ميشال نصر - خاصّ الأفضل نيوز
على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفي أروقة مقر المنظمة الدولية التي وصلها الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، "متأبطا" ملفه الأسود، حيث جمع أوراق التسوية التي عمل عليها لأشهر، حركة دبلوماسية بلا بركة، وإرباك خلفته قناعة متزايدة بأن لا حلول للوضع اللبناني في ظل التوازنات القائمة، ولا إمكانية بالتالي لتطبيق ال 1701، وفقا لقواعد اللعبة الحالية.
زاد من طين كل ذلك بلة ما سرب من تصريحات منسوبة للرئيس الإيراني، خلال أكثر من إطلالة صحفية له من نيويورك، أثارت موجة من التساؤلات وردود الفعل، قبل أن يتبين عدم دقة الترجمة، عن قصد وسابق إصرار وتصميم بهدف إحداث بلبلة، وخلق تصدعات داخل المحور.
في كل الأحوال ورغم الجهود الحثيثة التي تبذل، تبدو الدبلوماسية عاجزة عن التأثير، في المحاولات الجارية على اكثر من خط، وفي أكثر من مكان، مع تسارع الأحداث من دون أن يتمكن اللاعبون الدوليون والإقليميون من فعل الكثير، مع فشل كل وسائل الضغط الرئيسية المستخدمة.
على هذا الصعيد كشفت مصادر وزارية لبنانية أن فرنسا تخوض اتصالات رفيعة المستوى على خطين، الأول، في نيويورك، عبر مباحثات رباعية أميركية-فرنسية-إيرانية-عربية، حيث تجري مناقشات جدية للورقة الأميركية-الفرنسية التي سبق ورفضتها الحكومة نيابة عن حزب الله، تحت ترهيب العصا وترغيب الجزرة، فيما اقتنع رئيس حكومة تصريف الأعمال بنصيحة "مسيو لودريان"، فتوجه إلى نيويورك، لمواكبة المشاورات عن قرب.
أما على الخط الثاني، فيقود الموفد الفرنسي جان إيف لودريان جولة اتصالات في بيروت، حيث تردد أنه قد يمدد إقامته بناء لتعليمات من الإيليزيه، لإجراء سلسلة لقاءات مع قيادات في حزب الله، وكذلك مع سفراء الخماسية، على أن تكون له خلوة في قصر الصنوبر مع السفير السعودي وليد البخاري لمتابعة بعض النقاط التي سبق عرضها خلال زيارته إلى الرياض.
يواكب هذه الحركة الداخلية، تواصل مخابراتي قطري – تركي مع حزب الله، دخل على الخط، للوصول إلى تهدئة، أو على الأقل العودة إلى الوتيرة السابقة من العمليات، في انتظار نتائج الوساطات السياسية وما قد تؤدي إليه.
وأبدت المصادر تشاؤمها حيال وصول الاتصالات إلى نتائج إيجابية، خصوصا أن الجانبين الفرنسي والأميركي، يتبنيان الموقف الإسرائيلي، الذي يركز على خلق منطقة عازلة جنوب الليطاني وإيجاد آلية واضحة تسمح بالتحقق من عدم تواجد حزب الله فيها، وهو ما ترفضه قيادة الحزب حتى الساعة، وسط تمسك لبناني بتنفيذ القرار 1701، الذي تحول بدوره إلى إشكالية كبيرة في ظل وجهات النظر المختلفة حول تفسير روحيته وأهدافه وطريقة تطبيقه.
وختمت المصادر بأن تل أبيب على ما يبدو بدأت تطبيق خطة اتفق عليها مع الجانب الأميركي بعد اجتماعات على أكثر من مستوى، حيث حصلت واشنطن على عدم ذهاب تل أبيب إلى الحرب الكبرى، مقابل مشاركتها في الضغط العسكري المواكب للجهود السياسية لإلزام لبنان السير بالتسوية التي وضعها هوكشتاين، من ترسيم إلى انسحاب من جنوب الليطاني، وضمانات أمنية، وعدت فرنسا بتأمين تمويل خطتها، مقابل الحفاظ على مكاسبها الاقتصادية النفطية.