مارينا عندس - خاص الأفضل نيوز
كغيرها من المناطق اللبنانية، مرّت مدينة زحلة ولا تزال بالكثير من التّحديات والصعوبات في الفترة الأخيرة، سيّما بعد تفجير المرفأ وانتشار وباء كوفيد-19 وآخرها الحرب مع العدوان الإسرائيلي. ما أثّر ذلك على سياحتها الداخلية، ودورها في تفعيل العجلة الاقتصادية في البلاد. فلا يختلف اثنان على الوضع الزحليّ الصعب الذي مرّ به أهل المنطقة في السنوات الأخيرة.
ولكن، لأنّ زحلة لا تستسلم، ولا تخاف أحدًا، وتريد دائمًا أن تنبض بالحياة، ها هي اليوم تستعيد كامل نشاطها لاستقبال فصل الصّيف بكامل جهوزيّتها.
لا يمكننا أن نذكر زحلة من دون ذكر البردوني
لمعرفة تفاصيل ما يجري، موقع "الأفضل نيوز" قام بجولةٍ ميدانيةٍ لمعرفة واقع مقاهي البردوني، ليتّضح أنّه يتحسّن خصوصًا مع بدء توافد المغتربين في منتصف الشهر الحالي. وزحلة تعوّل، منذ أن اشتهرت بالصناعة المطعمية، على روادها من الطبقتين الوسطى والغنية، وعلى السواح العرب الذين كان لهم الفضل في مرحلة "العز" التي عاشها البردوني، وانعكست على اقتصاد المدينة عمومًا.
وأصبحت مقاهي البردوني، وجهة مفضلة للمغتربين اللبنانيين والسياح المحليين. وباتت تُعتبر جزءًا أساسيًا من هوية زحلة الثقافية والاقتصادية، حيث تجمع بين التراث اللبناني والضيافة المميزة.
كما تشير التقارير إلى أنّ المغتربين اللبنانيين، الذين عادوا إلى لبنان بعد تحرر ودائعهم أو الذين يتقاضون رواتبهم بالدولار، قد ساهموا بشكلٍ كبيرٍ في دعم الاقتصاد المحلي. تُظهر الدراسات أن هؤلاء المغتربين لم يترددوا في دعم مناطقهم، مما ساعد في تعزيز النشاط الاقتصادي في زحلة. وعلى الرغم من عدم توفر أرقام دقيقة حول حجم الأموال التي تدخل منطقة البردوني، إلا أن التقارير تشير إلى أنّ الإيرادات المحلية في لبنان بشكلٍ عامٍ قد تأثرت بالأزمة الاقتصادية. على سبيل المثال، بلغت إيرادات الصندوق اللامركزي في موازنة عام 2023 نحو 155 مليون دولار، وهو ما يُعتبر ضئيلاً مقارنةً بحجم الاقتصاد الوطني. ومن المتوقع أن تكون إيرادات منطقة البردوني مشابهة أو أعلى قليلاً من المتوسط الوطني، نظرًا لارتفاع النشاط السياحي في المنطقة. ومع ذلك، تظل هذه التقديرات غير مؤكدة بسبب نقص البيانات الدقيقة.
عروس البقاع تطوّر سياحتها
تعتبر زحلة، عروس البقاع، من أبرز المدن اللبنانية التي تجمع بين التاريخ، الثقافة، والطبيعة الخلابة. فعند الحديث عن السياحة المتطورة في زحلة، هناك مجموعة من النقاط المهمة التي يمكن تسليط الضوء عليها، سواء في إطار تسويق المدينة سياحيًا أو تطويرها كمقصد سياحي متكامل. ومن أبرز هذه النقاط: الموقع الجغرافي والمناخ، بحيث تقع زحلة في وسط سهل البقاع، وتُعد بوابة تربط بين بيروت وسوريا. مناخها المعتدل صيفًا والبارد شتاءً يجذب الزوار على مدار العام. الطبيعة والمناظر الخلابة، نهر البردوني الذي يشق المدينة، ويحيط به العديد من المطاعم والمقاهي. الجبال المحيطة، والكروم، وحقول العنب تقدم فرصة رائعة للسياحة البيئية والريفية.
الثقافة والتاريخ، بحيث أنّ تاريخها غني يمتد من العصر الروماني حتى العصر العثماني. ومعالم تاريخية مثل: كنيسة سيدة النجاة، كاتدرائية سيدة زحلة، تمثال السيدة العذراء المشرف على المدينة. بيوت تراثية وأسواق قديمة يمكن تطويرها كوجهات سياحية ثقافية. الطعام والنبيذ، فزحلة مشهورة بالمأكولات اللبنانية الأصيلة وخاصة الكبة الزحلاوية والعرق الزحلاوي. ووجود العديد من مصانع النبيذ مثل Château Ksara وChâteau Kefraya وغيرها. بالإضافة إلى المهرجانات والفعاليات مثل مهرجان الكرمة الصيفي، أحد أشهر الفعاليات السياحية في لبنان.