مفيد سرحال - خاصّ الأفضل نيوز
موجة صاخبة من قعقعة الحناجر وشحذ الخناجر عصفت بالمشهد السياسي اللبناني، مشفوعة بالجحود لتضحيات ودم مهراق بذلته المقاwمة وشعبها ذودًا عن السيادة الوطنية والاستقلال.
عجب عجاب بالذين يهدمون مباني مجد لبنان بتلك الحملة المنظمة الممنهجة في السياسة والإعلام وعلى المنابر وفي المنتديات تقودها الألسنة البائخة والعقول المعتلة والنفوس المصابة بلوثة الكراهية ونزق الاستعلاء.
نغمة تتناسل وتتواصل وتتفاصح بصورة مستفزة غوغائية تتسلح بظنون وأوهام وأحلام تعيد جماعات وأفراد إلى مأزقهم التاريخي يتخبطون بأوحاله ومخرجهم الوحيد بما قادت إليه مآلات التجربة الانتحار الذاتي والجماعي على مذابح أسيادهم ما وراء البحار.
معضلتنا في وطن الأرز مقاربة القضايا الوطنية بالمقلوب حيث الاستثمار الغبي بالتحولات والمتغيرات لصنع انتصارات وهمية وانقلابات على الداخل دون التفكر والغوص بفقه الموازنات الذي حكم ويحكم لبنان صيغة وتركيبة مجتمعية مفرطة الحساسية وطبيعة نظام سياسي مشدود للعقل التشاركي الضامن *لنزع فتائل التفجير البيني* وصون السلم الأهلي من غائلة الاحتراب لا للجائحة الغرائزية المفتتنة للأسف بمآس وأهوال وأحوال طالت الغير... .
الإنسان المواطن المتجذر بوطنيته وانتمائه.
يصر البعض على نزع سلاح المقاwمة بأسلوب فظ ودعوات حثيثة لزج الجيش اللبناني بالمهام المعقدة دون التبصر بمخاطرها وتداعياتها متسلحًا بجرعات ((مورغانية)) ومتجاوزًا لخارطة الطريق الوطنية التي رسمها فخامة رئيس البلاد العماد جوزيف عون في خطاب القسم وهذا البعض لم يتعظ، وصعق، وهاله ما جاء بمطالعة قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل حيال التزام المقاومة الكامل بمندرجات الـ1701وانتهاكات العدو الصهيوني اليومية قتلًا وتدميرًا واستباحة للأجواء اللبنانية، محملًا الكيان العبري مسؤولية الخروقات والتطاول على السيادة اللبنانية.
فأتت الحملة الشعواء الشوهاء
عبر الردود الاتهامية الظالمة والعبثية ضد فخامة الرئيس وقائد الجيش، وأقل ما يقال فيها أنها لا تستقيم مع الحد الأدنى للمسؤولية والكرامة الوطنية بخلفية ماكرة تعتقد أن هاتين المؤسستين جزء من نتائج الحرب الصهيو - أميركية على لبنان.
في هذا السياق يبدي مصدر سياسي قلقه إزاء ما يعد من مشاريع هدامة تتسق مع خطة تشليع المنطقة التي يقودها نتنياهو وتحويلها إلى مزق طائفية ومذهبية تدور في الفلك الإسرائيلي، وتتيح للعدو الصهيوني فرصة ذهبية للهيمنة وبسط اليد على الثروات النفطية والغازية في البحر ومصادر المياه في لبنان وسوريا بعيد احتلال قسم من الجنوب السوري وأبو المياه (جبل الشيخ).
ويقول المصدر أن رافعي شعار نزع السلاح يقفون على رؤوسهم لا على أقدامهم كون الفكرة بحد ذاتها نقيض المنطق إذ كيف يسلم أو ينزع السلاح أو يُدوَّر والاحتلال جاثم على الأرض اللبنانية ويمارس عدوانه اليومي قتلًا وتدميرًا ومحقًا لمعالم الحياة في جنوب الليطاني من دون إدانة أو تعليق أو مجرد الالتفات للفعل العدواني اللحظوي المتمادي على أهل الجنوب.
ويعتبر المصدر: أن طبع البعض تطبيعي والمسألة تتجاوز إعطاء المبررات التي لا يحتاجها العدو فيما يخص السلاح المقاوم الرادع للعدو والحامي للسيادة إلى الذهاب أبعد من ذلك حيث الرضوخ لشروط العدو وشطب فكرة المقاwمة من جذورها لا سلاحها وحسب لصالح التسلح بالسلام.
ويحذر المصدر من عقل شيطاني يحرك ملف السلاح لإدخال الجيش اللبناني بنزاع مع المقاwمة سيفضي إلى هدم المؤسسة العسكرية وملحقاتها الأمنية في كافة القطاعات ودخول العدو الإسرائيلي على الخط، تحت عنوان الخوف من سيطرة المقاومة على الأرض وزج النازحين السوريين في حال الفوضى التي ستعم البلاد في أعقاب ذلك.
ويخلص المصدر للقول: أن حجة السلاح والضغط لنزعه ليس إلا دفعًا متعمدًا للفوضى الهدامة تحت عنوان حصرية السلاح بيد الدولة الخادع التمويهي الذرائعي توطئة لبلورة المشروع التقسيمي في البلاد على قاعدة أن منطقة بعينها محمية بأكبر سفارة أميركية في الشرق الأوسط قادرة على إدارة ذاتها بذاتها ومطارها قيد الإنجاز مع الأخذ بعين الاعتبار إفراغ مناطق الأطراف من طائفة بعينها لشحن الجسم البشري *للغيتو* الجاهز بمقويات بشرية إضافية.
باختصار لبنان أمام امتحان صعب ومنعطف خطير في الشهرين القادمين.. ولسان حالنا: يا أبناء الأفاعي ماذا تفعلون بوطننا الذي سيبقى عربيًّا عزيزًا سيِّدًا حرًّا مستقلًا مهابًا مصانًا بمقاومته وشرف دماء شبابه الأشاوس الذين انزرعوا في حياض جنوبه الأبي العصي على الكسر والانكسار هذا اللبنان لن يكون إلا لبنان الوطن لا لبنان الجسر والمزرعة أو المسرح...