عبدالله قمح - خاصّ الأفضل نيوز
أتى رد المقاومة، أمس، على اغتيال القيادي الكبير فؤاد شكر، في توقيتٍ دقيق، حيث كانت تنشط، في الداخل اللبناني وفي الخارج، نقاشات حول سبل التمديد لقوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان مع حلول الموعد التلقائي للتمديد نهاية الشهر الجاري.
تكشف معلومات "الأفضل نيوز" عن مفاوضات كانت تجري بهدوء مع الحكومة اللبنانية للتفاهم حول شكل التمديد، تولى جزء منها فرنسا بصفتها حاملة القلم في شأن القرار في مجلس الأمن، وجانب آخر تولته الدبلوماسية الأميركية.
وفهم عن وجود ضغط إسرائيلي واضح، يرمي إلى تخفيض مدّة التمديد لتصبح 6 أشهر بدلاً من عام. وطرح الإسرائيليون "تحرراً أكبر" لنشاط القوات الدولية، بما في ذلك إجراء دوريات بشكل مستقل عن الجيش اللبناني. كما طرحوا تعديلاً على المهام بما خص القوات الدولية، لها علاقة بآليات الانتشار. وفهم أن إسرائيل تحاول تكريس ما يمكن تسميته "منطقة عسكرية" ضمن مسافة معينة على الجانب اللبناني من الحدود ، بحيث يمنع دخول أي طرف إليها، بالتزامن مع نشر تقنيات تمنع وصول حزب الله إلى مسافة قريبة من الحدود، فيما اعتبر أن تطبيق هذا الإطار يأتي في مرحلة لاحقة. وبدا أن العدو يحاول ضمان مستقبل الوضع عند الحدود في هذه الطريقة، ما كان محل رفض لبناني واضح لإدخال أي تعديل على القرار. وقد واجهت بعض المستويات أي محاولة من هذا القبيل في الذهاب إلى طلبات تعديل من الجانب اللبناني أيضاً، فيما كان كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري واضحًا في اتجاه تأكيد وتأييد لبنان تنفيذ نص القرار 1701 كاملاً، وهو موقف يعكس توافقاً مع حزب الله في جانب منه، ويعد تطويقاً لأي محاولة إسرائيلية – غربية لإدخال تعديلات، فيما الموقف اللبناني يعتبر أن ما ينص عليه القرار الصادر عام 2006 كافياً لجهة توفير الأمن.
في العودة إلى الرد، اتَّبع حزب الله نموذجاً فريداً، جمع فيه بين الأسلوب الاستخباراتي – الأمني والعسكري. ففي حين وضع العدو، من خلال طريقة نشاطه على الأرض، بمعطيات مخالفة للواقع السائد كنوع من الإلهاء الذي مارسه بإتقان لتأمين رده العسكري، مضت المقاومة إلى تنفيذ خططها بهدوء. وكان لافتاً أن المقاومة استخدمت في عملية الإلهاء مواقع شغلتها مسبقاً في الأودية وسفوح الجبال، قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن القيادي فؤاد شكر أمر، قبل فترة، بالانسحاب منها.
وفهم أن المقاومة استخدمت نماذج عبارة عن منصات ومجسمات وهمية أو غير منضوية ضمن إطار الرد، لإشغال العدو الإسرائيلي أو إرباكه ضمن سياق العمليات الجوية التي نفذها. وجاء تنفيذه لهذه الضربات، بقبل حوالي نصف ساعة من بدء المقاومة ردها، كأنه نوع من الاستدراج من جانب المقاومة، التي يبدو أنها تعمدت إبراز نوع معين من النشاط العسكري، في محاولة منها لتشتيت تركيز العدو على مناطق معينة، وذلك من أجل تأمين نشاطها العسكري في مواقع أخرى، وهو ما ألمح إليه نصرالله في خطاب الأمس من دون الإشارة إليه على نحوٍ دقيق.