- Ø´Ø±ØØ¨ÙŠÙ„ الغريب
- المصدر: الميادين نت
عندما Ù†ØªØØ¯Ø« عن الهجرة المعاكسة من "إسرائيل" تجاه أوروبا، علينا أن Ù†Ø³ØªØØ¶Ø± المشهد من بداياته، منذ Ø§Ù„Ù„ØØ¸Ø© الأولى لتأسيس Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© الصهيونية أيدولوجيتَها وأهداÙها التي Ø£Ùنشئت من أجلها، كهد٠وركيزة أساسيَّين تمثَّلا بإنشاء وطن قومي لليهود على أرض Ùلسطين، وكي٠شجعت، بصورة كبيرة، هجرة يهود أوروبا الجماعية إلى أرض Ùلسطين خلال النص٠الأول من القرن العشرين، إلى Ø§Ù„Ù„ØØ¸Ø© التي أعلن Ùيها ديÙيد بن غوريون، رئيس المنظمة الصهيونية العالمية آنذاك، تأسيس "دولة إسرائيل" عام 1948Ù… ØŒ والتي أكد Ùيها أن "إسرائيل" ستمثّل وطناً قوميّاً آمناً لليهود. راÙÙ‚ ذلك تمرير لرواية صهيونية قائمة على تشجيع يهود العالم على الهجرة ÙˆØ§Ù„ØØµÙˆÙ„ على جواز Ø³ÙØ± إسرائيلي بعد شرعنة كنيست Ø§Ù„Ø§ØØªÙ„ال الإسرائيلي قانونَ العودة عام1950ØŒ والذي يعطي الØÙ‚ ÙÙŠ Ù…Ù†Ø "الجنسية " لكل يهودي قادم من أوروبا للعيش ÙÙŠ "إسرائيل".
على مر السنوات الخمسين الأولى من Ø§ØØªÙ„ال Ùلسطين، كانت الرواية الإسرائيلية قوية ومقنعة Ø¨ÙØ¹Ù„ الغطاء الدولي ÙˆØØ§Ù„Ø© الإسناد من أميركا وأوروبا Ù„Ùكرة إنشاء كيان إسرائيلي وتشجيع الهجرة إليه وتعزيز وجوده بكل أشكال المقومات. لكنْ سرعان ما بدأت ØØ§Ù„تا التراجع والتصدع ÙÙŠ جسم الكيان الإسرائيلي ØªØªØ¶ØØ§Ù† بالتدريج، عبر متغيرات وتØÙˆÙ„ات ØØ¯Ø«Øª ÙÙŠ المشهد، ÙˆÙ…ØØ·Ø§Øª أخرى من الصراع الإسرائيلي مع المقاومتين اللبنانية والÙلسطينية على وجه الخصوص، ولقد Ù†Ø¬ØØªØ§ ÙÙŠ Ø¥ØØ¯Ø§Ø« عملية اهتزاز واختلال واضØÙŠÙ† وكبيرين للصورة النمطية التي رسمتها "إسرائيل" ÙÙŠ المنطقة عن Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ من أجل تعزيز كيانها Ø§Ù„Ø§ØØªÙ„الي، وذلك عبر جولات من المواجهة العسكرية، التي أعادت تشكيل صورة المشهد بطريقة مغايرة.
بداية Ø§Ù„Ø§Ù†ØØ³Ø§Ø±
انطلاقاً من بداية السقوط الإسرائيلي عبر جولات المواجهة، والتي تكللت بانتصار المقاومة الإسلامية ÙÙŠ لبنان، عامي 2000 Ùˆ2006ØŒ وما ترتّب عليها من آثار ÙÙŠ الجبهة الداخلية الإسرائيلية، مروراً بجولات المواجهة العسكرية مع ÙØµØ§Ø¦Ù„ المقاومة الÙلسطينية التي أجبرت "إسرائيل" على إخلاء مستوطناتها والخروج من قطاع غزة، وهي تجرّ أذيال الهزيمة Ø¨ÙØ¹Ù„ ضربات المقاومة التي أدّت إلى ØØ§Ù„Ø© من الهروب والهجرة الجماعيَّين من المستوطنات إلى داخل "إسرائيل"ØŒ ÙÙŠ مشهد ثان٠يعكس بداية الهزيمة والتقهقر ÙˆØ§Ù„Ø§Ù†ØØ³Ø§Ø± للمشروع الصهيوني ÙÙŠ أرض Ùلسطين، وما بعدها من صولات وجولات، وصولاً إلى معركة "سي٠القدس" الأخيرة ÙÙŠ أيار/مايو 2021ØŒ والتي ألقت بظلالها على المشهد ÙÙŠ المنطقة ككل، ÙˆØ£ØØ¯Ø«Øª زلزالاً كبيراً داخل "إسرائيل"ØŒ ÙÙŠ كل الصعد، سياسياً وعسكرياً وأمنياً واقتصادياً واجتماعياً، وما ترتّب عليها من آثار وتداعيات وبداية تغيير قناعات ÙƒØ´ÙØª ØÙ‚يقة الخداع الذي مورس، وضÙلّÙÙ„ به المستوطنون على مدى سبعين عاماً مضت، Ùلم تعد المستوطنات Ø§Ù„Ù…ØØ§Ø°ÙŠØ© لقطاع غزة آمنة، وشهدت ØØ§Ù„Ø© هجرة جماعية خلال معركة "سي٠القدس". كما لم تعدْ "تل أبيب"ØŒ التي يعدّها قادة Ø§Ù„Ø§ØØªÙ„ال الإسرائيلي "عاصمة" لكيانهم، المدينةَ السياØÙŠØ© والاقتصادية الأكثر أمناً وأماناً، أمام صواريخ المقاومة التي باتت تضرب إلى مدى يصل إلى 250 كيلومتراً؛ أي أنها تطال كل بقعة جغراÙية ÙÙŠ Ùلسطين Ø§Ù„Ù…ØØªÙ„Ø©. وهذا يدلّل، على Ù†ØÙˆ لا لبس Ùيه، على بداية انهيار Ù…Ùهوم الأمن القومي Ù„Ù„Ø§ØØªÙ„ال الإسرائيلي بصورة كاملة، وأن "إسرائيل" باتت تعيش ØØ§Ù„Ø© تهديد وجودي ÙØ¹Ù„ÙŠ أكثر من أي وقت مضى، ÙˆØ£ØµØ¨Ø Ø§Ù„Ù…Ø³ØªÙˆØ·Ù† الإسرائيلي يعيش داخل هذا الكيان بأمل Ù…Ùقود وأÙÙ‚ مسدود، ØÙˆÙ‘لا "إسرائيل" إلى مكان طارد لليهود، مع تبدد وَهْم إقامة "دولة إسرائيل الكبرى" وتهشّÙÙ… تØÙ‚يقها.
ÙØ¹Ø§Ù„ية Ù…ØÙˆØ± المقاومة
الهجرة المعاكسة لليهود، بقدر ما تشغل بال الأوساط الأمنية والسياسية الإسرائيلية، ØªÙØ¹ÙŽØ¯Ù‘ إشكالية وجودية ÙÙŠ الوقت Ù†ÙØ³Ù‡. ÙÙ€"إسرائيل" Ø£ØµØ¨ØØª تعيش ÙÙŠ متاهة ÙˆØØ§Ù„Ø© قلق كبيرة ومتزايدة، أمام ما تعدّه ازديادَ الخطر على وجودها، ليس من المقاومة الÙلسطينية ÙØØ³Ø¨ØŒ بل أيضاً من كل Ù…ØÙˆØ± المقاومة، الذي ÙŠØØ§ØµØ± "إسرائيل" من جبهات متعددة، وهذا ما اعتر٠به رئيس ØÙƒÙˆÙ…Ø© Ø§Ù„Ø§ØØªÙ„ال الإسرائيلي، Ù†ÙØªØ§Ù„ÙŠ بينيت، مؤخراً، بØÙŠØ« قال إن "إسرائيل" باتت Ù…ÙØØ§Ø·Ø© بطوق من الألغام، ثم نتيجة الازدياد الملØÙˆØ¸ ÙÙŠ معدل الهجرة المعاكسة من إسرائيل ÙÙŠ اتجاه أوروبا بسبب شعور الإسرائيليين بÙقدان الأمن الشخصي ÙˆØ§Ù„ÙØ´Ù„ ÙÙŠ توÙير الØÙ…اية لهم.
صراعات وتÙكك داخلي
Ø£ØµØ¨ØØª "إسرائيل" تعيش توترات داخلية غير مسبوقة. ÙˆØØ§Ù„Ø© التÙكك والانقسام ÙÙŠ مكوناتها قائمة على أربعة أنواع، هي الهجرة والإقامة والولادة والتجنس. ويدور الصراع على طبيعة المجتمع الإسرائيلي بصورة عامة، وعلى تركيبته بصورة خاصة، كما يعاني المستوطنون الإسرائيليون صراعاً طبقياً بين الأشكناز اليهود الغربيين، ÙˆØ§Ù„Ø³ÙØ§Ø±Ø¯ÙŠÙ…ØŒ يهود الشرق، ناهيك Ø¨ØØ§Ù„Ø© التمييز العنصري والاضطهاد لليهود الإثيوبيين من جهة أخرى. وهذا ما أكده رئيس جهاز "الشاباك" الإسرائيلي الأسبق، ÙŠÙˆÙØ§Ù„ ديسكين، الذي قال إن "التÙكك الداخلي الإسرائيلي يتزايد، وإسرائيل لن تبقى ØØªÙ‰ الجيل المقبل، نتيجة أسباب ومؤثرات داخلية. والانقسام بين الإسرائيليين يزداد عمقاً، كما أن انعدام الثقة بأنظمة الØÙƒÙ… آخذ ÙÙŠ الازدياد، ÙˆØ§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ ينتشر، والتضامن الاجتماعي ضعيÙ".
Ø¥ØØµØ§Ø¡Ø§Øª بلغة الأرقام
ما يؤكد ØØ§Ù„Ø© الازدياد ÙÙŠ نسبة الهجرة المعاكسة من "إسرائيل" إلى أوروبا، هو ما قامت به "إسرائيل" مؤخراً، عبر تشجيع العمال الأجانب على اعتناق الدين اليهودي ÙˆÙ…Ù†Ø ØÙ‚وق المواطنة لهم كخطوة منها ÙÙŠ مواجهة الهجرة المعاكسة. ولعلّ أبرز Ø§Ù„ØªØØ¯ÙŠØ§Øª الديمغراÙية التي تواجه "إسرائيل" أنها لم تعد الوجهة Ø§Ù„Ù…ÙØ¶Ù‘َلة ليهود العالم. وتشير دائرة Ø§Ù„Ø¥ØØµØ§Ø¡ الإسرائيلية إلى أن هروب الأدمغة متواصل منذ عام 2003ØŒ ÙˆØ§Ø±ØªÙØ¹ بنسبة 26% منذ عام 2013. وتشير كل المعطيات إلى تعاظم معدلات الهجرة المعاكسة، عبر Ø§Ø³ØªÙØØ§Ù„ مشكلة هروب الأدمغة من داخل "إسرائيل" إلى أوروبا، إذ إن الأغلبية الساØÙ‚Ø© من اليهود، الذين يغادرون "إسرائيل"ØŒ هي من الشبان من ذوي المؤهّÙلات، ÙˆØªØØ¯ÙŠØ¯Ø§Ù‹ ÙÙŠ مجال التقنيات المتقدمة، والذين ÙŠØ¨ØØ«ÙˆÙ† عن تØÙ‚يق الذات ÙÙŠ الخارج، وخصوصاً ÙÙŠ أوروبا وكندا والولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© الأميركية.
Ø¥ØØµØ§Ø¦ÙŠØ§Ù‹ØŒ ووÙÙ‚ مراكز Ø§Ù„Ø¥ØØµØ§Ø¡ المتخصصة داخل "إسرائيل"ØŒ سجَّلت مؤشرات الهجرة المعاكسة من "إسرائيل" إلى أوروبا أن 19 أل٠يهودي بين عامي 2004 Ùˆ2006 غادروا "إسرائيل" من دون رجعة، وجاء العدد الأكبر ÙÙŠ عام 2007 ØÙŠÙ†Ù…ا غادرها 25 Ø£Ù„ÙØ§Ù‹ نتيجة Ùقدان الشعور بالأمان.
ÙˆÙÙ‚ دراسة صدرت عام 2018ØŒ بعنوان "الهجرة اليهودية المعاكسة ومستقبل الوجود الكولونيالي ÙÙŠ Ùلسطين"ØŒ بلغ عدد الذين تركوا "إسرائيل"ØŒ خلال العقود الأخيرة، بمن Ùيهم يهود Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ السوÙياتي السابق، مليوناً ونص٠مليون. ÙˆØ§ØªÙ‘ÙŽØ¶Ø Ø£Ù† العامل الأمني هو المؤثّر الأساسي ÙÙŠ الهجرة المعاكسة، وتزايدت بصورة ÙˆØ§Ø¶ØØ© بعد Ø§Ù„ØØ±Ø¨ مع ØØ²Ø¨ الله ÙÙŠ لبنان.
ونشرت صØÙŠÙØ© "هآرتس" الإسرائيلية Ø¥ØØµØ§Ø¡Ù‹ صادراً عن مركز Ø§Ù„Ø¥ØØµØ§Ø¡ الإسرائيلي، قالت Ùيه إن عدد اليهود الذين غادروا "إسرائيل" عام 2015 ÙØ§Ù‚ عدد الذين عادوا إليها، وذكرت أن Ù†ØÙˆ 16700 إسرائيلي غادروها عام 2015ØŒ من أجل العيش خارجها Ù„ÙØªØ±Ø© طويلة. وكان هذا بعد Ø§Ù„ØØ±Ø¨ الإسرائيلية ضد المقاومة الÙلسطينية عام 2014ØŒ وعاد منهم Ùقط 8500ØŒ وهي أدنى نسبة تسجَّل منذ 12 عاماً. كما تشير التقديرات Ø§Ù„Ø¥ØØµØ§Ø¦ÙŠØ© الإسرائيلية، والتي صدرت مؤخراً، إلى أن ما ÙŠØªØ±Ø§ÙˆØ Ø¨ÙŠÙ† 800 أل٠ومليون مستوطن إسرائيلي، ممّن ÙŠØÙ…لون جواز Ø³ÙØ± إسرائيلياً، يقيمون بصورة دائمة بدول متعددة ØÙˆÙ„ العالم، ولا يرغبون بالعودة إليها.
وتكش٠دراسة متخصصة لـ"معهد تراث مناØÙŠÙ… بيغن"ØŒ ÙÙŠ القدس Ø§Ù„Ù…ØØªÙ„ة، أن أكثر من 50% من الإسرائيليين، ÙˆØ¨ØØ³Ø¨ مصادر أخرى، 70%ØŒ توجهوا، أو كانت لديهم نية ÙÙŠ التوجه إلى Ø§Ù„ØØµÙˆÙ„ على جواز Ø³ÙØ± أجنبي Ø§ØØªÙŠØ§Ø·ÙŠ. وهذا يعكس ØØ§Ù„Ø© القلق، التي تدور ÙÙŠ عقول الإسرائيليين وأذهانهم، ÙˆÙ…ÙØ§Ø¯Ù‡Ø§ أن Ø´Ø¨Ø Ø§Ù„Ù‡Ø¬Ø±Ø© المعاكسة ØØ§Ø¶Ø± ÙÙŠ وجدانهم على الدوام.
ويشير تقرير لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA)ØŒ Ø£ÙØ¬Ø±ÙŠ Ø¨ÙŠÙ† عامي 2015 Ùˆ2016ØŒ إلى أن أيّ مواجهة عسكرية Ù…ØØªØ¯Ù…Ø© مقبلة مع "إسرائيل" ستجعل المستوطنين الإسرائيليين يغادرونها وينسلخون عنها نهائياً.
توجّÙهات صادمة
منذ مطلع عام 2020ØŒ غادر ما يقارب 16 أل٠يهودي "إسرائيل"ØŒ بسبب صواريخ المقاومة الÙلسطينية، التي باتت تشكّل تهديداً كبيراً Ù„ØÙŠØ§ØªÙ‡Ù…. والأمر لم يتوق٠عند هذا الرقم، Ùلقد نشرت وزارة الاستيعاب الإسرائيلية معطياتها عن الهجرة اليهودية، ÙˆÙÙ‚ دراسة أعدّتها، ÙØ¬Ø§Ø¡Øª Ù…ÙØ§Ø¬Ø¦Ø© وصادمة للأوساط الإسرائيلية، لأنها أظهرت أن ثلث اليهود ÙÙŠ "إسرائيل" يؤيدون Ùكرة الهجرة، وخصوصاً بعد المواجهة العسكرية مع المقاومة الÙلسطينية ÙÙŠ أيار/مايو 2021. ووÙقاً لأرقام الوزارة ذاتها، غادر "إسرائيل" 720 أل٠مستوطن إسرائيلي، واستقروا ÙÙŠ الخارج بصورة رسمية منذ مطلع العام الماضي، 2021ØŒ ÙÙŠ ØÙŠÙ† سجل العام Ù†Ùيه تÙوّÙقاً ÙÙŠ ميزان الهجرة المعاكسة من "إسرائيل" إلى الخارج لمهاجرين يهود، هم ÙÙŠ الأساس قادمون من الخارج. وهذه النسبة قد ØªØ±ØªÙØ¹ ÙÙŠ هذا العام، بعد أن ضربت المقاومة الÙلسطينية Ù…Ùهوم الأمن القومي Ù„Ù„Ø§ØØªÙ„ال الإسرائيلي ÙÙŠ مقتل، ÙˆØ£ØµØ¨ØØª كل بقعة Ù…Ø³ØªØ¨Ø§ØØ© ÙˆØªØØª مرمى صواريخ المقاومة.
بعد سردية المعطيات، ÙˆÙÙ‚ Ø§Ù„ØªØ¯Ø±Ù‘ÙØ¬ Ù„Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« والمعطيات ولغة الأرقام، ØªØµØ¨Ø Ø§Ù„Ø®Ø±ÙŠØ·Ø© ÙÙŠ "إسرائيل" مغايرةً كلياً، ولم تعد كما كان يصوّرها قادة كيان Ø§Ù„Ø§ØØªÙ„ال ومؤسّسوه. Ùما بعد معركة "سي٠القدس" ليس كما قبلها، وهذه المسألة غير قابلة للتأويل أو التشكيك. ÙØ§Ù„وقائع على الأرض، وشهادات مراقبين ومختصين كثر، تصبّ ÙÙŠ الاتجاه ذاته: بدأت "إسرائيل" تتÙكّك وتنهار داخلياً، بصورة متسارعة، وهذا ما أكده أستاذ العلوم العسكرية ÙÙŠ الجامعة العبرية ÙÙŠ مدينة القدس Ø§Ù„Ù…ØØªÙ„ة، البروÙيسور مارتين ÙØ§Ù† كارÙيلد، والمعرو٠أنه من أشدّ الداعين إلى طرد جميع العرب من "إسرائيل"ØŒ قائلاً إنّ "تدهور الجيش الإسرائيلي بدأ من الرأس ØØªÙ‰ القاع، أي من القيادة ØØªÙ‰ الجنود، بسبب ØªÙØ´ÙŠ Ø¸Ø§Ù‡Ø±Ø© إدمان Ø§Ù„Ù…Ø®Ø¯Ù‘ÙØ±Ø§Øª والتجارة Ùيها، وبيع الجنود Ø£Ø³Ù„ØØªÙ‡Ù… Ù„ÙØµØ§Ø¦Ù„ المقاومة الÙلسطينية Ù„Ù„ØØµÙˆÙ„ على المال، وتصاعد منسوب هجرة الإسرائيليين إلى أوروبا وأميركا. هذا الصراع ضد الÙلسطينيين خاسر، وسينتهي بنهاية "دولة" إسرائيل ÙÙŠ نهاية المطاÙ".
الأمر لم يتوق٠عند البروÙيسور كارÙيلد، Ùما Ø£ÙØµØØª عنه Ù†ÙØ®ÙŽØ¨ إسرائيلية سياسية خلال معركة "سي٠القدس" بشأن تصاعد Ù…Ùهوم الهجرة المعاكسة الإسرائيلية ÙÙŠ اتجاه أوروبا يعزّز ما ذهب إليه Ù…Ùكرون ومؤثّرون كثر ÙÙŠ المشهد الإسرائيلي، كونهم أدركوا ØÙ‚يقة المشهد بشأن مستقبل "إسرائيل"ØŒ وهذا ما رسّخَ لديهم قناعات جديدة Ø¨ÙØ¹Ù„ قوة المقاومة ومØÙˆØ±Ù‡Ø§ وصلابتهما. وهذا ما ذهب إليه المؤرخ الإسرائيلي، بيني موريس، الذي قال "خلال سنوات سينتصر العرب والمسلمون، ويكون اليهود أقلية ÙÙŠ هذه الأرض، إمّا مطارَدين وإمّا مقتولين. ÙˆØµØ§ØØ¨ Ø§Ù„ØØ¸ من يستطيع الهرب إلى أوروبا أو أميركا". وهو ÙÙŠ السياق Ù†ÙØ³Ù‡ لما ØµØ±Ù‘Ø Ø¨Ù‡ الرئيس الأسبق لجهاز "الموساد" الإسرائيلي، شبطاي شاÙيت وهو أعلى منصب أمني ÙÙŠ "إسرائيل"ØŒ إذ قال إن الإسرائيلي "قد يجد Ù†ÙØ³Ù‡ يوماً ما ÙŠØØ²Ù… أمتعته ويغادر "دولة" إسرائيل"ØŒ وما ØµØ±Ø Ø¨Ù‡ المØÙ„Ù„ السياسي الإسرائيلي، جدعون ليÙÙŠØŒ لصØÙŠÙØ© "هآرتس" الإسرائيلية، يوم الـ13 من أيار/مايو الماضي، ÙÙŠ ثالث أيام معركة "سي٠القدس"ØŒ قائلاً إن "وجهتنا يجب أن تكون أوروبا، وعليهم أن يستقبلونا كلاجئين. أعتقد أن هذا Ø£ÙØ¶Ù„ من أن نؤكَل Ø£ØÙŠØ§Ø¡Ù‹ من العرب".
وهو يصبّ ÙÙŠ المضمون ذاته لما قال Ø§Ù„ØµØØ§ÙÙŠ الإسرائيلي الشهير، يارون لندن: "أعدّ Ù†ÙØ³ÙŠ Ù„Ù…ØØ§Ø¯Ø«Ø© مع ØÙيدي لأقول له إن نسبة بقائنا ÙÙŠ هذه الدولة لن تتعدى 50%. ولمن ÙŠÙØºØ¶Ø¨Ù‡Ù… قولي هذا، ÙØ¥Ù†Ù†ÙŠ Ø£Ù‚ÙˆÙ„ لهم إن نسبة 50% ØªÙØ¹ÙŽØ¯Ù‘ جيدة، لأن الØÙ‚يقة أصعب من ذلك".
مقدمات زوال "إسرائيل"
بدأت قناعات جديدة تتشكّل لدى كل المستويات الإسرائيلية أمام معادلات ومتغيرات ÙØ±Ø¶Ù‡Ø§ Ù…ØÙˆØ± المقاومة، ÙÙŠ مختل٠جبهاته، وباتت أقرب إلى أن ØØ§Ù„Ø© الهجرة المعاكسة هي المقدمة لمرØÙ„Ø© زوال "دولة إسرائيل". وما قاله المÙكر اليهودي البريطاني، جون روز، وهو صهيوني سابق منشقّ، ÙˆØµØ§ØØ¨ الكتابين المشهورين "أساطير الصهيونية"ØŒ Ùˆ"إسرائيل الدولة Ø§Ù„Ø®Ø§Ø·ÙØ©.. كلب ØØ±Ø§Ø³Ø© الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© ÙÙŠ الشرق الأوسط": "هناك تراجع ملØÙˆØ¸ ÙÙŠ الهجرة إلى إسرائيل، يوجد الآن إسرائيليون كثر يغادرون إسرائيل، Ùلقد سئموا من السياسة ÙˆØ§Ù„ÙØ´Ù„ ÙÙŠ ضمان الØÙ…اية Ù„Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù…. عاجلاً أو آجلاً، هذا الوضع داخل هذه الدولة سينهار، ولا أرى مستقبلاً لإسرائيل ÙÙŠ المدى الطويل".
وما عبّر عنه رئيس الكنيست الأسبق، إبراهام بورغ، ÙÙŠ مقال له Ù†ÙØ´Ø± ÙÙŠ "واشنطن بوست"ØŒ يصبّ ÙÙŠ السياق Ù†ÙØ³Ù‡ØŒ إذ قال "إن إسرائيل على أبواب نهاية الØÙ„Ù… الصهيوني، وتتجه Ù†ØÙˆ الخراب ". ودعا، ÙÙŠ مقالته، الإسرائيليين إلى امتلاك جواز Ø³ÙØ± آخر، كما Ø£ÙˆØ¶Ø Ø£Ù†Ù‡ هو Ù†ÙØ³Ù‡ امتلك جواز Ø³ÙØ± ÙØ±Ù†Ø³ÙŠØ§Ù‹.
استخلاصات ÙˆØ¹ÙØ¨ÙŽØ±
قلبت معركة "سي٠القدس" تماماً موازين التÙوق العسكري، وجعلت "إسرائيل" ÙÙŠ مرمى أسراب صواريخ المقاومة الÙلسطينية، ÙˆÙØ±Ø¶Øª معادلات جديدة، بدت آثارها كبيرة ÙÙŠ الهجرة المعاكسة من "إسرائيل" إلى أوروبا وأميركا، ثم ÙÙŠ Ø§Ù†Ø®ÙØ§Ø¶ الØÙ…اسة لدى جنود Ø§Ù„Ø§ØØªÙ„ال ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ عن المشروع الصهيوني، وصولاً إلى تداعياتها على التهديد الكبير لمستقبل "إسرائيل". لقد بدأت أوساط متعددة تدرك أن مشروع "إسرائيل الكبرى" لم يعد هناك مجال لتØÙ‚يقه، ÙÙŠ وقت ØªØ¨ØØ« "إسرائيل" عن بناء جدار لتØÙ…ÙŠ Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ من المقاومة.
الØÙ‚ائق التي لا يمكن لـ"إسرائيل" إنكارها أو التغاضي عنها هي أن ØØ§Ù„Ø© التÙكك التي تعيشها، جرّاء جملة الأسباب والمتغيرات والمعطيات الجديدة، ستعجّل انهيارها. وبناءً عليه، أؤكد جملة من الثوابت، أهمها:
- "إسرائيل" كيان Ø§ØØªÙ„الي لقيط، يتأل٠من عدد لا ØØµØ± له من القوميات، يجمعها Ùقط الدين اليهودي. وانهيارها بات أقرب من أي وقت مضى.
- الصهيونية بدأت تضع٠كغطاء سياسي يجمع اليهود، والدليل على ذلك مئات الكتب التي كتبها مؤرخون صهاينة، عندما قالوا إن "كل يهودي مستوطن ÙÙŠ يده جوازا Ø³ÙØ±. Ù…ØØ¸ÙˆØ¸ من يمتلك جواز Ø³ÙØ± أميركياً، ØØªÙ‰ يستطيع أن يغادر بسرعة.
- تيقّÙÙ† "إسرائيل" إدراكها Ø§Ù„ØµØ±ÙŠØØ§Ù† للتهديد الذي يشكله Ù…ØÙˆØ± المقاومة، ÙÙŠ مختل٠جبهاته، وأنه سيكون سبباً رئيساً ÙÙŠ إنهاء مشروع "إسرائيل" ÙÙŠ المنطقة.
- إقرار قانون "الدولة الدينية" أو "يهودية الدولة"ØŒ يؤكد، على Ù†ØÙˆ لا يدع مجالاً للشكّ، أن هذه "الدولة" ما هي إلاّ بيت من زجاج، ومهدَّدة بالسقوط والانهيار ÙÙŠ أيّ Ù„ØØ¸Ø©.
- عوامل الانهيار الداخلي لبنية "إسرائيل" ØªØªÙØ§Ù‚Ù… يوماً بعد يوم، مع ازدياد ضغط الوضعين الأمني والاقتصادي، وبسبب الهجرة المعاكسة، والتي ستزداد مع ازدياد Ø§Ù„Ø§Ø³ØªÙ†Ø²Ø§ÙØŒ اقتصادياً وبشرياً، وامتداده Ù„ÙØªØ±Ø© زمنية طويلة.
- لم يعد بعد معركة "سي٠القدس" ÙÙŠ مقدور "إسرائيل" خوض ØØ±ÙˆØ¨ Ø®Ø§Ø·ÙØ© سهلة سريعة غير Ù…ÙكْلÙÙÙŽØ© لها، ÙØ£ÙŠÙ‘ نية ÙÙŠ مواجهة سيكون ثمنها كبيراً وعالياً جداً.
- سقوط نظرية الجبهة الداخلية، التي دائماً ظلت ÙÙŠ مأمن ÙÙŠ كل Ø§Ù„ØØ±ÙˆØ¨ العربية الإسرائيلية، إلاّ ÙÙŠ ØØ§Ù„تين مع المقاومة اللبنانية والمقاومة الÙلسطينية، انهارت Ùيهما الجبهة الداخلية Ù„Ù„Ø§ØØªÙ„ال الإسرائيلي، بصورة غير مسبوقة.
- تهاوي أكذوبة "إسرائيل" القائمة على الأمن، والتي تغنَّت بها منذ نشأتها، Ùلا الأمن تØÙ‚Ù‘ÙŽÙ‚ØŒ ولا التÙوق التكنولوجي استطاع أن ÙŠØÙ…ÙŠ مستوطنيها من صواريخ المقاومة.