حمل التطبيق

      اخر الاخبار  ترامب: طريقة الانسحاب من أفغانستان كانت أكثر اللحظات إحراجا في تاريخ البلاد   /   مراد للخريجين: مسؤوليتكم تبدأ اليوم.. لا تخافوا التحديات.. فأنتم أهل لها ولبنان لا ينهض إلا بكم   /   مراد: لبنان والمنطقة يمران بمرحلة جديدة تتطلب قراءة واعية ومسؤولة والاستفادة منها بما يخدم مصالحنا ويحفظ سيادتنا   /   مراد: نوجّه التحية إلى فلسطين القضية وإلى الجنوب الصامد في وجه العدوان   /   مراد: التمسك بالعروبة وتطبيق الطائف هو الطريق إلى إنقاذ الوطن   /   مراد: لبنان لا يُبنى بطروحات الفدرالية ولا يخضع لابتزاز المبعوثين   /   مراد: لا رهان على كسر أي فريق داخلي ولا على دعم خارجي متقلّب   /   مراد: الجامعة اللبنانية هي العمود الفقري لمستقبل الوطن وأدعو إلى تحمّل المسؤولية تجاهها قبل فوات الأوان   /   مراد: قطاع التعليم يمر في ظروف صعبة وحقوق الأساتذة والمدرسة الرسمية مُغيّبة   /   مراد: المطلوب دولة تُشبه شبابها تقوم على العدالة والكفاءة لا على المحاصصة   /   مراد: التغيير الحقيقي يبدأ من وعي الشباب ومبادرتهم لا من السياسيين وحدهم   /   مراد من جبل لبنان: الجامعة اللبنانية الدولية تخرّج مواطنين واعين منتمين يدركون قيمة التنوع ويحملون العزيمة لبناء المجتمع والدولة   /   النائب حسن مراد في حفل تخرج طلاب الجامعة اللبنانية الدولية: التخرّج في ظلّ الأزمات يمثل انتصارًا للإرادة والإيمان بالعلم والخريجون هم الأمل الحقيقي والمستقبل الذي لا يُبنى الوطن من دونه   /   ترامب: أطلقنا 30 صاروخاً من طراز توماهوك على إيران وكلها أصابت أهدافها   /   قوات الاحتلال المتمركزة في قرية الغجر تطلق رشقات رشاشة نحو أطراف بلدة الوزاني   /   ‏وزير الدفاع الأميركي: أظهرنا للعالم القدرات العسكرية الأميركية   /   وزارة الخارجية الإيراني: ملتزمون باتفاق الضمانات ونحترم القوانين الدولية   /   ترامب: أموال الرسوم الجمركية ستبدأ الوصول في الأول من أغسطس   /   وزير الخارجية السعودي يستقبل نظيره الإيراني في جدة   /   ماكرون من بريطانيا: حرب بلا نهاية في غزة تشكل تهديدا لكل المنطقة   /   وزارة الصحة: الحصيلة النهائية للغارة الإسرائيلية بمسيّرة على سيارة في العيرونية هي 3 شهداء و13 أصيبوا بجروح   /   القناة 12 الإسرائيلية: نتنياهو سيلتقي ترمب مجددا الليلة على خلفية إحراز تقدم في المفاوضات   /   القناة 12 الإسرائيلة: في ظل التقدم في المفاوضات تم تحديد لقاء إضافي بين نتنياهو وترامب الليلة   /   الأنصار يكتسح النجمة 6-1 ويقترب من الفوز ببطولة لبنان لكرة القدم   /   مصدر في حركة حماس بلبنان: لا صحة لاغتيال أي من قياديي الحركة باستهداف العيرونية قرب طرابلس   /   

ترياق العمل السياسي في الكويت

تلقى أبرز الأخبار عبر :


محمد الرميحي-الشرق الأوسط

الكويت تعيش أعيادها هذه الأيام؛ ستون عاماً منذ الاستقلال ونصفها منذ التحرير، كما هي مناسبة للفرح وتأكيد المواطنة، إلا أنها أيضاً مناسبة تبعث الحسرة جراء ما يعتقده كثيرون من أن الكويت تراجعت في مناحٍ كثيرة عمّا كانت عليه قبل عقود. طبيعة الأمور أن الجيل الحالي غير الجيل الماضي، وشعور الأول بالحسرة هو شعور الثاني بالأمل، كما أن الشيء الثابت في المجتمعات هو التغيير.
المُطالع للصحف الكويتية وبخاصة أعمدة الكتّاب من كل الاتجاهات الليبرالية والمحافظة يشعر بأن هناك في الغالب «Ø¹Ø¯Ù… رضا» على ما يمارَس في المشهد السياسي الكويتي، أما إذا طالعت وسائل التواصل الاجتماعي، فإن عدم الرضا يصل حتى إلى «Ø§Ù„سخط» لما تتمتع به تلك الوسائل من سقف عالٍ للتعبير وربما أيضاً لأن الكثير مما يُكتب فيها يأتي عفو اللحظة الانفعالية أو لأسباب شخصية بحتة، ولكن المحصلة لدى كثيرين أن ما هو قائم من «Ø¢Ù„يات السياسة» الحالية معطِّل إن لم يكن منفراً، لأن المجتمع لا يشعر بأنه في طريق إصلاحي واضح المعالم. ما جعل الأمر أكثر صعوبة أن يقدّم اثنان من الوزراء، على غير توقُّع، استقالتيهما الأسبوع قبل الماضي، وكانا يشغلان وزارتين سياديتين، والأسباب غير المعلنة تخرصت بها وسائل التواصل الاجتماعي، وهي كثيرة ومتشعبة، أما الأسباب المعلنة للاستقالة فهي «Ø§Ù„تعسف في استخدام الأدوات الدستورية»ØŒ وهي عبارة شديدة الأهمية وكثيفة المعنى تأتي من وزيرين في وزارتين سياديتين وأيضاً من الأسرة الحاكمة التي تضبطها في العادة تقاليد وأعراف. حتى السياسة الخارجية الكويتية، التي في معظم تاريخها أداة مهمة للعوم في هذا الفضاء السياسي في إقليم مضطرب وبعيدة عن التجاذب الداخلي، أصبحت اليوم وربما في القادم من الأيام ساحة للضرب تحت الحزام، مما يعرّض الأمن الوطني لمخاطر يكون المجتمع برمّته هو الخاسر فيها.
تراكم الممارسة السياسية الطويلة في الكويت مع الأسف لم تنتقل حتى بعد هذا الوقت الطويل من الكم إلى النوع، وهي مثلبة في آليات العمل السياسي، لا يعرف أحد على وجه اليقين أين تكمن العقبة الكبرى التي تقف أمام أحقية وضرورة التطوير ومسايرة التغيرات.
الكُتاب في الكويت، أو على الأقل كثير منهم، المراقبون للعمل السياسي قدموا اقتراحات كثيرة لما تصوروه طريق الإصلاح، ويقيني أن لدى الدولة الكثير من الاقتراحات، لعل آخر محاولة كانت من المرحوم أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد عندما شكّل لجنة موسعة كان من مهماتها النظر في آليات العمل السياسي، إلا أن ظروف الجائحة ثم مرضه حالت دون إكمال العمل ونُسيت اللجنة «ÙƒØ§Ù„عادة» بل حتى لم يعلَن عن حلها!
الشوائب كثيرة والتي لخصتها استقالة الوزرين، ولكنك في مراقبة العمل السياسي بسبب فردانيته وتغول الطائفية والقبيلة عليه لا تعرف Ù…ÙŽÙ† المعارض ومن المؤيد في الندوة البرلمانية، سرعان ما يُسمع من شخص أشد الألفاظ نقداً بل وتجريحاً في الأشخاص والمؤسسات «Ø¨Ø¹Ø¶Ù‡Ø§ يعفّ لسان العاقل عن ترديدها» وفجاءة تنقلب الأمور لدى نفس الشخص إلى عكسها تماماً وليس حتى إلى منتصف الطريق. كما أن من يسمي نفسه «Ù‹Ù…عارضا» في الغالب يتوسل الطائفية أو القبلية دون برنامج يقطع طولياً في نسيج المجتمع يحقق الصالح العام يلتفّون حوله كمواطنين بصرف النظر عن انتماءاتهم الاجتماعية.
والحال إذن ليس أمامه سوى طريقين: الأول أن يُترك الأمر على حاله بتفاعلاته السلبية الكثيرة والمعطِّلة للدولة والمجتمع وبالتأكيد هو سائر إلى مكان لا تُحمد عقباه، والآخر النظر في إصلاحات يحتاج إليها العمل السياسي، دونها لن يصلح الحال. ويحتاج الأمر إلى صيغة لتطوير عقد اجتماعي جديد يتناسب مع التطورات الاجتماعية.
وحتى لا يكون الأمر نقداً من أجل النقد، وجب النظر بإيجابية في حدود الممكن، فإن دستور الكويت في الشكل العام ما زال صالحاً للعمل، وكل تجارب العالم من دون إزعاج القارئ بالتفاصيل، قد قامت بين وقت وآخر برفد دساتيرها بقواعد تساير حاجات المجتمع، يرى البعض في الكويت أن تلك العملية في الوقت الحالي «Ø§Ù„مساس بالدستور» ولأسباب كثيرة، صعبة. وقد يكون ذلك، إلا أن تطوير الآليات وتفسير النصوص المساندة للدستور هو الأكثر مرونة والمقدور عليه.
لذلك فإن المقترح حزمةٌ متكاملة يساند بعضها بعضاً في تطوير الآليات المساندة للدستور، تعتمد أولاً على تغير الدوائر، وهي الآن خمسة إلى عدد أكبر يصغر فيه حجم الناخبين، يمكن أن يكون عشر دوائر أو حتى خمساً وعشرين دائرة، وثانياً أن يُنظَّم قانون يمكن أن يسمى «Ø§Ù„منابر السياسية» إن كان لمصطلح الأحزاب سمعة غير حسنة!
تلكمُ المنابر تكون بالقانون عابرة للطوائف والقبائل والمذاهب، ويُشترط في ترخيصها أن يكون أعضاؤها «Ø¨Ø­Ø¯ أدنى من الأشخاص» ومن كل النسيج الاجتماعي، وتراقَب ميزانيتها وتتنافس سياسياً حسب برامج معلنة للجميع. أيضاً يكون انتخاب ممثليها للسُّدة البرلمانية على مرحلتين، أي لا يكون العضو فائزاً إلا بعد أن يحصل على الأغلبية النسبية لعدد الناخبين في الدائرة.
هذه الحزمة من الإصلاحات تحقق الكثير للمواطن والوطن، فهي تحقق أولاً الشمولية في التمثيل بأن يمثل العضو شريحةً واسعة من المواطنين، كما أنه مُساءل بشكل دائم من قاعدته في المنابر المنتمي إليها. كما يحقق للفرع التنفيذي «Ø§Ù„حكومة» التعامل مع برامج وكتل انتخابية صلبة وغير متغيرة.
الممارسة القائمة هي أن هناك خمسين عضواً بعضهم يُنتخب بعدد كبير من أصوات الناخبين وآخرون بأقل من ذلك بكثير، ولا يرى الناخبُ العضوَ الذي انتخبه إلا حين موعد الانتخابات القادمة، ويكون الفرع التنفيذي أمام عدد واسع من الأجندات كثير منها شخصاني يصل في بعضه إلى الإثراء الشخصي أو حتى الفساد، في غياب عجيب وغير مبرَّر لوجود «Ù„جنة للقيم دائمة» في لجان المجلس، حتى أصبح الاتهام بأن المكان أقرب إلى الإثراء، وكذلك الزبانية هي التفسير الأقرب لدى الجمهور العام، وأصبحت ظاهرة «Ù†ÙˆØ§Ø¨... القبيلة الفلانية» معطى مقبول في الفضاء السياسي! وجميعها ظواهر سلبية!
أيُّ مراقب في الكويت يرى أمام عينيه الكثير والمثير من عقبات التعطيل لخّصه تصريح الوزيرين المستقيلين: «Ø¬Ø¦Ù†Ø§ للإنجاز والعمل ولكن الظروف (السياسية) لا تسمح بذلك»!