدرتها على الاستجابة بسرعة كبيرة، منذ بداية الحرب، من خلال تقديم الدعم العسكري ومساعدة اللاجئين، وخفض اعتمادها في مجال الطاقة على روسيا.  

 

ويبقى السؤال: هل يشي ذلك أن الاتحاد الأوروبي استعد للمستقبل لحجز مكانته على الخارطة العالمية؟.

 

يبدو أن  Ø§Ù„قادة الأوروبيين، من خلال اتحادهم مع واشنطن في الوقت الحالي في دعم كييف، يريدون تقوية العلاقة مع الولايات المتحدة، لكنهم يدركون أنهم قد يجدون أنفسهم بمفردهم خلال ولاية رئاسية أو اثنتين إذا ما وصل مرشح انعزالي إلى البيت الأبيض على غرار الرئيس الأميركي الجمهوري السابق دونالد ترامب. 

 

في حين أن هناك مزيدًا من دول الاتحاد الأوروبي الأعضاء في حلف شمال الأطلسي "الناتو" التي ترى أن لا مستقبل خارج المظلة الأمنية للولايات المتحدة والناتو، ومن ثم يبحث الاتحاد عن مزيد من المجالات للحدّ من التبعيات الاستراتيجية والتي تتخطى الوقود الأحفوري الروسي، الذي استغنى عنه إلى حد كبير. إذ أدرج إعلان في قمة في فرساي في آذار/مارس 2022 مجالات مثل المواد الخام الرئيسية وأشباه الموصلات والمنتجات الغذائية كأولويات. 

 

لكن تبقى مسألة في غاية الأهمية قد تؤخر خروج الأوروبيين من كنف المارد الأميركي، نظرًا لما يعانونه على صعيد "المماطلة الاستراتيجية"ØŒ إذ يأبون  Ø§Ù„تحرك حتى يجدون أنفسهم من دون خيار آخر. وعلى الرغم من ذلك، يسعى الاتحاد الأوروبي للإضطلاع مباشرة في أي مفاوضات قادمة قد تنهي الحرب في تأكيد على ما قاله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لصحيفة لوموند في كانون الأول/ ديسمبر الماضي: "لا أريد أن يكون الصينيون أو الأتراك فقط هم الذين يتفاوضون بشأن ما سيحدث لاحقًا"

 

في المحصلة، أدى غزو روسيا لجارتها أوكرانيا إلى إحداث تغييرات في أجزاء كبيرة من النظام العالمي، بما في ذلك تشكّل كتل جديدة لم يشهدها العالم منذ الحرب الباردة. قد يكون صحيحًا أن إرهاصات هذا التغيير كانت قد ظهرت ما قبل اندلاع العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، كما أسماها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكن الحرب واستقطاباتها سرّعت في جلاء الصورة.