د. علي دربج - خاصّ الأفضل نيوز
نعم، صدّق أنه بعضًا من أعضاء جسمك يحتوي على مواد بلاستيكية. فهي موجودة في الكبد والدم وحتى في الدماغ، ويكاد يكون من المستحيل تجنبها. لكن مهلاً، لحسن الحظ، هناك العديد من الخطوات التي يمكنك اتخاذها لتقليل تعرضك لها.
من هنا، وجد الباحثون أن لترًا متوسطًا من المياه المعبأة يحتوي على حوالي 240,000 جسيم بلاستيكي، معظمها نانوبلاستيك، الذي لا يتجاوز جزءًا من عرض شعرة الإنسان. وتعقيبًا على ذلك، قالت شيري ميسون، الباحثة في مجال المياه العذبة وتلوث البلاستيك في جامعة غانون في بنسلفانيا: "هذه فعلاً أزمة صحية عامة. الناس ليسوا واعين لها عمومًا". وأضافت أن "الناس يمكنهم الحد من تعرضهم للبلاستيك من خلال الاعتراف بوجوده في روتينهم اليومي، وعبر إيجاد طرق للحد من استخدامه". ونصحت ميسون باللجوء إلى "مياه الصنبور لأنه أكثر أمانًا وتنظيمًا".
ليس هذا فحسب، حددت مقالة جديدة نُشرت أمس الثلاثاء في مجلة طب الدماغ الأمريكية، طرقًا رئيسية للحد من المواد البلاستيكية الدقيقة في جسم الإنسان. ولهذه الغاية، أشار نيكولاس فابيانو، المؤلف الرئيسي للمقالة، إلى أنه بالنظر إلى الدراسات الأخيرة: "لا نعرف الكثير عن العواقب المترتبة على هذه المواد البلاستيكية الدقيقة، ولكن لدينا أدلة ناشئة تشير إلى أنها بالتأكيد ليست مفيدة".
الطرق الخمسة للتقليل من البلاستيك في جسم الإنسان
بناء على المخاطر التي حددتها الدراسة، بادر العلماء إلى طرح حلول جزئية لهذه المشكلة، حيث كشفوا عن خمس طرق للتقليل من تغلغل البلاستيك في جسم الإنسان يمكن إيجازها كما يلي:
أولاً: اشرب ماء الصنّبور (أي الحنفيّة) مباشرة
صحيح أنه يمكن أيضًا العثور على البلاستيك الدقيق في مياه الصنبور، ولكن بكميات أقل. ولهذه الغاية، فإن استعمال مياه الصنبور المفلترة بدلاً من المياه المعبأة يقلل من تناول البلاستيك الدقيق.
ثانيًا: القيام بغلي الماء وتصفيته
هذا بدوره يعمل على إزالة ما يصل إلى 90 بالمائة من جزيئات البلاستيك في مياه الشرب.
ثالثًا: استخدم الزجاج في الميكروويف
وجدت إحدى الدراسات أن تسخين الطعام في الميكروويف في حاويات بلاستيكية وأكياس طعام قابلة لإعادة الاستخدام يمكن أن يطلق أكثر من 4 ملايين جسيم بلاستيكي دقيق و2 مليار جزء من النانوبلاستيك لكل سنتيمتر مربع في ثلاث دقائق فقط. وتبعا لذلك، أوضحت ميشيل مونك (أستاذة وباحثة في مجال البيئة وعلم السموم) أنه بسبب تأثير الحرارة، تنتقل الميكروبلاستيك. ودعت إلى "تجنب وضع الطعام الساخن في العبوات البلاستيكية والتأكد من عدم تخزينه في ضوء الشمس أو في بيئات دافئة أخرى". وأضافت أن العوامل الأخرى التي قد تزيد من تسرب البلاستيك تشمل المنتجات الحمضية والأطعمة الدهنية.
رابعًا: تجنب الأطعمة المعالجة بشكل كبير
يحتوي هذا النوع من الطعام على كميات أكبر من الميكروبلاستيك مقارنة بالأطعمة المعالجة بشكل طفيف. ولهذا وجدت إحدى الدراسات الميكروبلاستيك في جميع منتجات البروتين الـ 16 التي عيّنها الباحثون. اللافت، أنه من بين المنتجات المختبرة، كانت الجمبري المغطى بالخبز يحتوي على أعلى تركيزات من جزيئات البلاستيك. كما احتوت قطع الدجاج المعالجة بدرجة عالية على كميات من البلاستيك الدقيق تعادل 30 ضعفًا لكل جرام من صدور الدجاج.
المثير أن الميكروبلاستيك قد يكون أيضًا مخبأ في خلطة التوابل الخاصة بك. إذ تحدثت دراسة صادرة في العام 2023 عن شركة سبرينغ ناتشر (Springer Nature) عن وجود كميات كبيرة من البلاستيك في الملح، بعدما قامت الدراسة بتحليل سبع أنواع من الملح، بما في ذلك ملح الطعام، والبحر والهيمالايا الوردي.
أكثر من ذلك، كان لكل نوع من الملح كمية قابلة للقياس من الميكروبلاستيك، غير أن ملح الهيمالايا الوردي الخشن وملح البحر الأسود كانا يحتويان على أعلى تركيز من جزيئات الميكروبلاستيك. بينما كان الملح المعالج باليود يحتوي على أدنى تركيز.
خامسًا: التخلّص من أكياس الشاي البلاستيكية المصنوعة من النايلون
تطلق هذه الاكياس أكثر من 11 مليار جزيء ميكروبلاستيك و3 مليار جزيء نانوبلاستيك في كيس واحد. علاوة على ذلك، يّعد تحضير أوراق الشاي (غير المعبأة في الأكياس) إحدى الطرق الصحية لتجنب المشاكل المرتبطة بأكياس الشاي البلاستيكية. فأكياس الشاي المصنوعة من السليلوز، وهي مادة قابلة للتحلل البيولوجي، أكثر أمانًا من البلاستيك ولها فائدة إضافية تتمثل في مساعدة الشاي على امتصاص المواد الضارة الأخرى مثل المعادن الثقيلة.
في المحصّلة:
في بلد كلبنان، وفي ظل ضعف الرقابة الصحية على السلع والمنتجات الغذائية وانعدام الضمير الإنساني، فإن جزيئات البلاستيك التي تدخل جسم الإنسان قد تكون كافية لصنع طاولة طعام، وليس كوب صغير