كمال ذبيان - خاص الأفضل نيوز
حسم رئيس الجمهوريَّة جوزاف عون، موضوع التَّوقيت ليُسلِّم "حزب اللَّه" سلاحه، وبأنَّ لا مهلة زمنيّة لذلك، إنَّما قرار امتلاك الدَّولة للسِّلاح اتُّخذ، ولن يكون لغيرها، وستضع آليَّة لذلك.
وجاء كلام الرئيس عون من بكركي، أثناء حضوره قداس الفصح الذي ترأَّسه البطريرك الماروني بشارة الراعي، وكان يردُّ فيه على الموفدة الرِّئاسيَّة الأميركيّة مورغان أورتاغوس، ووكلاء أميركا في لبنان، الذين دعوا الحكومة اللبنانية إلى تحديد فترة زمنيّة سريعة وقريبة جدًّا لتسليم السِّلاح أو نزعه بالقوَّة، ولا تتعدّى الأشهر الثَّلاثة، وفي الحد الأقصى السّتّة، وهي الفترة التي سبق لأورتاغوس أن حدَّدتها في زيارتها الأولى للبنان، وكان من المفترضِ أن يكون "حزبُ اللَّه" سلَّم سلاحه إلى الجيش اللبنانيِّ خلال هذا الشَّهر نيسان أو نهايته، وهو الكلام نفسه الذي يعلمه حزب "القوّات اللبنانية" عبر رئيسه سمير جعجع ونوابه ووزرائه ومسؤوليه.
فالرَّئيس عون كما الرَّئيس نبيه برّي، أبلغا المسؤولين الأميركيين ومنهم أورتاغوس خصوصًا، والموفدين الدوليين، بأنَّ لبنان لا يمكنه أن يقارب سلاح "حزبِ اللَّه" الذي هو سلاح مقاومة بالقوّة، لأنَّ من شأن ذلك أن يذهب به إلى فتنة وحرب أهليَّة، وهذا ما رفضه رئيس الجمهورية في تصريحه الأخير، الذي دعا فيه إلى معالجة موضوع السِّلاح بالهدوء والحوار، وهذا ما كشفته مصادر سياسيّة مطَّلعة على ما يدور بين الرئيس عون وقيادة "حزبِ اللَّه"، الذي رفع مسؤولوه ومنهم أمينه العام الشَّيخ نعيم قاسم من لهجة الخطاب، وتوعَّد نائب رئيس المجلس السِّياسي لـ "حزبِ اللَّه" محمود قماطي، بأنَّ اليد التي تمتدُّ إلى سلاح المقاومة ستقطع، فإنَّ هذه النَّبرة العالية والتَّصعيديّة، ليست موجَّهة إلى رئيس الجمهورية، بل هي إلى "القوّات اللّبنانيّةِ" تحديدًا ومن يدور في فلكها، وأن القوّات سبق لها وهاجمت الرئيس عون لأنَّه دعا إلى حوار حول استراتيجية للأمن الوطني.
وتدخَّل وسطاء ورسل بين رئيس الجمهوريَّة و"حزب اللَّه"، لمعرفة حدود كلام الشيخ نعيم قاسم ومسؤولين في الحزب، فكان الجواب لأحد الموفدين من الرئيس عون إلى "حزب اللَّه"، بأنَّه ليست رسالة له، بل لأميركا وحلفائها في لبنان، وأن من يحاول أن يوقع بين الجيش اللبنانيِّ والمقاومة وبنيتها الشَّعبية مُخطئ، وأنَّ شهداء الجيش يسقطون مع شهداء المقاومةِ، والشهداء من المواطنين، ويكرِّسون ثلاثيَّة "الجيش والشَّعب والمقاومة"، التي أثبتت صحَّتها وفعاليَّتها، كما تقول "مصادر "حزب اللَّه"، التي تؤكِّد بأنَّ الرَّئيس عون مُتفهِّم جدًّا لموقف "حزب اللَّه" الذي يبادله الاحترام والتَّقدير، وهو في مواقفه يؤكِّد على أنَّ "حزب اللَّه" التزم بتطبيقِ اتفاق وقف إطلاق النار، ولم يخرقه أبدًا منذ ٢٧ تشرين الثاني الماضي، ومن يعتدي على لبنان وسيادته ويقتل شعبه ويدمر منازله ومؤسساته، هو العدوّ الإسرائيليّ، الذي قصف في الضاحية الجنوبية، واغتال مواطنًا في بلدة بعورتة قرب الدامور، ويمارس القتل يوميًّا.
فما قصده قياديّو "حزب اللَّه" من تصعيد في مواقفهم، لم يكن الرئيس عون الهدف، بل أميركا وحلفاؤها، وأنَّ ما صدر عن رئيس الجمهوريَّة من بكركي ارتاح له "حزبُ اللَّه" وفق ما نقله له.