سمير عطا الله
يعدّد المعنيون الأسباب التي أدّت إلى Ø£Ùول Ø§Ù„ØµØØ§ÙØ© الورقية من دون التنبه إلى المتهم الأول «ÙƒÙˆÙيد - 19»ØŒ وما Ù„ØÙ‚Ù‡ من متØÙˆÙ„ات ومتØÙˆØ±Ø§Øª أعطيت كلها أسماء يونانية. بعد ظهور «ÙƒÙˆÙيد»ØŒ أو «ÙƒÙˆØ±ÙˆÙ†Ø§»ØŒ أو «Ø£ÙˆÙ…يكرون»ØŒ أو «Ø¯Ù„تا» Ø¨ÙØªØ±Ø© قصيرة، قيل إن الورق ناقل خطير للوباء. ولذلك Ù…Ùنعت الصØÙ والمجلات من الطائرات وصالونات المطارات وصالات الانتظار ومراكز توزيع المطبوعات الإعلانية والمقاهي وسائر الأمكنة التي تقدم للقارئ الصØÙ بدون مقابل، مثل عيادات الأطباء وصالونات الØÙ„اقة ÙˆÙ…ØØ·Ø§Øª النقل. وأدّى هذا المنع إلى Ø®ÙØ¶ شديد ÙÙŠ المبيعات، الذي أدّى بدوره إلى إغلاق عدد كبير من أكشاك الصØÙ التي اعتادها زبائنها منذ عشرات السنين. وبالتالي تأثرت عادة القراءة الورقية لكي يعتاد Ø§Ù„Ù…Ø³Ø§ÙØ±ØŒ أو رواد المقاهي، المزيد من الركون إلى وسائل القراءة الجديدة
اعتدت منذ سنوات عدّة تقليداً ممتعاً يمكن تسميته قراءة المطارات. وتبدأ منذ دخول المطار بالذهاب إلى المكتبة Ø¨ØØ«Ø§Ù‹ عن الجديد، ثم قراءة الصØÙ ÙÙŠ صالة الانتظار، وما تبقى نقضي به وقت الرØÙ„Ø©. وكنت تكتش٠ÙÙŠ عملية بسيطة أنك تقرأ ÙÙŠ ساعات Ø§Ù„Ø³ÙØ± أكثر من أي وقت آخر، من دون أن يكون بالضرورة Ø£ÙØ¶Ù„ ما تقرأ.
كل هذه المتعة Ø£ØµØ¨ØØª ممنوعة على ملايين Ø§Ù„Ù…Ø³Ø§ÙØ±ÙŠÙ† الذين Ø§Ù†Ø®ÙØ¶Øª أعدادهم أيضاً. ولم تعد تجد على الطائرة من صناعة الورق والعمل Ø§Ù„ØµØØ§ÙÙŠ سوى دليل المبيعات. ولا أعر٠لماذا لا ÙŠØÙ…Ù„ ورقه خطر هذه الممنوعات التي لا نهاية لها منذ ظهور «ÙƒÙˆØ±ÙˆÙ†Ø§» على Ø£Ø¬Ù†ØØ© Ø§Ù„Ø®ÙØ§Ùيش ÙÙŠ مدينة ووهان الصينية.
يغاÙلنا التغير ÙˆÙŠØµØ¨Ø Ù‡Ùˆ التقليد. ولا ÙŠØÙ‚ لنا أن نستنكر هذا الإيقاع المتعثر ÙÙŠ ØÙŠØ§Ø© الناس. الملايين يتمتعون بÙÙ† «Ø§Ù„كليبات» Ùيما ØªØ¨ØØ« قنوات أم كلثوم عن سامعين على شريط الأسود والأبيض. كل جيل له إيقاعه. ولسنا Ù†ØÙ† من نقرر له أو نعتر٠له بذلك، بل ØÙŠØ§ØªÙ‡. ينطبق ذلك ÙÙŠ كل طرق العيش من الÙنون إلى الطعام إلى اللباس إلى التعليم. وتلك العلاقة الجميلة بين الإنسان والورق تبتعد ÙÙŠ Ø§Ù„Ù…Ø³Ø§ÙØ© وتتØÙˆÙ„ إلى «Ø²Ù…Ù† جميل» أي زمن صار صعباً تقبله والØÙŠØ§Ø© Ùيه.
Ø§Ù„Ø£ÙØ¶Ù„ لنا أن Ù†Ùهم جيل أبنائنا بدل أن نؤنبهم دائماً. إن أجيالنا كانت Ø£ÙØ¶Ù„ ÙˆØÙŠØ§ØªÙ†Ø§ كانت أجمل. هذا ØÙ‚هم وليس منّة منا. لهم عالمهم ولنا عالمنا. ومن طبائع الأشياء وطباع البشر أن التطور هو الذي ÙŠØÙ„ Ù…ØÙ„ الماضي، الذي لا يبقى منه سوى ما يعصي على الاندثار.
لا يعني ذلك أنني سو٠أستبدل بÙيروز مايا دياب، وبمØÙ…ود درويش Ø§Ù„Ø´Ù†ÙØ±ÙŠØŒ أو أنني سأصغي إلى السيدة دياب تغني «Ø§Ù„كعب العالي»ØŒ وإلى Ù‡ÙŠÙØ§Ø¡ وهبي تغني «Ø¨ÙˆØ³ الواوا» ولا إلى مطرب «Ø³ÙŠÙƒÙˆÙ„الا».
المصدر: الشرق الأوسط