مارينا عندس - خاص الأفضل نيوز
مع بداية الأزمة الاقتصادية، حتّى اندلاع الحرب في لبنان، تأثر القطاع الزراعي بشكلٍ واضحٍ، رغم أنّه لم يكن في أفضل حالاته في الأساس.
فكيف تأثرت الأسعار سيّما مع إقفال المعابر البرّية؟ وكيف يتمّ تصدير الإنتاج الزراعي اليوم؟
في حديثه لموقع "الأفضل نيوز"، أكّد رئيس تجمّع مزارعي وفلاحي البقاع ابراهيم الترشيشي، أنّه وبدون شكّ، أثّر تسكير معبر المصنع بشكلّ كبيرٍ على التصدير والمنتوجات الزراعية. وتراجعت كمّيتها رغم أنّها كانت ضئيلة في الأساس.
وقال: بعد أن كنّا ننقل منتوجاتنا بحوالي الـ12 سيّارة يوميًا، لم نعد نحمّل البضاعة بأكثر من أربع سيارات، لنصبح في رحلةٍ أطول وبأسعارٍ أغلى.
ولّت أيّام العزّ، وولَّت معها ذكريات 2018 و2019 و 2020- أي قبل تسكير الطرقات في الأراضي الصناعية. كنّا نصل إلى الـ80 والـ100 سيّارة لكنّنا اليوم أصبحنا نتكلّم عن التّصدير وكأنّه سيزول.
وللأسف، لم نعد نصدّر منتوجاتنا، وبالتالي خسرنا زبائننا في الخارج وخسرنا مركزنا وفرصة تنافسنا مع الغير بعد أن احتلّوا أسواقنا ومراكزنا في العالم.
الفاكهة تُباع بنصف قيمتها
واستذكر الترشيشي يوم كانت البضاعة اللبنانية تغزو الأسواق العالمية، بعد أن كان يتم وضعها على ستاندات المولات والمحلات الكبيرة. أمّا الآن، فكل هذه الأمور غابت على مضد.
وتقريبًا، 3 سيارات تصل فقط نحو العراق والأردن. ومن القليل القليل ما نصدّر. وهذا ما أثّر على السوق المحلي وأسعار البضاعة بشكلٍ سلبيٍ. فبعد أن كانت القشطة والأفوكا تُباع بالـ8 دولار تقريبًا، أصبح اليوم الكيلو بدولاين فقط. أمّا الحمضيات على أنواعها، باتت تُباع بأقلّ من كلفتها حتّى. وعن الموز الأخضر، حدّث ولا حرج. فبعزّ موسمه يعاني كثيرًا، لأنّ كيلو الموز يباع بـ20 ألف ل.ل. يعني بأنّ هذه الأنواع من الفاكهة تباع بنصف قيمتها.
وللأسف، سعر العنب اليوم يُعدّ أرخص بكثير من فترة موسمه، كذلك التفاح. ولكن، ماذا عن الأرباح؟
الأرباح تُحتسب بحسب جودة المحلّ.
أشار الترشيشي إلى أنّ الأرباح تختلف من محلّ إلى آخر، فكلما كان المحلّ أكبر وأفخم، كلّما ارتفعت الأرباح، وبالتالي ارتفع سعر السّلع، مثل المولات أو محلات الـ6 نجوم. وكلّما كان المحل متواضعًا، كلما خفّت الأرباح وبالتالي تقلّص سعر البضاعة، مثل الدكاكين الصغيرة في الأحياء الشعبية. وهذا ما يختلف من زبونٍ لآخر.
لذلك، عندما نتكلم عن الأسعار، نعني تحديدًا الأسعار بالجملة في أسواق الخضار والفاكهة.
وجزم أنّنا نخسر حوالي الـ 10 مليون دولار تقريبًا شهريًا بسبب النقص في التصدير. ولا تُعوّض هذه الخسائر إلّا في حال انتهت الحرب وتم إعادة فتح المعابر البرية والعودة مجددًا إلى التصدير، ونبيع البضاعة إلى سوريا والأردن.
ماذا عن غلاء بعض المنتوجات؟
لفت الترشيشي إلى أنّ هنالك بعض المنتوجات الزراعية تُباع اليوم بأسعار مرتفعة. وهذا الأمر يعدّ طبيعيًا لأنّ الموسم انتهى بكارثة في البقاع، نتيجة الصقيع ودرجات الحرارة المرتفعة في غير معادها. وقضت على قسمٍ كبيرٍ من المزروعات، ومنها الكوسا والخيار واللوبية والبندورة. وبسبب قلة القدرة الشرائية لدى الشعب اللبناني من شراء المنتوجات بأسعار عالية، درسنا الوضع أكثر. واعتمادنا الكلّي اليوم، هو على البيوت البلاستيكية تحديدًا على الساحل الشمالي من لبنان.