حمل التطبيق

      اخر الاخبار  بدء جلسة لجنة فرعية المال لقانون إصلاح المصارف برئاسة النائب ابراهيم كنعان وحضور وزير المال ياسين جابر وحاكم مصرف لبنان كريم سعيد   /   القناة 14 الإسرائيلية: لقاء ثالث عُقِد بين ترامب ونتنياهو   /   بزشكيان: تكرار أي عدوان ضد ‎إيران سيواجه برد أكثر حزماً وإيلاماً   /   هيئة بحرية أوروبية: إنقاذ أربعة أشخاص إضافيين كانوا على متن سفينة شحن أغرقها هجوم الحوثيين   /   مراسل الأفضل نيوز: مسيرة اسرائيلية تستهدف دراجة نارية على أطراف بلدة المنصوري   /   "الحدث": إيران تؤكد إزالة كاميرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية من منشآتها النووية   /   القوات المسلحة اليمنية تعلن تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت مطار اللد في منطقة يافا المحتلة بصاروخ باليستي نوع "ذوالفقار"   /   رئاسة الجمهورية: الرئيس عون اطّلع من وزير التنمية الإدارية فادي مكي على مسار عمل آلية التعيين في وظائف الفئة الأولى   /   الخارجية الصينية: نتحقق من اعتقال مواطنين صينيين في أوكرانيا بتهمة التجسس   /   وزارة الدفاع الإسرائيلية تعلن وصول شحنة ضخمة من الأسلحة الأميركية بعد تأخير استمر لعدة أشهر بسبب بايدن   /   الأخبار: وفد من لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار برئاسة الجنرال الأميركي مايكل ليني يقوم بجولة على الحدود الجنوبية في القطاع الغربي   /   وسائل إعلام إسرائيلية: وزير المالية ‎بتسلئيل سموتريتش يعقد مشاورات على خلفية التقارير عن التقدم في الاتصالات للتوصل إلى صفقة   /   مراسل الأفضل نيوز: مدفعية العدو تستهدف أطراف بلدة شبعا بقذيفتين   /   "هآرتس": انتحار جندي في لواء غولاني هذا الأسبوع بإطلاق النار على نفسه في قاعدة سدي يمان   /   الجيش الإسرائيلي: إصابة جندي بجروح متوسطة إثر تعرضه للطعن خلال عملية في قرية رمانة قرب جنين والقضاء على المنفذ   /   حركة المرور كثيفة على بولفار ‎سن الفيل باتجاه ‎الصالومي   /   حركة المرور كثيفة من مدينة الرئيس كميل شمعون الرياضية باتجاه نفق سليم سلام ومن مستديرة ‎الكولا باتجاه ‎كورنيش المزرعة   /   حركة المرور كثيفة على أوتوستراد خلدة باتجاه أنفاق المطار   /   حركة المرور كثيفة على اوتوستراد ‎الجمهور باتجاه ‎الفياضية وصولا حتى ‎الصياد   /   القصف الإسرائيلي على بلدة يحمر الشقيف استهدف قهوة ومحل ألومنيوم والمعلومات الأولية تشير إلى أنه لا يوجد إصابات   /   قصف مدفعي إسرائيلي يستهدف بلدة عيترون في الجنوب   /   قصف مدفعي إسرائيلي يستهدف أطراف بلدة يحمر الشقيف في الجنوب   /   مراسل "الأفضل نيوز": الاحتلال الإسرائيلي يقصف سهل الخيام بقذائف مضيئة لإشعال الحرائق   /   مراسلة "الأفضل نيوز": الدفاع المدني يتمكّن من إخماد الحريق في جرود الفرزل   /   تأكيدٌ على الثوابتِ.. مراد من صيدا: لمواجهةِ الفتنةِ والإيمان بالعروبة لأنها خلاص الوطن   /   

حوار مباشر بين واشنطن وحماس، قراءةٌ في الدلالات والأبعاد .. "قانون بيجر"

تلقى أبرز الأخبار عبر :


إلياس المر - خاصّ الأفضل نيو 

 

بخطوة لافتة من خارج السياق، بادرت الإدارة الأميركية بفتح حوار مباشر مع حركة حماس، عبر موفد الرئيس ترمب آدم بوهلر مع قيادات من الحركة،

 

في الشكل الذي يبدو غاية في الأهمية، قد تضاهي المضمون للوهلة الأولى، لا يشكل الحوار صدمة من ناحية حماس، كون الحركة لا تمانع الحوار مع أي دولة أو جهة باستثناء إسرائيل، إلا أن الصدمة في قبول واشنطن بالحوار المباشر مع حركة تصنف أميركياً على أنها إرهابية، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، أهمية صك الاعتراف بالدور السياسي لحركة حماس بعد إعلان إسرائيل نيّة القضاء النهائي عليها، حيث يبدو أنها فشلت، عسكرياً واليوم واشنطن تعلن هذا الفشل العسكري والسياسي عبر الحوار المباشر مع الحركة.

 

من دلالات هذا الحوار طبعاً بالإضافة إلى صك الاعتراف السياسي الذي ذكرناه أعلاه، ينطوي هذا الحوار الذي يبدو أنه يتمحور حول الأسير الأميركي لدى المقاومة عدان ألكساندر، إلاّ أنه مفاعيله ودلالاته أبعد من ذلك، ومنها مستقبل الانخراط في أي خارطة مستقبلية لليوم التالي للحرب، اذ أن المفاوضات المباشرة تكرس الحركة على أنها شريك فعلي في الساحة الفلسطينية ولا يمكن تجاوزها خصوصاً بعد فشل إسرائيل بعد كل الدعم الغربي في حربها الأخيرة، بالقضاء على المقاومة اذ أن مجرد ثباتها يشكل عاملاً حاسماً في دورها المستقبلي، وهذه المعادلة تنطبق حتماً على المقاومة في لبنان، اذ ظهر ذلك جلياً في دور المقاومة في الحكومة الجديدة بعد كل محاولات الضغط الداخلية والخارجية لإبعادها وإقصائها.

 

تزامن الحوار مع الحديث عن انتخابات تشريعية جديدة وإعادة تشكيل والنظر في بنية منظمة التحرير الفلسطينية التي تحدث عنها الرئيس محمود عباس نفسه، يشكل علامة فارقة في مدى مقبولية أميركا لانخراط حركة حماس وبالتالي باقي فصائل المقاومة في عمل المنظمة كإطار شرعي للعمل السياسي والشراكة والمصالحة الفلسطينية الداخلية، وهل يكون الشرط القبول بالدور السياسي، الأول التخلي عن السلاح والجناح العسكري والاكتفاء بالمشروعية الشعبية والدور السياسي،  وهل يكون الشرط الثاني فك الارتباط والتحالف الوثيق مع إيران.

 

وهنا بعد كل الأحداث التي جرت في المنطقة من لبنان وصولاً الى سوريا وتغيير النظام الحليف لطهران، هل يكون الهدف من احتواء حماس إبعادها عن إيران لمزيد من عزلة طهران تمهيداً أما لحصارها وإضعافها أو مفاوضتها لعد إفراغها من عناصر القوة وأوراق الضغط الإقليمية، أيضا هذا من الإحتمالات المطروحة، خصوصاً مع ظهور بوادر التوتر في العلاقة بين تركيا وإيران على خلفية الأحدات في سوريا وانهيار مسار أستانة، إضافة الى ملف القوقاز بين أذربيجان المدعومة تركياً وأرمينيا التي تميل إليها طهران، وكذلك التنافس على النفوذ الإقليمي والتدخل التركي في شمال العراق، قد تكون لحظة تاريخية لحركة حماس للاختيار بين التمسك بإيران التي تقدم لها كل ما له علاقة بالسلاح، أو تركيا حيث البعد الإديولوجي الديني والغطاء السياسي. 

 

لا شك أن الحوار المباشر خطوة مهمّة في مسار التطورات إلاّ أن نتائجه غير مضمونة الإيجابية، حيث أنه محفوف بكثير من العقبات والتحديات، أبرزها الموقف الإسرائيلي الذي يضع فيتو على أي حل سياسي مع فصائل المقاومة لا سيما حماس التي كان رأس حربة في الأحداث الأخيرة التي أدخلت إسرائيل في دوامة من الرعب وصل الى مستوى الخطر الوجودي وكانت سبب في إشغال فتيل الانقسام الداخلي والأزمات السياسية والاجتماعية، كما أن الضغوطات الداخلية الأميركية ومن اللوبي الصهيوني، قد تشكل عائقاً أمام إدارة ترمب الوصول الى خلاصات حقيقية وجدية منتجة لهذا الحوار، كما حصل في محاولات سابقة لإدارة بايدن بائت أيضاً بالفشل، كما أن تضارب الأولويات بين أميركا وحماس قد يكون عائقاً أيضا أمام النجاح.

 

يبقى السؤال الأساس، هل هذه الخطوة ذات أبعاد استراتيجية، لها علاقة بالبحث الجدي عن حل نهائي لهذا الصراع، يقوم على نقاط مقبولة وقابلة للنقاش، أبرزها حل الدولتين الصادر عن قمة بيروت، مثلاً، أو أي إطار آخر قد يكون مقبولا، أم أنها خطوة تكتيكية هدفها المباشر تحرير ما تبقى من أسرى لدى المقاومة لا سيما الأميركي منهم، وتهدف أيضاً إلى الدخول في مرحلة من التهدئة بعد عاصفة السابع من أكتوبر يصار خلالها الى استكمال درس الخطوات للمرحلة التالية التي سيسعى من خلالها الرئيس ترمب أما استكمال الضغط على حماس والعرب لتحقيق خطته التهجيرية، وإما القبول بحل وسط عنوانه الدولتين، أو تكون هدنة بين حربين، تعود فيها إسرائيل الى النار وذلك قد يشمل ما تبقى من عزة، واحتمال عودة الحرب مع لبنان، والاستفادة من الوضع القائم في سوريا لتحقيق أهداف المرحلة التالية وعنوانها القضاء على المقاومة بدل الحوار معها. 

 

هذا التوجه تدعمه الكثير من التكتلات واللوبيات الأميركية الصهيونية والعربية واللبنانية الموجودة في واشنطن حيث تسعى لمزيد من الضغط على المقاومة وعدم مهادنتها والقبول بالحوار معها وعدم القبول بأي دور حتى سياسي لها، تجلى ذلك من خلال مشروع القانون المقدم حديثاً من قبل السيناتور الجمهوري عن ولاية فلوريدا "غريغ ستيوب" تحتى اسم "بيجر" "pager" الهادف الى منع أي دعم أو تمويل للحكومة والجيش اللبناني قبل إعلان عدم الاعتراف بالجناح السياسي لحزب الله لا سيما كتلة الوفاء للمقاومة وإقصائها من مجلس النواب، وتفاصيل أخرى، مما يؤشر الى توجهٍ تصعيدي على الأقل لدى بعض الداخل ومعه البعض في دوائر قريبة من القرار.