كمال ذبيان- خاصّ الأفضل نيوز
لم تنكسر الجرَّة بين رئيس الحكومه نواف سلام و"حزب الله"، ولم ينقطع "الودُّ المفقود بينهما"، وما زال "للصُّلح مكان" في علاقتهما، بالرَّغم من ظهور تباعد سياسيٍّ بينهما، سمح للجوِّ المتوتِّر أن يخرج إلى العلن، بسبب نظرة كلٍّ منهما إلى موضوع السِّلاح الذي يريده سلام محصورًا في يد الدولة فقط، في حين أن "حزب الله" يرفض أن يسلِّم السِّلاح دون مقابل وهو انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من النقاط الخمس والأراضي اللبنانية المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وخروج الاحتلال من النقاط 13 التي تحفظ عليها لبنان خلال الانسحاب الإسرائيليِّ من الجنوب في صيف 2006 وتطبيقًا للقرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي.
ويقدِّم سلام السِّلاح على شؤون أخرى كمثل الإعمار للمناطق المهدَّمة جرَّاء الحرب الإسرائيليّة على لبنان وهذا ما يراه "حزب اللَّه"، أنه يخدم أهداف العدوّ الإسرائيليِّ، الذي أبقى على احتلاله، واستمرَّ في عدوانه اليوميّ على لبنان، موقعًا شهداء وجرحى وأضرارًا ماديَّة، ضاربًا بعرض الحائط باتِّفاق وقف إطلاق النار الذي التزم به "حزب الله" ويتنكَّر له العدوُّ الإسرائيليُّ.
من هنا فإنَّ "حزب الله"، ووفق مصادر قياديَّة عليا فيه، يريد من رئيس الحكومة الانحياز أكثر إلى جانب المواطنين اللبنانيين، الذين قدَّموا الشُّهداء والجرحى والمعوَّقين، ودمِّرت مدنهم وقراهم ومنازلهم، فإنهم عندما يسمعون رئيس الحكومة يضع في أولويَّاته تسليم السِّلاح، ولو تأخَّر الإعمار، فهم تلقائيًّا سيغضبون بشتّى الوسائل عن من لا يحترم شعورهم.
وحاولت قياده "حزب الله" أن تقضم غيضها وتعض على الجرح، علَّ الحكومة التي يشاركون فيها تأخذ قرار البدء بالإعمار، لا أن يطلب وزراء فيها، لا سيَّما منهم من يمثِّلون حزب "القوات اللبنانية" الذي يتناغم مع رئيس الحكومة لوضع مهلة زمنيّه ليسلم "حزب الله" سلاحه، ولم يرفض سلام ذلك، إلا أن رئيس الجمهورية جوزاف عون كان يرفض ذلك، ويصرُّ على الحوار وعدم استخدام القوَّة، لأنَّها تؤدِّي إلى حرب أهليَّة.
فرئيس الحكومة ينسجم مع التوجُّهات لا بل الإملاءات الأمريكية، كما يرى "حزب الله"، الذي كان يوصل عبر وزرائه رسائل إلى سلام، بأن يهدأ قليلاً ولا يتماهى مع الطلبات الأمريكية، وأخرى تأتيه من دول، لوضع تاريخ يحدد فيه موعد بدء تنفيذ ما ورد في البيان الوزاري للحكومة، حول حصريَّة السِّلاح، وهو ما يكرِّر سلام التَّأكيد عليه، ويقول في مجالسه، بأنَّ ازدواجيَّة المعايير انتهت، والحكومة أمامها معيار واحد، هو سلاح الشَّرعية ولا سلاح غيره.
من هنا، فإنَّ اللَّقاء المرتقب بين سلام ووفد "كتلة الوفاء للمقاومة" لتهنئته بعيد المقاومة والتحرير، كما حصل مع الرئيسين جوزاف عون ونبيه بري، سيكون مناسبة لعرض كل طرف ما عنده، في المسائل الاستراتيجية، والتي من ضمنها سلاح "حزب الله" الذي ما زال يراه سلاح مقاومة وقوة للبنان، على عكس قوى حزبية وسياسية في لبنان، تنظر إليه على أنه دمَّر لبنان، وأعاد العدوّ الإسرائيليّ احتلال أراض منه، إضافة إلى أنه لم يعد قوة ردع للبنان الذي يتعرَّض كل يوم لاعتداء إسرائيلي، يستهدف مقاتلين أو مسؤولين من "حزب الله" وفق البيانات الإسرائيلية.
وحزب الله يشارك في الحكومات منذ عام 2005، كي لا تأتي حكومة، وتطالب بسلاحه الذي حرَّر لبنان من الاحتلال الإسرائيلي، وهذا ما يحاول أن يمنع هذه الحكومة من ذلك.