عماد مرمل - خاصّ الأفضل نيوز
تتداخل التعقيدات في ملف قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب والتي تنتهي ولايتها في آب المقبل، ما يستدعي من مجلس الأمن اتخاذ قرار بالتجديد لها أو بإنهاء مهمتها في لبنان.
ومن الواضح أن العدو الإسرائيليّ الذي استهدف اليونيفيل مرات عدة خلال العدوان الأخير، يحاول التخلص منها وإخراجها من المنطقة الحدودية، حتى يستطيع أن يتمادى أكثر في عدوانيته بلا أي حسيب او رقيب، على الرغم من أن اليونيفيل متهمة بمحاباته ومسايرته.
ومع أن اليونيفيل ليست معادية بطبيعة الحال لكيان العدو، غير أن الأخير بات لا يطيق وجودها، متهمًا إياها بأنها بلا أنياب، وكأن هذه القوات لا تكون مجدية في رأي تل أبيب إلا إذا واجهت حزب الله عسكريًّا.
من هنا، يرجح المواكبون لهذا الملف أن يكون أحد أهداف التسريبات الإسرائيليّة حول وجود قرار بسحب اليونيفيل من الجنوب هو "تهبيط الحيطان" على الدولة اللبنانية في إطار الضغط عليها لدفعها لاحقًا إلى القبول بتعديل صلاحيات القوات الدولية تحت طائلة سحبها، وصولًا إلى أن يصبح دور هذه القوات في نهاية المطاف منسجمًا بالكامل مع المصالح الإسرائيليّة وخادمًا لها.
أما لبنان الرسمي فإنه يتمسك من جهته بوجود اليونيفيل لإبقاء الجنوب في ظلال الشرعية الدولية، إنما على قاعدة رفض تعديل صلاحياتها، وضرورة تعزيز التنسيق بينها وبين الجيش لتفادي الاحتكاكات مع أهالي البلدات الجنوبية بعدما ازدادت خلال الفترة الأخيرة.
وإذا كان الرئيس نبيه بري لا يخفي حرصه وإصراره على التجديد لليونيفيل ظالمة أم مظلومة، فإن المطلعين على حقيقة موقف حزب الله يؤكدون أنه بدوره ليس معارضًا لاستمرار وجودها لكنه يريد منها أن تمتنع عن استفزاز الجنوبيين بتحركات مريبة وأن تستعين بمواكبة الجيش في دورياتها تفاديًا لوقوع أي سوء تفاهم مع السكان المحليين.
ولئن كان قرار التجديد السابق لليونيفيل قد منحها هامش التحرك من دون رفقة الجيش بالضرورة، غير أن الحكمة والواقعية تقتضيان منها، وفق القريبين من "الثنائي"، أن تواصل التنسيق مع الجيش في كل تحركاتها الميدانية لأن من شأن ذلك أن يشكل ضمانة لأمنها من جهة، وأن يعالج هواجس الأهالي من جهة أخرى.
ويؤكد مصدر رسمي ل"الأفضل نيوز" أنه ما دام العدو الإسرائيليّ يدفع في اتجاه ترحيل اليونيفيل فإن على الدولة اللبنانية أن تفعل العكس تمامًا حتى تكون في الموقع الصح والموقف السليم، أي أنها يجب أن تتمسك ببقاء اليونيفيل بمعزل عن الملاحظات الجانبية على سلوكها والتي يفترض أن تتم معالجتها بهدوء بعيدًا من الانفعال.
ويشدد المصدر على أن لبنان لا يزال بحاجة إلى القوات الدولية ولو بصفتها شاهد عيان على الارتكابات الإسرائيليّة بالحد الأدنى، والأكيد أن استمرارها هو مفيد للجنوب أكثر من مغادرتها.