ريما الغضبان - خاصّ الأفضل نيوز
رغم الألم والحزن، رغم قسوة المشاهد، ورغم الغصة والوجع...أثبتت غزة اليوم للعالم أجمع أنها بإمكانياتها الضئيلة استطاعت أن تغير موازين الأحداث وتقلب العالم رأسًا على عقب، وللقصة بقية..
بدأت قصة كفاح ونضال الدولة الفلسطينية منذ العام ١٩٤٨، ولكن كل ما مرت به الأراضي المقدسة من معارك وحروب لم تفعل ما فعلته حربُ غزة اليوم. فقد غيرت مجرى القصة وباتت على مسافةٍ قريبة من نهاية العدو الإسرائيلي، فالعالم أجمع اليوم رأى صورة العدو الحقيقية، رأى الظلم والقتل، غزة عرفت العالم بأصحاب الأرض الحقيقيين، غزة أظهرت للعالم أجمع بأن المقاومة ليست إرهابًا، وأن المقاتلين هم أصحاب حقٍّ وقضية.
بعد مرور أكثر من ٧ أشهر، على طوفان الأقصى لم يهدأ العالم ولم يعتد المشاهد ومازال يطالب بوقف الحرب وتحرير الأراضي الفلسطينية. ٧ أشهر كانت كفيلة حتى بتغيير معظم آراء السياسيين الأجانب، فاعترف عددٌ من الدول الغربية بدولة فلسطين (إسبانيا، إيرلندا والنرويج). أما الدول التي لازالت تساند العدو بدأ نوابها برفع صوت الحق، وكان آخرها ما فعله النائب الفرنسي سيباستيان ديلوغو، حيث رفع علم فلسطين أثناء الجلسة على الرغم من أن القوانين الداخلية للبرلمان الفرنسي تمنع ارتداء أو حمل أي إشارات سياسية.
وبعيدًا عن الأرض والحرية، تمكن أهل غزة بصبرهم من مسح كل ما روج له الاحتلال الإسرائيلي والإعلام الغربي عن الإسلام. وأصبح الكثير من الغربيين يبحثون عن الإسلام ويقرأون القرآن ويعتنقون الإسلام، حيث قال رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا في إحدى المقابلات: "لم تشهد فرنسا طيلة ٤٠ عامًا إقبالًا على الدخول في الإسلام كما حصل بعد حرب غزة حيث ارتفعت الأعداد الرسمية للمسلمين الجدد من ٨٠ إلى ٤٠٠ يوميًا في معظم الأحيان". هذه الأرقام في فرنسا ناهيك عن بقية دول العالم التي تشهدُ أيضًا إقبالًا كبيرًا على الإسلام.
نحنُ لم نرَ إلا الجوانب الحزينة لحرب غزة، لم نرَ إلا جرائم الحرب البشعة التي يرتكبها العدو في كل ساعة. لكن، هناك الكثير من الجوانب المضيئة التي يدبرها الله سبحانه وتعالى بحكمةٍ منه "ولا تحسبن الله غافلًا عما يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليومٍ تشخصُ فيه الأبصار"، فالنصرُ قادم بوعدٍ من الله ولكنه ربما تأخر لخير يعلمه ولا نعلمه.
القصة لم تنتهِ، والعدو إلى زوالٍ قريب وكما قال أبو عبيدة: "للقصة بقية...".