محمد علوش - خاص الأفضل نيوز
حدّد رئيس المجلس النيابي نبيه بري 9 كانون الثاني موعداً لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية عملاً بالوعد الذي كان أطلقه قبل الوصول إلى اتفاق لوقف النار، وبدأت الصالونات السياسية تعجّ بأسماء المرشحين، وسط رغبات القوى السياسية بإيصال من تراه الأقرب إليها، ولكن يبدو أن التدخل الأميركي بالاستحقاق سيكون مباشراً هذه المرة.
في العام 2016 تمكن لبنان من "تهريب" الاستحقاق الرئاسي قبل وصول ترامب بساعات قليلة، ويبدو هذه المرة أن الرئيس الأميركي لا يرغب بتكرار نفس المشهد، إذ عبّر مستشاره لشؤون الشرق الأوسط والدول العربية مسعد بولس عن رؤية ترامب الواضحة للاستحقاق الرئاسي، وقال: "لا مشكلة بتأجيل انتخاب الرئيس لشهرين أو ثلاثة"، وهو يقصد أنه لا داعي لانتخاب رئيس قبل استلام ترامب لمهامه في البيت الأبيض في 20 كانون الثاني المقبل.
بحسب أوساط سياسية بارزة فإن لبنان اليوم أمام ثلاثة احتمالات، الاحتمال الأول أن يحصل التوافق على انتخاب رئيس في التاسع من كانون الثاني، دون أي تنسيق مع الجانب الأميركي، وهو ما سيؤدي إلى مشكلة سياسية بين ترامب وفريقه والرئيس المنتخب، وهو ما سيكون مضراً للمسار السياسي اللبناني الذي يُفترض أن يكون مساراً مبنياً على حسن علاقات لبنان مع الدول الإقليمية والغربية وعلى رأسها أميركا.
الاحتمال الثاني سيكون انتخاب رئيس في التاسع من كانون الثاني المقبل بتوافق كامل مع فريق ترامب، وهو ما يحاول اللبنانيون العمل عليه خلال هذه المرحلة، أما الاحتمال الثالث فهو التسليم برغبة ترامب التي نقلها بولس وتأجيل الانتخابات الرئاسية إلى شباط المقبل وربما شهر آذار.
بالنسبة إلى الأوساط السياسية فإن الأميركيين يُريدون هذه المرة دوراً مباشراً بالاستحقاقات اللبنانية الداخلية، مشيرة إلى أن هذه الرغبة بدأت مع الإدارة الديمقراطية التي كانت السبب الأساسي بتأجيل الاستحقاق لكل هذه الفترة، والسبب الرئيسي بفشل كل المبادرات وعلى رأسها المبادرات الفرنسية، وتستمر مع الإدارة الجديدة التي تُريد تسوية لبنانية انطلاقاً من اتفاق وقف الحرب مع إسرائيل.
عندما يقول بولس أنه لا ينبغي انتخاب رئيس بشكل عشوائي، فهذا يعني بكل بساطة أن أميركا ترغب برئيس يلبّي طموحها بالوصول إلى سلام في المنطقة، وهذا ما سيشكل تحدياً أمام
لبنان، فالمطلوب أميركياً رئيس جديد وحكومة جديدة تعكس نتيجة الحرب ورؤيتها لمستقبل المنطقة ككل، ومعروف عن ترامب ممارسته للضغوط لأجل فرض التنازلات، وهذا ما يجري في سوريا اليوم حيث المطلوب تنازل القيادة السورية للوصول إلى اتفاق سياسي مقبول أميركيا، فهل يتمكن لبنان من الصمود بوجه الرغبة الأميركية، أم أننا سنشهد تطبيقاً للمثل القائل: لبنان يُريد وأميركا تفعل ما تُريد؟