حمل التطبيق

      اخر الاخبار  الحدث نقلا عمن مصادر: الرؤساء الـ3 أبلغوا برّاك استعداد لبنان الكامل للتعاون مع القيادة السورية   /   مصادر الحدث: برّاك سيعود إلى لبنان قريبا   /   الرئيس الأميركي دونالد ترامب: سنفرض على ‎اليابان و ‎كوريا الجنوبية رسومًا جمركية بنسبة 25%   /   رئيس الأركان الإسرائيلي من خان يونس: كل الطرق والخيارات تؤدي لعودة المختطفين والحسم   /   رئيس الأركان الإسرائيلي من خان يونس: كل الطرق والخيارات تؤدي لعودة المختطفين والحسم   /   وسائل إعلام إسرائيلية: طواقم المفاوضات تجري اتصالات مكثفة مع الوسطاء في إطار محادثات الدوحة   /   ارتفاع ضحايا السيول في ‎تكساس إلى 78 قتيلاً بينهم 28 طفلاً   /   أوساط حزب الله لـ"الجديد": خطاب الموفد الاميركي كان دبلوماسيا وبعيداً عن الإستفزاز   /   القناة ١٢ الإسرائيلية: سلاح الجو اعترض فوق البحر الأبيض المتوسط مسيرة أطلقت من ‎اليمن   /   وزير الدفاع الإسرائيلي: لن تكون هناك طلعات جوية يومية فوق إيران كما في لبنان   /   القناة 12 العبرية عن سموتريتش: لم أقل إنني لن أستقيل لكن لن أتحدى رئيس الوزراء خلال زيارته المهمة لواشنطن   /   الخارجية البريطانية: أعدنا فتح سفارتنا في ‎طهران بعد إغلاق مؤقت   /   مراسل "الأفضل نيوز": ألقت مسيرة معادية قنبلة صوتية بالقرب من منزل عند اطراف بلدة كفركلا   /   القناة ١٢ الإسرائيلية عن سموتريتش: لم أقل إنني لن أستقيل لكن لن أتحدى رئيس الوزراء خلال زيارته المهمة لواشنطن   /   شهيد باستهداف سيارة رابيد في دير كيفا   /   إذاعة الجيش الإسرائيلي: الجيش استهدف مركبة في دير كيفا جنوبي لبنان على بعد 20 كيلومترا من الحدود   /   الرئيس الإيراني: خامنئي يعتقد أنه بإمكان المستثمرين الأميركيين القدوم إلى إيران   /   مراسل "الأفضل نيوز": غارة من مسيرة إسرائيلية استهدفت سيارة رابيد في بلدة دير كيفا   /   رويترز عن الجيش الأوكراني: قصفنا مصنعا كيميائيا في موسكو   /   سلام: حتى إشعار آخر معلوماتي تقول إن الشيخ نعيم قاسم ملتزم بالطائف وبترتيبات وقف العمليات العدائية التي تم التوصل إليها والتي أكّدنا عليها في البيان الوزاري ومنها حصر السلاح وصوّت عليه نواب حزب الله   /   سلام: حصرية السلاح وبسط سلطة الدولة على أراضيها أمر توافق عليه اللبنانيون منذ اتفاق الطائف   /   سلام: نؤكد على حصرية السلاح في يد الدولة اللبنانية   /   سلام: حزب الله جزء لا يتجزأ من الدولة اللبنانية   /   رئيس الوزراء اللبناني: طلبنا إحياء لجنة تنسيق وقف الأعمال العدائية وتطبيق القرار 1701   /   رئيس الوزراء اللبناني: بحثنا أفكارا تتعلق بخطوات متلازمة ما بين الانسحاب الإسرائيلي وسحب سلاح حزب الله   /   

قصة مغامرة نواف سلام: من المحكمة إلى الحكومة

تلقى أبرز الأخبار عبر :


عماد مرمل - خاص الأفضل نيوز 

 

يكاد يكون من الطبيعي، وفق مقتضيات التقاليد اللبنانية، أن تمر عملية تشكيل الحكومة الجديدة في مد وجزر قبل أن تستقر على بر الأمان، كما تدل التجارب السابقة، إنما مع تسجيل فارقين هذه المرة، الأول هو أن البلد المنهك لا يتحمل الإفراط في استهلاك الوقت على التفاوض حول الحصص والأحجام، والثاني هو أن الرئيس المكلف لا ينتمي مباشرة إلى النادي السياسي اللبناني "النمطي" بحكم خصوصية تجربته، من سفير سابق للبنان لدى الأمم المتحدة إلى رئاسته لمحكمة العدل الدولية، أي أنه لم يكن جزءًا عضويًّا من اللعبة الداخلية وزواريبها.  

 

وانتقال القاضي نواف سلام إلى رئاسة الحكومة في لبنان من رئاسة محكمة العدل الدولية في لاهاي، لم يكن فقط انتقالًا من هولندا الهادئة إلى الوطن الأم، ولكنه كان قبل كل شي انتقالًا من عالم إلى آخر. 

 

وبهذا المعنى فإن المسافة بين لاهاي وبيروت ليست بالنسبة إلى سلام جغرافية فقط، بل هي بالدرجة الأولى مسافة مليئة بالمفارقات والفوارق بين تحديين مختلفين تمامًا ودورين مغايرين.

 

وإذا كانت محكمة العدل الدولية هي الجهاز القضائي الرئيسي للأمم المتحدة المختص بالفصل في النزاعات بين الدول، فإن نواف سلام سيكتشف من موقع رئاسة الحكومة أن الفصل في النزاعات بين المكونات اللبنانية أشد صعوبة وتعقيدًا. 

 

هناك، كان "عالم" نواف سلام كناية عن محكمة عدل وزملاء قضاة وانتظام مؤسساتي ومعايير موحدة وأحكام مبرمة. 

 

وهنا، شبح دولة يسبح خارج جاذبية القانون والمؤسسات وسط الانقسامات والفوضى المحاصصات والنكايات واللاعدالة.

 

هناك، كان سلام يستند في مهمته إلى "النص"، أما هنا ف"النصب" هو الغالب، والدستور ليس سوى زينة تندرج في إطار الأكسسوارات السياسية التي يتطلبها الديكور الرسمي لهيكل الدولة.

 

وبناء عليه، فالأرجح أن سلام سيشعر للوهلة الأولى بـ"الغربة" السياسية في لبنان، وسيحتاج إلى بعض الوقت حتى يفهم على الآخربن ويفهمون عليه، وصولًا إلى إمكان إيجاد لغة مشتركة، من دون حاجة إلى قاموس للترجمة. 

 

وإلى حين أن تكتمل عملية التكيف المتبادل، سيكون سلام أمام اختبار صعب: هل سينجح في تشكيل الحكومة وفق معاييره أم سيضطر إلى التنازل عن بعضها لتسهيل الولادة، وبالتالي هل ستتمكن الطبقة السياسية من "تطويعه" مع مرور الأيام أم سيتمكن هو من استقطابها نحو نمط سلوكه؟ 

 

بالأمس، أكد سلام أنه ليس "ليبان بوست" في عملية تشكيل الحكومة، أي أنه ليس مجرد صندوق بريد يتلقى طلبات التوزير من الكتل النيابية ويلبيها على نحو تلقائي. ولكنه أشار في الوقت نفسه إلى حاجة حكومته إلى اكتساب ثقة النواب حتى تعبر بسلام "الممر الإلزامي" في المجلس.

 

من هنا، لا يستطيع سلام أن يتجاهل ضرورة "إرضاء" الكتل لكي يربح ثقتها، ولا يستطيع أيضًا الرضوخ لكل ما تطلبه لكي لا يخسر نفسه. 

 

إنها المعادلة الصعبة التي تتطلب من الرئيس المكلف التعاطي بواقعية مع التوازنات اللبنانية وتعقيداتها، من دون أن يستسلم في الوقت نفسه للأمر الواقع ويتماهى معه. 

 

ولعل الزخم الذي أتى بسلام إلى السرايا الحكومية، كما أتى بالعماد جوزاف عون إلى القصر الجمهوري، قد يسهل عليه تذليل العقبات أمام مهمته، وهذا ما ستكشف صحته من عدمها الأيام المقبلة.