كمال ذبيان - خاص الأفضل نيوز
في كلمته بذكرى مرور أسبوع على اغتيال القياديّ الجهادي في "حزبِ اللّه" فؤاد شكر، وكما في يوم تشييع الشهيد، كان الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، عقلانيًّا في كلامه، حول الرّدِّ الذي سيلجأ إليه الحزب، وحسم بأنّه آتٍ، برويّة وحكمة وشجاعة، ولن يتأخّر، وسيأتي في الوقت المناسب، وكشف عن تنسيق بين أطراف محور المقاومةِ، لا سيما تلك التي تعرّضت لاعتداءٍ إسرائيليٍّ، وهي لبنان وإيران واليمن، حول آليّة الرّدِّ بشكل منفرد لكلّ ساحة، أو كلّ السّاحات مجتمعة، بما فيها الحشد الشّعبيّ في العراق، في تأكيد بأنَّ الرّدَّ سيكون قويًّا ومؤثّرًا وفاعلًا، لردع الكيان الصّهيونيِّ الغاصب عن توسيع رقعة الحرب، وهو ما يسعى إليه، رئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو ، لا سيما مع إيران، التي وصفها بأنها "دولة الشّر" وذهب إلى واشنطن يحرّض عليها أمام الكونغرس الأميركي، فأعلن بأنّ أصل الشّر هو إيران، ولا بدَّ من "قطع رأس الأفعى"، وأن "حزب اللّه" و"حماس" و"الحوثيين" و"الحشد الشّعبيّ"، هم أدوات إيرانية، تنفّذ ما تطلبه إيران، التي توظّف قضية فلسطين لصالح تمدّد نفوذها، الذي لا يضرُّ إسرائيل فقط، بل هو يؤذي مصالح أميركا في المنطقة، كما يزعزع الاستقرار في الدول المجاور.
حضّر نتنياهو المناخ الحربي ضدَّ إيران في زيارته إلى أميركا، وهو هدفٌ إسرائيليٌّ منذ أن بدأ يظهر البرنامج النّووي الإيراني، فحاول استدراج الولايات المتحدة إلى حرب مع إيران، فلم ينجح، وأغضبه الوصول إلى الاتفاق النّووي مع إيران رعته أميركا مع خمس دول.
فيحاول نتنياهو استغلال الحرب المدمّرة التي يشنّها على غزّة، لتغيير وجهة الحرب، نحو إيران وأذرعتها، فاستفزّ العدوّ الإسرائيليّ مرتين، بقصف القنصلية الإيرانية في دمشق، فردّت طهران بإطلاق ٣٥٠ مسيّرة، أعلنت إسرائيل أنها أسقطتها ولم تحقّق أهدافها، فجاء اغتيال رئيس المكتب السّياسيّ لحركةِ "حماس" اسماعيل هنية في طهران، وهو ضيف على أراضيها، وبعد ساعات من اغتيال شكر، ممّا وضع أطراف محور المقاومةِ، أمام سؤال هل سيرد؟، فجاء الجواب سريعًا من مرشد الثورة في إيران السيد علي خامنئي ومن السيد نصر الله، وقبلهما من "الحوثيين" في اليمن بعد قصف الحديدة.
فقرار الرّدِّ اتّخذ، ويبقى التّوقيت الّذي ما زال غامضًا، وهو مقصود عدم التّسرع بحصوله، لإبقاء إسرائيل واقفة ليس على رجلٍ وربع الرِّجل، كما قال السيد حسن نصر الله، الذي وصف انتظار العدوِّ الإسرائيليِّ للرّد بأنّه عقاب، ويدخل في إطار الحرب النفسية، حيث يحاول حلفاء إسرائيل في العالم التّدخّل والتّوسّط لدى "محور المقاومةِ"، وتحديدًا إيران و"حزب اللّه" بأن يكون الرّدُّ محدودًا، كي لا تتوسّع الحرب وتصبح إقليميّة، فكان الجواب، أنَّ الميدان هو الذي يفرض حجم الرّدِّ كما توقيته، ولكنه لن يكون إلَّا مزلزلًا للكيان الغاصب، وعلى كامل مساحته من الشمال إلى الوسط والجنوبِ، وقد يتولّى كل طرف في ساحات المقاومة، مساحة جغرافية، يتعامل معها، ويحدّد الأهداف التي ستكون تحت مرمى نيران فصائل المقاومة، التي شكّلت غرفة عملياتٍ للرّدِّ على اعتداءاتِ إسرائيل، التي يدرس قادتها، أن تقوم بحرب استباقيّة، على محور المقاومةِ، وتفاجئه باعتداءات عليه، وعلت أصوات في القيادتين السّياسيّة والعسكريّة، أن يقوم الجيش الإسرائيليّ بحرب خاطفة، لكن تقارير صهيونية كشفت بأنَّ الجيش الإسرائيليّ ليس جاهزًا لحرب على جبهات متعدّدة، فهو لم يحسم المعركة في غزة، وما زالت المقاومةُ فيها تنفّذ عمليّاتِ ضدَّ مراكزه وتجمّعاته، ويستنزفه "حزب اللّه" في الشمال، الذي كبّده خسائر اقتصاديّة، إضافة إلى فرار نحو ١٠٠ ألف مستوطن ومثلهم وأكثر من غلافِ غزّة.
فالرّدُّ على اغتيال هنية وشكر، لن يكون توقيته بعيدًا، وهو ما أعلنه السّيد نصر الله، الذي في خطابين متقاربين أظهر بأنَّ الحرب تُدار بعقلٍ وحكمة وحماية المدنيّين.