مفيد سرحال - خاصّ الأفضل نيوز
يعتصر قلبي ألما" كما كل صاحب كرامة تأبى نفسه الحرة أن تتدحرج هامته ومرؤته ويخنع ويخضع ويتذلل ويتبلل بعرق المهانة على أبواب السلاطين ،والسلاطين في بلادنا مقاسات مقدسات ومقامات وزويعمات ومستزعمين بعضها الوضيع وبعضها الرفيع (رفع الله من مقام الجميع) والأصعب والأقبح والأدهى تعفير الجباه على أعتاب صفر الوجوه من غير علة.
بالمختصر أقصد الأهل من ذوي الطموح بحرقة لإدخال أبنائهم الى القطاع العام ومؤسسات الدولة على اختلاف أنشطتها وجلهم من حملة الشهادات الجامعية الذين ضاقت بهم سبل العيش فقرروا اللجوء الى أقصر الطرق أي ولوج باب الخدمة العسكرية على سبيل المثال لا الحصر كوظيفة ووسيلة ارتزاق ، أو غيرها من وظائف الفئات المختلفة في القطاع العام وهذا يستدعي طرق الأبواب وطأطأة الرؤوس عند الأحزاب والزعامات والفاعليات لسبب بسيط بحثا عن وساطة مغمسة بالذل وذلك بفعل الأعداد الهائلة من المتبارين وشعور الأهل بالثقافة وبالسلوك العام أن النجاح دونه بصمة من أهل العصمة أهل الحل والعقد الممسكين بنواصي الدولة وأذرعها ويأتيك التوزيع الطائفي والمناطقي الذي ينخل ويغربل ويجرجر المتبارين بصورة مجحفة قاتلة لا تليق بكرامة الإنسان فيغدو( الطش )في المقدمة، ويكسب من رسب، والمعطوب مكان المطلوب، ويخرج صاحب الحق ذليلاً مهانًا مكسور الخاطر لأنه غير محظي بلمسة حنان من راعي القطيع ..
هذا الواقع المزري يمكن تفاديه وتلافي أخطائه وخطاياه فالكل سلم أمره لله أن نظامنا الطائفي الذي جرى تأبيده وتأصيله وتجذيره وتغليفه( بسانيتا )العيش المشترك يحتم وجود كوتا للطوائف المؤتلفة المقتسمة لخيرات البلد كل حسب حجمه ووزنه وما رسمه المستعمر لنا من حدود النفوذ،نعم هذا صحيح... ونحن سلمنا بالوظيفة المنشودة لنظامنا االظالم الغاشم التمييزي ولكن ألا نستطيع بالحد الادنى أن نزرع بذور العدالة داخل طوائفنا من خلال اعتماد أصحاب الكفاءة على مستوى كل الطوائف وبذلك تقدم كل طائفة أفضل ما عندها فيربح الوطن خيرة أبنائه بدل إيصال إفرازات الزعامات الى الإدارات وبالوقت عينه يرتاح المسؤول أو الزعيم من المفاضلة بين جماعته ورعيته ويضع الأمر في نصابه الطبيعي القانوني الذي تفرضه الآليات الشفافة النظيفة المعمول بها في العالم المتقدم الذي يقيم وزنا للإنسان .
وبعد... أملنا كبير بسيد العهد فخامة الرئيس جوزيف عون الذي خطا خطوة رائدة ومقدرة في هذا الاتجاه في المدرسة الحربية ومنع عندما كان قائدًا للجيش التدخلات السياسية فادخل خيرة شباب لبنان الى الجيش ليكونوا قادة مسلحين بالعلم والكفاءة والأهلية الروحية والبدنية بعدما ارتكبت الموبقات في السابق سمسرة وافتئاتا على حقوق الشباب تحت عناوين حزبية وسياسية مقيتة تجعل من الموظف سواء كان عسكريا أو مدنيا مرهونا بالولاء لزعيمه وحزبه وطائفته ومذهبه في زبائنية انقيادية عمياء صماء. وإذ ذاك تتشكل الوفود للشكر والامتنان على وقع القصائد الرنانة والحداء بطريقة مبتذلة تدلل على أن الموظف ابن رعيته وليس ابن المؤسسة التي ينتمي إليها وكذلك أمل المواطن اللبناني معقود على القادة الأمنيين والعسكريين و المسؤولين المدنيين أن يطبقوا هذه المعادلة في مؤسساتنا فلا يجوز المفاضلة بين مواطن وآخر على قاعدة الولاء لهذا وذاك والسؤال ما هو مصير من ليسوا محسوبين على هذا وذاك وذلك من السياسيين ؟؟؟لمن يشتكي هؤلاء وإذا لم يكن القانون نصيرهم فما هو مصيرهم ..معضلة مهينة ومذلة يجب وضع حد لها كي يشعر المواطن بالكرامة الوطنية والانسانية .