محمد علوش - خاصّ الأفضل نيوز
"الجنوب لأهله".. هذا ما يرغب بقوله أبناء الجنوب من كل الطوائف، وهذا ما يُريدون لبقية اللبنانيين أن يكونوا إلى جانبهم فيه، فاستعادة الأرض بضغط شعبي لا يمكن أن تكون عملاً متهوراً، ولا رمياً للأنفس بالتهلكة، فإن كانت الأرض لا تستوجب بذل العطاءات للذود عنها، فما الذي يستأهل؟
لا يجوز لأحد من اللبنانيين ممَّن يُخرج نفسه من دائرة العز التي يرسمها أبناء الجنوب، إلا من يجد نفسه في مكان لصيق بالمحتل، أو بأهدافه، فيصعب عليه رؤية المقاومة الشعبية والجيش اللبناني جنباً إلى جنب في استعادة القرى المحتلة.
لن يستطيع أحد أن يشوه المشهد الجنوبي، ولا يجوز لأحد أن يربط بين المشاهد البطولية للناس والجيش والإعلام، ومشاهد الاستفزاز في بعض شوارع بيروت، ومن يربط بينهما يؤدي غرضاً مشبوهاً بكسر المشهد الوطني.
تقول مصادر في الثنائي الشيعي، مشيرة عبر "الأفضل" إلى أن نصاعة المشهد في الجنوب لن يُشوّه لا من خلال دراجة نارية متفلتة ولا عبوة تلوين ترمي جهل صاحبها على مداخل قرى جنوبية عزيزة.
تؤكد المصادر عبر "الأفضل" أن كل التحليلات التي تعتمد على تحركات مؤذية لمجموعات من الشبان المتفلتين من الضوابط الأخلاقية والتربوية وأحياناً الحزبية، من أجل بناء موقف سياسي أو البحث في الرسائل السياسية التي تحملها هذه التحركات، هي تحليلات ساقطة، مشددة على أن موقف الثنائي، وتحديداً حزب الله الذي تُرفع أعلامه في تحركات كهذه، هو الإدانة والرفض، وليس ذلك فحسب بل الدعوة للأجهزة الأمنية لتوقيف المتسببين بإشكالات، أو مطلقي النار في الهواء، أو الذين يلعبون على الوتر الطائفي.
وترى المصادر أن ساحة التحليل والرسائل السياسية هي في الجنوب، على الحدود مع فلسطين المحتلة، معتبرة أن تلك الساحة تحمل الرسائل الحقيقية التي تقول بأن الشعب اللبناني والجنوبي لا يمكن أن يرضى باحتلال، وأنه مستعد لمواجهة الاحتلال بكل الوسائل المشروعة الممكنة.
من الرسائل أيضاً هو الرد الواضح على من كان يطالب المقاومة بترك جنوب الليطاني، فالمقاومة بحسب المصادر ليست بالسلاح بل بالقلوب والعقول، وهؤلاء الذين يواجهون اليوم في القرى الجنوبية هم المقاومة، وهم أساسها، وهناك يمكن بناء التحليلات ورسم السيناريوهات.
لا تُخفي المصادر في الثنائي الشيعي امتعاضها من بعض التحركات في بيروت، وفي بلدة مغدوشة في الجنوب، معتبرة أن هذه التحركات تُستغل لتشويه الحقيقة في الجنوب، وتتحول إلى عنوان أول لدى وسائل إعلامية اختارت العداء مع المقاومة والمقاومين، ورغم ذلك لا يجوز التعرض للصحافيين، فهناك وسائل عديدة لإظهار الرفض أو المواجهة.
تدعو المصادر كل الغيارى على مصلحة المقاومة للتفكير بما يخدم مصلحة أهلها ورقي مشروعها، مشددة على أن الثنائي سيعمل مع الأجهزة الأمنية لمواجهة الحالات الشاذة التي تؤذي بيئة المقاومة قبل غيرها، إنما الوصية الأساس يجب أن تبقى بالنظر جنوباً، فهناك أصل الحكاية.