د. زكريا حمودان - خاصّ الأفضل نيوز
بشكل مفاجئ ووفاءً للسيد فؤاد شكر وللذين استهدفوا في الضاحية الجنوبية لبيروت نفذ حزب الله رده اليوم على العملية. رد حزب الله المفاجئ كان كبيراً ودقيقاً وفي نفس الوقت كان مقدمة لما يمكن أن يقوم به الحزب في حال حصول معركة أوسع في المرحلة المقبلة.
عدة مستويات يمكن رصدها في هذه العملية، بحيث نبدأ من المستوى السياسي وصولاً إلى المستوى الميداني.
على المستوى السياسي أبدت المقاومة حنكة كبيرة في مقاربة الرد على العملية والسماح باستمرار المفاوضات في إطار وقف إطلاق النار في غزة، انطلاقاً من أنَّ العملية بدأت إسناداً لقطاع غزة وبهدف انتصار المقاومة فيها وعدم تحقيق نتنياهو لأهدافه السياسية والعسكرية.
في هذا الإطار انتظرت المقاومة وأعطت الوقت المناسب للمفاوضات التي كان من المفترض أن تنتهي يوم السبت مساءً، عند انتهاء المفاوضات يوم السبت اتضح للجميع ما كان معلوماً ولكن ثبت تأكيده مع انتهاء المهلة الزمنية أي عدم وجود أي نية حقيقية لدى حكومة نتنياهو وكذلك لدى الأميركي في وقف إطلاق النار.
انطلاقا من الجانب السياسي أتى الرد العسكري الذي كان مفاجئًا وفي نفس الوقت دون أي تردد، أي مع انتهاء المدة الزمنية السياسية حصل الرد العسكري الذي كان كبيراً ومهماً لأنه سمح بتوضيح صورة للمجتمع الدولي بأن المقاومة لديها لغة الدبلوماسية ولغة القوة للحفاظ على حقوقها وعلى دماء الشهداء وفي الحفاظ على لبنان.
العملية التي نفذها حزب الله اليوم كانت عملية كبيرة ولكن كانت في سلاح بسيط مقارنة بقدرات الحزب، واستهدفت أهدافًا في العمق مما يشير إلى أن لهذه العملية أبعادًا كثيرة أهمها أنها أتت عبر قدرات بسيطة ونتائج كبيرة.
أهم ما يمكن استخلاصه من هذه العملية بأنه خلال تقريباً ٦ أو ٧ ساعات كان هناك استيعاب كلي للعملية وعدم انجرار إلى توسيع لعمليات أو حرب بين لبنان والعدو الصهيوني، مما يشير إلى أن المقاومة استطاعت أن تردع العدو واستطاعت أن تضبط ماكينته العسكرية على ساعة المقاومة وقدراتها.
قدرات المقاومة منعت العدو من أن يتمادى وأن يذهب في اتجاه شن حرب على لبنان انطلاقاً من عملية كبيرة يقوم بها، فكان واضحاً أن رد حزب الله حصل وحقق أهدافه العسكرية وأهدافه الميدانية بشكل كبير.
في خلاصة ما حصل اليوم نرى بأن المقاومة استطاعت أن تثبت بأنها جاهزة للرد على أي عدوان يحصل على لبنان، كما أنها ضابطة لآداء الكيان الصهيوني وضابطة للعنجهية العسكرية التي يتعاطى بها الكيان مع الداخل الفلسطيني ومع بعض الدول العربية التي تم ترويضها من خلال الحكومات الصهيونية السابقة والأميركية.