مفيد سرحال - خاصّ الأفضل نيوز
إن الاستدلال المنطقي للواقع الملموس قادنا وسيقودنا إلى اعتقاد يقيني بأنَّ الجولة القتالية بين الكيان العبري والجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تكن سوى استنقاع صهيو - أميركي مشترك في وحل الأوهام والظنون والحسابات الخاطئة بأن عقد الشرق الأوسط الكبير الخاضع لسيادة يهوه اكتملت آخر حلقاته بعد الضربات التي تلقاها محور المقاومة في ساحات فلسطين ولبنان وسوريا .
لا شك أن مسارعة الولايات المتحدة الأميركية -الشريك الرئيس في العدوان والقائد الفعلي للعدوان -ومعها الذيل الأوروبي لضرب إيران بالصدمة الترويعية القاتلة وبث الفوضى وخلخلة البنى العسكرية والمجتمعية بالخروقات التجسسية والسعي الحاسم للإجهاز على النظام وتبديد مقدراته يعود وفق مصدر دبلوماسي مخضرم إلى : تقديرات وخلاصات تقارير ودراسات تتبنى نظرية أن النظام القائم في إيران المحكوم بعقول مؤدلجة بعقيدة دينية تتكئ على مخزون قيمي روحي هائل وإرث حضاري إمبراطوري لا زال يسكن حنايا وسجايا تلك البلاد الشاسعة وطاقات علمية خلاقة في شتى مناحي العلوم وإمكانيات عسكرية وتنظيمية صلبة ومتعاظمة ومقتدرة أخطر بكثير من بدعة وصنعة النووي؛ أي إن نووية النظام بهذا المعنى تشكل عنصر القوة الفعلي والحقيقي المقرون بالإرادة والثوابت لأن ما من دولة امتلكت هذا السلاح بعيد الحرب العالمية الثانية لجأت إليه أو هددت باستعماله نظرا لمخاطره والمساحة القاتلة التي تشكله إشعاعاته العصية على التحكم والضبط.
ثانيا يقول المصدر عينه : إن تمسك إيران بموقفها المعلن و المبدئي من قضية فلسطين باعتبارها النصير والظهير لقوى المقاومة سيبقي جذوة الفعل المقاوم ملتهبة ومتحفزة لتجترح في كل لحظة أدوات وبرامج حيوية للنضال العسكري والثقافي الكفيل على الدوام وبالتراكم الكمي والنوعي بإعطاب المشروع الصهيو- أميركي الاغتصابي التوسعي وعرقلة خططه .
ثالثا:يسجل المصدر لإيران في حربها السيبرانية ضد الكيان العبري أنها حققت اختراقات هائلة لمنظومة الأمن الصهيوني بحصولها على كنز استخباري معلوماتي ضخم يتعلق بالمشروع النووي الصهيوني وخطط قصيرة و متوسطة الأمد معدة لتدمير الجيش المصري وضرب الجزائر وباكستان، والسيطرة على مصادر الطاقة وطرق المواصلات من خلال حروب مباشرة أو بالوكالة، ناهيك عن مكائد ومؤامرات تطال العديد من الكيانات العربية والإسلامية، وهذا من شأنه إعطاء إيران ميزة إقليمية ودولية هامة، أولا لتوكيد صحة نظرتها للكيان العبري وسلامه الخادع، وثانيا، من زاوية النظر هذه تصبح قادرة على التشبيك مع دول وازنة في المنطقة على خلفية حفظ الأمن القومي لهذه الدول وكشفها المخاطر التي تطالها لاسيما تلك المرتبطة بعلائق مختلفة مع الكيان العبري .
رابعا، يتابع المصدر ومن خلال المعاينة الدقيقة للمواجهات على كامل رقعة الصراع، ثبت بما لا يقبل الشك هزالة الكيان منفردا وشعار ((اوهن من بيت العنكبوت)) حقيقة راسخة وبالملموس أن فرقة موسيقى من كشافة الإمام المهدي في حzب ال.ل.ه أو أشبال حماس والفصائل قادرة على سحق فرقة من نخبة الجيش الصهيوني، وإذلالها إذا ما بقي الأميركي جانبا ملتزما الحياد ومعه الغرب الجماعي، ما يؤكد أن هذا الكيان اللقيط المصطنع فقد كل مقوماته الوظائفية وتحول من حال كلب الحراسة الحامي لمصالح الغرب إلى حال المتصدع المذعور اللاهث خلف حماية الغرب الجماعي الذي من دونه هو لا شيء في ميزان القوى العسكري عند احتدام المعارك، رغم تفوقه الجوي وامتلاكه لأكبر ترسانة نووية في المنطقة لأن الجانب المعنوي النفسي والاقتصادي شكلا أخطر مَقاتل الكيان -سواء بالهجرة المعاكسة أو بالعطالة المتراكمة للقطاعات الحيوية الانتاجية- والتي يصعب إنعاشها وانتشالها من مآزقها أثناء سقوط الحمم النارية على المدن والمراكز العسكرية الحساسة وما مشهد الهروب في الزوارق إلى قبرص وداخل صحراء النقب سوى نسخة مستجدة للسبي التاريخي .
خامسًا، يقول المصدر الدبلوماسي:
إن الضربة الصهيونية المطرزة بخداع أميركي فاضح تولاه ترامب شخصيا بأسلوب وخطاب تضليليين قبيل ساعات من العدوان الثلاثي الأميركي -البريطاني- الصهيوني ،جرى تجويفها من قبل القيادة الإيرانية التي سارعت إلى الرد على مراكز حيوية داخل تل أبيب وحيفا واسدود وبئر السبع وألحقت أضرارا بالمنشآت والمنازل والبنى التحتية واستنزفت إيران قدرات الدفاع الجوي لدرجة انفضاح وانكشاف الكيان أمام نوعية صواريخ إيرانية فتاكة عبرت بيسر إلى أهدافها ما اضطر أميركا وبطلب ملح من نتنياهو لانتزاع شعار الكيان الساقط بتبديد المشروع النووي الإيراني ولو أدى ذلك إلى هلاك الملايين من الشعب الإيراني للقول إن هدف الحرب تحقق ووقفها حاجة إسرائيلية طارئة واستنقاذ الكيان العبري الذي قارب مرحلة الانهيار مع تساقط الصواريخ الإيرانية التي أجبرت الجمهور اليهودي على الخروج من الملاجئ ومناشدة إيران بالعدول عن قصف المدن الإسرائيلية.
باختصار شديد إذا كان معيار الربح والخسارة في الحروب هو القدر الذي تحققه من الأهداف فإن نصيب الكيان العبري من الخسران كبير وكبير جدا إذ ما من تأكيد على طمر الغارة الأميركية لكمية اليورانيوم المخصب، وإذا ما طمرت فإن الفكرة موجودة والتطبيقات متوفرة والعقول تتناسل فيما شكلت الحرب بالنسبة للنظام الإيراني فرصة لتنقية الشوائب وسد الثغرات ومعالجة الإشكاليات، وردم هوة المخاطر الأمنية وأيضا القدرة الصاروخية الإيرانية بقيت سليمة معافاة وجاهزة لأي جولة، وبالرغم من فعالية المنظومة المستخدمة في دك الكيان العبري إلا أن ما خفي من قدرات لاشك يوازن مع القدرة التدميرية لطيران العدو ناهيك عن تبرع الصين وروسيا على ملء هذا الفراغ في القوة الجوية الإيرانية لأن خسارة إيران ضربة قاصمة لروسيا والصين بعد خسارة سوريا، وبالتالي كتلة اللهب ستنتقل إلى حضنهما لو نجحت أميركا في إسقاط الدولة الإيرانية.
ويختم المصدر:في ذهن الإيرانيين إن هذه الجولة مع الكيان العبري ليست الأخيرة ومن حسناتها أن إيران عمود الخيمة لقوى المقاومة لم تسقط وشعور قوى المقاومة بنشوة رد الاعتبار تحققت فيما الكيان العبري بان عريه وبات رغم بلطجته وصلفه يعيش سكرات الزوال المحتم عند أي هزة لأن الصفعة الإيرانية ردا على العدوان لن تبرأ منها (إسرائيل ) بسهولة وستبقى رائحة البارود والركام المادي والحطام النفسي للإنسان اليهودي جراء الرد الإيراني المدروس والحاسم مثار قراءة ومراجعة متأنية لنتنياهو وعصابته ، الهارب إلى الحروب لرفع سيف القضاء عن رقبته لأن المغامرة والمقامرة في آن مصداق حالها "مش كل مرة بتسلم الجرة".... وختامها بالتأكيد فك رقبة.
صراع لن ينتهي حتى انتصار الحق على الباطل..وكما قال الشاعر:بالأمس عاد السرب تنقصه حمامة واليوم عاد السرب تنقصه حمامة وغدا سيعود السرب تنقصه حمامة لكن أبدا يا بلادي لن ينتهي سرب الحمام...