حمل التطبيق

      اخر الاخبار  مراسل الأفضل نيوز: مسيرة إسرائيلية معادية قامت بإلقاء قنبلة صوتية بإتجاه بلدة الضهيرة الحدودية   /   البورصة المصرية تقرر تعليق التداول اليوم بعد نشوب حريق في مركز بيانات رئيسي بالقاهرة   /   إعلام إسرائيلي: ترامب يسعى لإتمام اتفاق بين سوريا وإسرائيل بضمانات أميركية   /   أبو عبيدة: إن القرار الأكثر غباءً الذي يمكن أن يتخذه نتنياهو سيكون الإبقاء على قواته داخل قطاع غزة   /   أبو عبيدة: معركة الاستنزاف التي يخوضها مقاتلونا مع العدو من شمال القطاع إلى جنوبه ستكبده كل يوم خسائر إضافية   /   إذاعة الجيش الإسرائيلي: العبوات الناسفة هي التهديد الأول لقواتنا وأكثر من 70% من الجنود قتلوا جراءها خلال الأشهر الأخيرة   /   إذاعة الجيش الإسرائيلي: المسلحون الفلسطينيون في قطاع غزة يزرعون العبوات الناسفة في الطرقات وداخل المباني   /   أفادت احصاءات غرفة التحكم للحوادث بسقوط 8 جرحى في 8 حوادث سير تم التحقيق فيها خلال الـ 24 ساعة الماضية   /   وزير الأمن القومي الإسرائيلي: أدعو نتنياهو إلى إعادة وفد التفاوض من الدوحة وعلينا سحق من يقتل جنودنا لا التفاوض معه   /   تحقيق أولي للجيش الإسرائيلي: تم إرسال المزيد من فرق الإنقاذ لإجلاء المصابين   /   وسائل إعلام إسرائيلية: مروحيات سلاح الجو تطلق النار في مكان الحدث الأمني شمال قطاع غزة   /   ‏القناة 12 الإسرائيلية: سكان مدينة سديروت في غلاف غزة الشمالي يبلغون عن دوي انفجار في المنطقة وانقطاع الكهرباء   /   وسائل إعلام إسرائيلية: إصابة 10 جنود من على الأقل في حدثين صعبين داخل قطاع غزة   /   القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤولين: هناك الكثير مما يجب توضيحه بالمفاوضات ويتم تبديد الخلافات تدريجيا   /   القناة 12 عن مسؤولين إسرائيليين: مفاوضات الدوحة تشهد تقدما ونعمل على تفكيك النقاط الخلافية   /   الطيران المسيّر الإسرائيلي يحلق في أجواء بلدات برج رحال الحلوسية بدياس ودير قانون النهر   /   الرئيس الإيراني: خلافا للشائعات لم تؤكد أجهزتنا الأمنية وجود أي تعاون عسكري بين دول الجوار والكيان الصهيوني   /   بو صعب: برّاك غير مستفز للبنانيين ولكنه حاسم بموضوع ما هو مطلوب   /   بو صعب: برّاك شدد على تطبيق كامل لاتفاق الطائف   /   بو صعب: المنطقة تغيرت ولا رجعة للوراء بعد اليوم وحزب الله مقتنع   /   بو صعب: موضوع سلاح حزب الله على الطاولة وجزء أساسي من الحوار   /   ‏"تايمز أوف إسرائيل" عن مسؤولين: ترامب سيناقش مع نتنياهو القضية الجوهرية المتعلقة باستمرار وقف إطلاق النار   /   الجزيرة: بدء محادثات بنيامين نتنياهو في واشنطن مع المبعوث ستيف ويتكوف قبل لقائه ترامب بالبيت الأبيض   /   القناة 12 عن مسؤولين "اسرائيليين": "إسرائيل" مستعدة لإبداء مرونة محدودة لإعادة نشر قواتها بغزة لكن ليس الانسحاب الكامل   /   برنامج الأغذية العالمي: أكثر من 700 ألف شخص نزحوا منذ انهيار وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في 18 مارس   /   

توكا تاكا: "الجمهور مش عاوز كدة...!"

تلقى أبرز الأخبار عبر :


إسلام جحا _ خاصّ الأفضل نيوز


  لا يختلف اثنان على أنَّ استضافةَ قطر لمباريات كأس العالم _ ٢٠٢٢ كأوَّل دولةٍ عربيَّةٍ نافست دولًا كبرى للفوز بهذا الاستحقاق، بما يحمل من رمزيَّة وجودها في الشَّرق الأوسط ذاتِ الانتماء العربيِّ _ الإسلاميّ، ورفضِ للتَّرويج "للشذوذ الجنسيّ"ØŒ والذَّوبانِ في الهُويَّات الدَّخيلة، إلى جانب رفعِ المشجِّعين العرب هُتافات "فلسطينيَّة" مناهضةٍ التَّطبيع الدِّبلوماسيّ والشَّعبيّ مع العدوِّ الإسرائيليّ... كلُّها أمورٌ أثبتت أنَّ قطر دولةٌ ذاتُ ثقلٍ عالميٍّ، وتستطيع أن تقولَ كلمتَها وتمشي، ولكن ثمَّة ما لفتني في الجانب الفنِّيّ للمونديال من طرف "الفيفا". ربَّما توقَّعتم أنَّ المقصود "توكا تاكا _ Tukah Taka"ØŒ الأغنيةُ التي شاركت في تأديتها الفنَّانةُ اللُّبنانيَّةُ ميريام فارس إلى جانب نجمين عالميَّين هما نيكي ميناج ومالوما باللُّغة العربيَّة والإنجليزيَّة والإسبانيَّة.


  ربَّما أنتم تتساءلون: ما معنى توكا تاكا؟ هل هي كلماتٌ ذاتُ إيقاعٍ سريعٍ كتبتها شقيقةُ فارس، وحضَّرت لها الفنانةُ اللُّبنانيَّة على مدى 5 سنواتٍ كما تقول؛ تماشيًّا مع الحدث الرِّياضيّ، أم أنَّ لها معنًى عميقًا؟. قد يذهب بعض المتندِّرين إلى القول: هي "شتيمة"!. فما معناها؟ ولماذا أخذت هذه الضَّجَّة وأثارت كلَّ هذا الجدل؟.


  السُّؤال عن المعنى، قد لا يبدو مهمًّا، ولكن دعوني أخبركم أنَّ "توكو تاكا_ Tukah Taka" مشتقّةٌ من لغاتٍ مختلفةٍ؛ إذ يُقال: إنَّها التََّرجمةُ الإنجليزيَّة للمصطلح العربيّ "طقطقة"ØŒ وقد ابتدأ "كليب" الأغنية بظهور قفاشاتٍ ذهبيَّةٍ تصدر الطقطقة... وبصرف النظر فعلًا هي "طقطقة" !.


  في حين يرى آخرون أنَّ أغنية "الفيفا" نسخةٌ معدَّلةٌ قليلًا من استراتيجيَّة كرةِ القدم الهجوميَّة التي روَّج لها نادي برشلونة باسم "تيكي تاكا" التي تشكِّل أسلوبَ لعبِ كرة القدم، حيث يقوم فيه الفريقُ بالكثير من التَّمريرات القصيرة مع الاحتفاظ بالكرة من خلال التمرير السَّريع والحادّ بلمسةٍ واحدةٍ.
 

  فيما اعتبر آخرون، أنَّه بعد سنواتٍ من الشُّهرة التي حقَّقتها أغنية "واكا واكا" في كأس العالم_ إفريقيا، تصدَّرت الأغنية بنسخة شبيهة أملًا بأن تخظى بالنَّجاح نفسه.


  ولكن لماذا اعترضت "إي إي" أو "هِي هِي" هذه الكلمات؟ ربَّما هي رشَّةُ بهاراتٍ موسيقيَّةٍ أو "نوطات" أفلتت من السُّلّم الموسيقيّ، لم يفهمها غيرُ الموسيقيِّين  أمثالي...!.
 

  دعونا الآن من المعنى، فالأغنيةُ باختصار بلا معنى... إلَّا إذا وضعنا قوسين حول كلمتيْ (سلام سلام)!. لنترك المعنى الآن، وتعالوا إلى الصُّورة التي حاول القيِّمون على الإخراج أن يستنسخوا من خلالها "شاكيرا جدبدة ناطقة بالعربيَّة" بالهزّ والنَّط والخشخشة غيرِ النّاعمة المترافقةِ مع العريّ الأخلاقيِّ قبل الفنيّ، لكأنَّ أحدًا أراد وصمَ المونديال بصبغةٍ لا تتوافق مع القيم التي حرصت الدَّولةُ المضيفةُ إثباتَه والحفاظَ عليه.  

 
   ÙˆÙ„كن... اللَّافت في الأمر أنَّ هذه الأغنية احتلَّت المرتبةَ الأولى عالميًّا في تاريخ الأغاني الرَّسميَّة لبطولة كأس العالم في (آي تيونز _iTunes)ØŒ وهذا يعطي إشاراتٍ على أنَّ جمهور كرة القدم، وتحديدًا مستخدمي "تيك توك" قد استساغوا الإيقاع السَّريع، لا بل ردَّدوه في مقاطعهم المنتشرة، وغنُّوا ورقصوا عليه، رغم رفضِ عابري سبيلٍ على مواقع التَّواصل الاجتماعيّ للصُّورة التي خرجت بها الفنَّانة دون التأثير فعليًّا، وهنا الطّامة الكبرى..!.


  الذَّوق الفنِّيُّ العام يبدو أنَّه قد تدنّى، والألحان اختلفت، والكلمات صارت بدون معنى.. وغابت الأغاني "المحترمة التي تحمل مشاعرَ لطيفةً كمنتجٍ عائليٍ" وحلَّ مكانها الضَّجيجُ، فمن اللَّحن المحبَّب، والكلمة المحتشمة، والأداء الجميل إلى استحواذِ الصُّورة والاستعراض على الشاشات التي باتت يتطلَّب امرأةً، أيّ امرأةٍ، لا يهمُّ إن كانت سمينةً أو نحيلةً، أو جميلةً أو غير جميلة، ففي عدَّة ساعاتٍ، وتحت يد جرَّاح ماهرٍ ستخرج فنانةً جاهزةً نحتها نحتًا... وماذا عن الصّوت...ØŸ الصّوتُ لا يهمّ، فقط مع القليل من "توكا وتاكا" أو "الواوا" ستصبح النَّجمةَ الأولى من حيث عدد المشاهدات والمتابعات.


  وهنا، لا يتحمَّل المنتجون والمؤلِّفون والملحِّنون الخطأ بمفردهم، بل هناك جمهورٌ أقلُّ ما يقال عنه إنَّه "تافهٌ سطحيٌّ" يبيع أذنيه للشَّيطان لسماع فنٍّ هابطٍ، ومتابعة صورٍ حرَّكتها المؤثرات، ولعبت في محتواها عمليَّاتُ التَّجميل، إنّما يشارك في هذه الجريمة جمهورٌ طويلٌ عريضٌ "عاوز كده" فكان له ما أراد، في مقابل الفنَّان الذي "يجني الأرباح" ويقيس "الفانز" بالملاليم الخضراء.


  عندما تقارن بين أغنيةٍ قديمةٍ وأخرى جديدةٍ، فأنتَ لا تقارن بين زمنين، إنَّما بين قيمتين اختلفت إحداهما عن الأخرى، وطبعت بها ذوقًا جماعيًّا صار يتبدَّل تحت تهديد الإعلام الجديد.