عماد مرمل - خاصّ الأفضل نيوز
رغم الانقسامات الداخلية الحادة التي غالبا ما ترافقها موجات من الحقد، ورغم المرارة التي يشعر بها حزب الله وجمهوره حيال ما صدر عن بعض القوى السياسية من مواقف نافرة خلال وبعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، إلا أن أوساطًا قريبة من الحزب تؤكد ل"الأفضل نيوز" أنه لا يزال يتعامل بحكمة وواقعية مع تحديات الداخل بعيدا من الانفعال والتهور، مع أن هناك من يحاول تحميله مسؤولية كل مشكلة تحصل، حتى لو كانت بين الزوج وزوجته!.
ووفق تلك الأوساط، فإن "الحزب" حريص على محاولة إيجاد مساحات مشتركة مع الآخرين، بمن فيهم الخصوم الذين يتموضعون على الضفة السياسية الأخرى، مشيرة الى أنه سبق له أن أبدى مرارًا وتكرارًا الانفتاح على مناقشة كل الملفات، ومن ضمنها الاستراتيجية الدفاعية، في إشارة واضحة الى استعداده للبحث مع الشركاء في الوطن حول الخيارات الممكنة لحماية لبنان على قاعدة الاستفادة من قوة المقاومة وليس التفريط المجاني بها.
وفي دلالة على جهوزية قيادة الحزب للتفاعل الإيجابي مع "الآخر"، إذا مد يده للتعاون، تلفت الأوساط الى أن "الحزب" تلقف بارتياح الخطاب السياسي الجديد الذي باشر رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل باعتماده، بدءًا من جلسة انتخاب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، مرورًا بالمواقف التي تلتها، وصولا الى ما صدر عنه بعد لقائه عون في قصر بعبدا حيث أكد ضرورة حصول حوار لمعالجة الهواجس المتبادلة.
وتشير الأوساط إلى أن المواقف الحادة والمعروفة للكتائب من المقاومة وسلاحها لم تمنع "الحزب" من تقدير المنحى الإيجابي المستجد في مقاربة الجميل السياسية.
واللافت للانتباه، أنه وإثر مبادرة الجميل خلال كلمته في مجلس النواب الى مد اليد والحض على طي صفحة الماضي وتأكيده رفض الإقصاء واحترام الشراكة، توجه نحوه ممثل حزب الله في الحكومة الوزير مصطفى بيرم وهنأه على "موقفه المتقدم" مؤكدًا له أن طرحه "ترك أثرًا إيجابيًا لدينا."
وضمن سياق متصل، يؤكد بيرم أن مواقف الجميل الأخيرة هي إيجابية، وتعكس خطابًا جديدًا من قبل "الكتائب" بدأ مع انتخاب رئيس الجمهورية واستمر في محطات أخرى، "ما يعطي انطباعًا بأنه مسار وليس مجرد طرح عابر"، مشددًا على أن حزب الله يرحب بهذا المسار إذا ثبت أنه كذلك، "لأننا دائما نبحث عن نقطة ضوء، ولو أن هناك خلافات أساسية وعميقة بيننا وببن حزب الكتائب."
ويشيد بيرم بدعوة الجميل رئيس الجمهورية إلى إطلاق حوار لتبديد الهواجس المتبادلة، لافتًا الى أن الحوار وحده يمكن أن يزيل الخوف الذي غالبا ما يكون ناتجًا عن جهل حقيقة الآخر.
ويعتبر المحيطون ب"الحزب" أن النافذة التي فتحها الجميل يمكن أن تكون فرصة لكسر الاصطفافات الحادة ولمحاولة إيجاد مساحة مشتركة.