كمال ذبيان - خاص الأفضل نيوز
تنتهي فجر الاثنين في ٢٧ كانون الثاني الحالي، مهلة الستينَ يومًا، لتنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النَّار بين لبنان والعدوِّ الإسرائيليِّ، والمستند إلى القرار ١٧٠١ الصادر عن مجلس الأمن الدولي في ١٥ آب ٢٠٠٦، وسيكون اليوم ٦١ مختلفًا لجهة انسحاب الاحتلالِ الإسرائيليِّ بالكامل إلى ما وراء الحدود المرسمة مع الكيان الصهيوني، ووقف اتفاقية الهدنة الموقعة في العام ١٩٤٩.
وما زالت المعلومات متضاربة حول الانسحاب الإسرائيليّ، الذي يتحدث عنه مسؤولون في الكيان الصهيوني، لا سيما من هم في الحكومة وموقع القرار فيها، كوزير الحرب يسرائيل كاتس، بأن إسرائيل لن تنسحب من كامل الأراضي اللبنانيةِ المحتلةِ، بل هي ستبقى في مواقع استراتيجية محددة، في حين أن قادة في جيش الاحتلالِ الإسرائيليِّ يعلنون بأن الجيش اللبنانيّ لم ينفذ ما هو مطلوب منه، بتدمير مخازن الأسلحة لـ "حزبِ اللّه"، ومصادرة السلاح منها، وأن هذا الجيش ليس سيّد قراره، وداخل صفوفه، يوجد ضباط وجنود يؤيدون المقاومة، وهذا يؤثر على تنفيذ إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النَّار.
والتشكيك الذي يرافق الانسحاب الإسرائيليّ، هو ما ذكره رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في حديث تلفزيوني له قبل ثلاثة أيام، من أن رئيس لجنة مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النَّار الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز أبلغه أن الانسحاب الإسرائيليّ سيتأخر إلى ما بعد ٦٠ يومًا، وسيمدد وجوده في بعض المدن والبلدات في الشريط الحدودي، وهذه الرسالة الأميركية تؤكد بأن العدوَّ الإسرائيليَّ سيضع لبنان أمام مرحلة خطيرة، وقد يجره إلى حرب جديدة، لا يريدها لبنان، ولا يعمل لها "حزبُ اللَّه" الذي التزم وقف إطلاق النَّار وترك للحكومة أن تتصرف وهي التي وافقت على الاتفاق الذي كان حصيلة مشاورات لبنانية داخلية شارك فيها الرئيس نبيه برّي، مفوضًا من "حزب الله"، ونسق اتصالاته مع الرئيس نجيب ميقاتي، وتابعَ الموضوع مع الموفد الأميركي آموس هوكشتاين الذي أعلن عن اتفاق وقف إطلاق النَّار.
ويتزامن موعد انتهاء مهلة ٦٠ يومًا، لوقف إطلاق النَّار، ومرور أسبوع على تولي دونالد ترامب الرئاسة الأميركيّة، الذي يؤكد بأنه سيوقف الحروب في المنطقة والعالم، وأنه هو من ساهم بوقف الحرب في غزة لمدة ٤٢ يومًا، وتبادل الرهائن الإسرائيليينَ بالأسرى الفلسطينيينَ، وينسب ذلك له، وليس لسلفه الرئيس السابق جو بايدن.
وينتظر لبنان يوم الاثنين المقبل، ليرى ماذا سيكون عليه الوضع في الجنوبِ، وانسحاب الاحتلالِ الإسرائيليِّ منه، فإذا حصل الالتزام الإسرائيليّ بالاتفاق، فإن لبنان يكون قد اجتاز مرحلة أن لا تعود الحرب إليه، بعد أن أعلن أكثر من قيادي في "حزبِ اللّه" وعلى رأسهم أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، بأن بقاء الاحتلالِ الإسرائيليِّ في اليوم ٦١ في لبنان، سيضع المقاومةِ أمام قرار لا رجوع عنه، وهو استهداف مواقع الاحتلال الإسرائيليّ في جنوب الليطاني حيث لم يحصل الانسحاب، إضافة إلى مراكزه وثكناته في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، كما في داخل شمال فلسطين المحتلّة، والعودة إلى ما قبل ٢٧ تشرين الثاني.
ولم يعد "حزب الله" ملتزمًا بوقف النار في الجنوب، مقابل وقف الحربِ في غزة، والوضع اختلف عما كان عليه، عندما كانت المقاومة تعمل وفق قواعد اشتباك مساندة لـ "غزّة"، التي حصل اتفاق مع حركة "حماس"، بوقف الحرب لمدة ٤٢ يومًا، وبدأ تنفيذ ما جرى الاتفاق عبر الوسيطين المصري وتأييد أميركي، وبوشر العمل به منذ صباح الأحد الماضي، في المرحلة الأولى ، وسيستكمل التطبيق في المرحلة الثانية، السبت المقبل، في تبادل أسرى فلسطينيين ورهائن إسرائيليّين، ولم تظهر عراقيل تؤخر ذلك، سوى استقالة الوزير إيثمار بن غفير وتهديد زميله سموتيريتش بالاستقالة، إذا لم تستأنف الحرب في اليوم ٤٢، وتلقى وعدًا من نتنياهو بذلك.