حمل التطبيق

      اخر الاخبار  القناة 12 الإسرائيلية: نتنياهو سيلتقي ترمب مجددا الليلة على خلفية إحراز تقدم في المفاوضات   /   القناة 12 الإسرائيلة: في ظل التقدم في المفاوضات تم تحديد لقاء إضافي بين نتنياهو وترامب الليلة   /   الأنصار يكتسح النجمة 6-1 ويقترب من الفوز ببطولة لبنان لكرة القدم   /   مصدر في حركة حماس بلبنان: لا صحة لاغتيال أي من قياديي الحركة باستهداف العيرونية قرب طرابلس   /   المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: فقدنا أمس 5 من جنودنا في بيت حانون   /   المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: قمنا بتحقيق عملياتي أولي لما جرى في بيت حانون   /   القوات الجوية الأمريكية: أطلقنا سلسلة مناورات هي الأولى من نوعها مركزة على المحيطين الهندي والهادئ   /   منصة إعلامية إسرائيلية: أعمال الترميم في مكتب وديوان رئيس الحكومة في الكرياه ستستمر أشهر عدة   /   رويترز عن مصدر فرنسي: الترويكا ستفرض عقوبات على إيران بحال فشل التوصل لاتفاق   /   الإعلام الإسرائيلي تحت عنوان سمح بالنشر: مكتب وديوان رئيس الحكومة في قاعدة الكرياه وكل المبنى أُخلي لبدء أعمال ترميم فيه   /   إذاعة الجيش الإسرائيلي: تحقيق الجيش يؤكد أن منطقة كمين بيت حانون تعرضت سابقا لعشرات الضربات الجوية والمدفعية   /   ترامب: سيتم البدء في تطبيق الرسوم في الأول من آب   /   وزارة الصحة: شهيدان و3 جرحى في حصيلة أولية للغارة على السيارة في العيرونية   /   ترامب: سيتم البدء في تطبيق الرسوم في الأول من أغسطس   /   ترامب: لا تغيير في موعد تطبيق الرسوم ولن يكون هناك تغيير   /   عراقجي: بعد أن واجهنا معاملة جائرة فستكون ‎إيران من الآن أكثر حذرا   /   عراقجي: طهران تلقت رسائل في الأيام القليلة الماضية تشير إلى أن واشنطن ربما تكون مستعدة للعودة إلى المفاوضات   /   وزير خارجية إيران: إسرائيل اضطرت إلى الاعتماد على ترامب لإنهاء الحرب التي بدأتها   /   وزير خارجية إيران: سنهزم أي هجوم على شعبنا في المستقبل   /   وزير خارجية إيران: ملتزمون ببرنامج نووي سلمي تحت مراقبة الأمم المتحدة   /   الجيش اللبناني يصل إلى مكان الاستهداف في العيرونية - زغرتا   /   رويترز عن مسؤول عسكري إسرائيلي: عدد قليل جدا من المواقع العسكرية الإسرائيلية تضرر جراء الضربات الإيرانية   /   الخارجية الإيرانية: وزير الخارجية سيزور السعودية للقاء مسؤوليها للبحث في العلاقات الثنائية والسلام والأمن في المنطقة   /   وزير الطاقة والمياه جو الصدّي أطلع الرئيس عون على نتائج زياراته إلى الكويت وأبو ظبي وقطر وعلى الخطوات التي تقوم بها الوزارة لإنشاء معامل لإنتاج الكهرباء   /   الجديد: المستهدف في غارة العيرونية - طرابلس يدعى "م. ب." وهو مسؤول التخطيط في حركة حماس   /   

الصراع بين الهند وباكستان: أبعادٌ تتجاوز كشمير

تلقى أبرز الأخبار عبر :


الياس المر - خاص الأفضل نيوز 

 

منذ لحظة انبثاق الهند وباكستان ككيانين مستقلين عقب انتهاء الاستعمار البريطاني عام 1947، تشكّل بين الدولتين نزاعٌ طويل الأمد، تداخلت فيه العوامل التاريخية والدينية والقومية، وتجاوزت في عمقها حدود الخلاف حول إقليم كشمير. فقد أضحى هذا النزاع معقّداً، يتغذى من بنى الهوية الوطنية المتصارعة ومشاريع النفوذ الإقليمي، ويُكرّسه سباق التسلح والتنافس الجيوسياسي المتصاعد في آسيا.

 

الإطار التاريخي للصراع

 

جاء التقسيم البريطاني لشبه القارة الهندية ليكرّس دولة علمانية ذات أغلبية هندوسية هي الهند، ودولة إسلامية هي باكستان، في محاولة لاحتواء التوترات الطائفية. إلا أن هذا الحل السياسي ولّد مآسي بشرية هائلة تمثلت في موجات من العنف العرقي والديني، وأعمال التهجير الجماعي. كانت كشمير، ذات الأغلبية المسلمة والتي اختار حاكمها الانضمام إلى الهند، الشرارة الأولى لنشوب الحروب المباشرة بين الطرفين في أعوام 1947، 1965، و1999.

 

مع ذلك، فإن اختزال الإشكالية الهندية-الباكستانية في كشمير وحدها ينطوي على تبسيط مخلّ، إذ إن الصراع بين الطرفين يتجاوز الاعتبارات الإقليمية إلى مواجهة هووية وسياسية أوسع.

 

الهويات الوطنية والصراع الوجودي

 

تحمل كل من الهند وباكستان مشروعاً حضارياً متناقضاً؛ فالهند تسعى لتكريس نموذج الدولة العلمانية الديمقراطية، المتعددة الأعراق والأديان، بينما تأسست باكستان على مبدأ أنها الوطن القومي للمسلمين في شبه القارة. هذه الثنائية جعلت من العلاقة بينهما صراعاً وجودياً، حيث يرى كل طرف في نجاح الآخر تهديداً لشرعية كيانه الوطني.

 

وقد تفاقم هذا التناقض مع صعود النزعات القومية المتشددة داخل كل من نيودلهي وإسلام آباد، مما أعاق على الدوام فرص التسوية الدائمة.

 

البُعد النووي والتسليحي

 

مع دخول الهند وباكستان النادي النووي عام 1998، انتقل الصراع بينهما إلى مستوى بالغ الخطورة. وعلى الرغم من أن توازن الرعب النووي كان يُفترض أن يشكل رادعاً لاندلاع الحروب، إلا أنه دفع الطرفين إلى تعزيز قدراتهما العسكرية التقليدية وغير التقليدية، في سباقٍ محموم للتسلح ولتحديث أنظمتهما الدفاعية والهجومية.

 

وباتت المواجهة بين الطرفين لا تتخذ دائماً شكل الحرب التقليدية، بل تتجلى في نزاعات منخفضة الحدة، وهجمات عبر الحدود، وحروب بالوكالة، ما يجعل التهديد مستمراً وغير قابل للاحتواء الكامل.

 

الأبعاد الإقليمية والدولية للنزاع

 

تُشكّل العوامل الجيوسياسية جزءاً مركزياً في إدامة الصراع. ففي زمن الحرب الباردة، اصطفّت باكستان ضمن المعسكر الأمريكي في مواجهة السوفيات، بينما نسجت الهند شراكة استراتيجية مع موسكو. أما في السياق المعاصر، فقد تقاربت واشنطن مع نيودلهي في إطار استراتيجيتها لاحتواء النفوذ الصيني المتصاعد، بينما عززت باكستان من تحالفها مع الصين.

 

هذا التداخل بين الصراع الإقليمي والمصالح الدولية المعقدة ساهم في تحويل النزاع إلى مكوّن أساسي في التوازنات الآسيوية الكبرى، ووسّع من ساحات المواجهة بين الطرفين لتشمل مجالات اقتصادية وتكنولوجية واستراتيجية.

 

الإرهاب كأداة نزاع غير تقليدي

 

أضفى تصاعد ظاهرة الإرهاب منذ بداية الألفية الثالثة بُعداً جديداً على النزاع. فقد اتهمت الهند مراراً باكستان برعاية جماعات مسلحة تنشط ضدها، خاصة في كشمير، فيما تنفي إسلام آباد تلك الاتهامات وتتهم الهند بالمقابل بانتهاكات حقوقية ضد الكشميريين.

 

هذه المواجهة غير التقليدية، القائمة على الحرب بالوكالة والدعاية الإعلامية والهجمات السيبرانية، زادت من صعوبة تحقيق اختراق دبلوماسي مستدام بين الطرفين.

 

الاقتصاد كفرصة مهدورة

 

رغم أن الهند وباكستان تمتلكان إمكانيات اقتصادية هائلة، إلا أن التجارة البينية بينهما بقيت ضئيلة وهشة، متأثرة بتقلبات الوضع السياسي. وتبددت العديد من المبادرات الهادفة إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية نتيجةً لانعدام الثقة وغياب الإرادة السياسية الحقيقية.

 

إن الفرص الاقتصادية الضائعة بين الجارتين تُمثل أحد أكبر الخسائر الناتجة عن استمرار النزاع، حيث كان من الممكن أن تسهم الشراكة الاقتصادية في خلق بيئة أكثر ملاءمة للسلام.

 

آفاق المستقبل

 

في ضوء تعقيد العوامل البنيوية المحركة للصراع، يبدو أن التوصل إلى تسوية شاملة ما زال بعيد المنال. فغياب الثقة المتبادل، وتأثير الخطابات القومية المتطرفة، واستمرار تدخل الفاعلين الإقليميين والدوليين، يجعل من تهدئة النزاع مهمة صعبة.

 

بين أميركا، روسيا والصين

 

ومع ذلك، يبقى التوقيت الراهن المحفوف بالدينامية في السياسة الخارجية على مستوى القوى المبرى لا سيما محاولات التقارب بين أمريكا وروسيا الداعماتان للهند ومحاولة إبعاد روسيا عن الصين الداعمة لباكستان، جزءًا لا يمكن إهماله من هذا الصراع القديم المتجدد، والخوف من حول هذه المنطقة الاستراتيجية إلى ساحة تتبادل بها الدول الكبرى الرسائل السياسية والعسكرية بالوكالة.