Ù…ØÙ…د الرميØÙŠ-الشرق الأوسط
الكويت تعيش أعيادها هذه الأيام؛ ستون عاماً منذ الاستقلال ونصÙها منذ Ø§Ù„ØªØØ±ÙŠØ±ØŒ كما هي مناسبة Ù„Ù„ÙØ±Ø وتأكيد المواطنة، إلا أنها أيضاً مناسبة تبعث Ø§Ù„ØØ³Ø±Ø© جراء ما يعتقده كثيرون من أن الكويت تراجعت ÙÙŠ مناØÙ كثيرة عمّا كانت عليه قبل عقود. طبيعة الأمور أن الجيل Ø§Ù„ØØ§Ù„ÙŠ غير الجيل الماضي، وشعور الأول Ø¨Ø§Ù„ØØ³Ø±Ø© هو شعور الثاني بالأمل، كما أن الشيء الثابت ÙÙŠ المجتمعات هو التغيير.
Ø§Ù„Ù…ÙØ·Ø§Ù„ع للصØÙ الكويتية وبخاصة أعمدة الكتّاب من كل الاتجاهات الليبرالية ÙˆØ§Ù„Ù…ØØ§Ùظة يشعر بأن هناك ÙÙŠ الغالب «Ø¹Ø¯Ù… رضا» على ما يمارَس ÙÙŠ المشهد السياسي الكويتي، أما إذا طالعت وسائل التواصل الاجتماعي، ÙØ¥Ù† عدم الرضا يصل ØØªÙ‰ إلى «Ø§Ù„سخط» لما تتمتع به تلك الوسائل من سق٠عال٠للتعبير وربما أيضاً لأن الكثير مما ÙŠÙكتب Ùيها يأتي عÙÙˆ Ø§Ù„Ù„ØØ¸Ø© Ø§Ù„Ø§Ù†ÙØ¹Ø§Ù„ية أو لأسباب شخصية Ø¨ØØªØ©ØŒ ولكن Ø§Ù„Ù…ØØµÙ„Ø© لدى كثيرين أن ما هو قائم من «Ø¢Ù„يات السياسة» Ø§Ù„ØØ§Ù„ية معطّÙÙ„ إن لم يكن Ù…Ù†ÙØ±Ø§Ù‹ØŒ لأن المجتمع لا يشعر بأنه ÙÙŠ طريق إصلاØÙŠ ÙˆØ§Ø¶Ø Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø§Ù„Ù…. ما جعل الأمر أكثر صعوبة أن يقدّم اثنان من الوزراء، على غير ØªÙˆÙ‚Ù‘ÙØ¹ØŒ استقالتيهما الأسبوع قبل الماضي، وكانا يشغلان وزارتين سياديتين، والأسباب غير المعلنة تخرصت بها وسائل التواصل الاجتماعي، وهي كثيرة ومتشعبة، أما الأسباب المعلنة للاستقالة Ùهي «Ø§Ù„تعس٠ÙÙŠ استخدام الأدوات الدستورية»ØŒ وهي عبارة شديدة الأهمية ÙˆÙƒØ«ÙŠÙØ© المعنى تأتي من وزيرين ÙÙŠ وزارتين سياديتين وأيضاً من الأسرة Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…Ø© التي تضبطها ÙÙŠ العادة تقاليد وأعراÙ. ØØªÙ‰ السياسة الخارجية الكويتية، التي ÙÙŠ معظم تاريخها أداة مهمة للعوم ÙÙŠ هذا Ø§Ù„ÙØ¶Ø§Ø¡ السياسي ÙÙŠ إقليم مضطرب وبعيدة عن التجاذب الداخلي، Ø£ØµØ¨ØØª اليوم وربما ÙÙŠ القادم من الأيام Ø³Ø§ØØ© للضرب ØªØØª Ø§Ù„ØØ²Ø§Ù…ØŒ مما يعرّض الأمن الوطني لمخاطر يكون المجتمع برمّته هو الخاسر Ùيها.
تراكم الممارسة السياسية الطويلة ÙÙŠ الكويت مع الأس٠لم تنتقل ØØªÙ‰ بعد هذا الوقت الطويل من الكم إلى النوع، وهي مثلبة ÙÙŠ آليات العمل السياسي، لا ÙŠØ¹Ø±Ù Ø£ØØ¯ على وجه اليقين أين تكمن العقبة الكبرى التي تق٠أمام Ø£ØÙ‚ية وضرورة التطوير ومسايرة التغيرات.
Ø§Ù„ÙƒÙØªØ§Ø¨ ÙÙŠ الكويت، أو على الأقل كثير منهم، المراقبون للعمل السياسي قدموا Ø§Ù‚ØªØ±Ø§ØØ§Øª كثيرة لما تصوروه طريق Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§ØØŒ ويقيني أن لدى الدولة الكثير من Ø§Ù„Ø§Ù‚ØªØ±Ø§ØØ§ØªØŒ لعل آخر Ù…ØØ§ÙˆÙ„Ø© كانت من المرØÙˆÙ… أمير الكويت الراØÙ„ الشيخ ØµØ¨Ø§Ø Ø§Ù„Ø£ØÙ…د عندما شكّل لجنة موسعة كان من مهماتها النظر ÙÙŠ آليات العمل السياسي، إلا أن Ø¸Ø±ÙˆÙ Ø§Ù„Ø¬Ø§Ø¦ØØ© ثم مرضه ØØ§Ù„ت دون إكمال العمل ÙˆÙ†ÙØ³ÙŠØª اللجنة «ÙƒØ§Ù„عادة» بل ØØªÙ‰ لم يعلَن عن ØÙ„ها!
الشوائب كثيرة والتي لخصتها استقالة الوزرين، ولكنك ÙÙŠ مراقبة العمل السياسي بسبب ÙØ±Ø¯Ø§Ù†ÙŠØªÙ‡ وتغول الطائÙية والقبيلة عليه لا تعر٠مَن المعارض ومن المؤيد ÙÙŠ الندوة البرلمانية، سرعان ما ÙŠÙØ³Ù…ع من شخص أشد Ø§Ù„Ø£Ù„ÙØ§Ø¸ نقداً بل ÙˆØªØ¬Ø±ÙŠØØ§Ù‹ ÙÙŠ الأشخاص والمؤسسات «Ø¨Ø¹Ø¶Ù‡Ø§ يعÙÙ‘ لسان العاقل عن ترديدها» ÙˆÙØ¬Ø§Ø¡Ø© تنقلب الأمور لدى Ù†ÙØ³ الشخص إلى عكسها تماماً وليس ØØªÙ‰ إلى منتص٠الطريق. كما أن من يسمي Ù†ÙØ³Ù‡ «Ù‹Ù…عارضا» ÙÙŠ الغالب يتوسل الطائÙية أو القبلية دون برنامج يقطع طولياً ÙÙŠ نسيج المجتمع ÙŠØÙ‚Ù‚ Ø§Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø¹Ø§Ù… يلتÙّون ØÙˆÙ„Ù‡ كمواطنين بصر٠النظر عن انتماءاتهم الاجتماعية.
ÙˆØ§Ù„ØØ§Ù„ إذن ليس أمامه سوى طريقين: الأول أن ÙŠÙØªØ±Ùƒ الأمر على ØØ§Ù„Ù‡ Ø¨ØªÙØ§Ø¹Ù„اته السلبية الكثيرة والمعطّÙلة للدولة والمجتمع وبالتأكيد هو سائر إلى مكان لا ØªÙØÙ…Ø¯ عقباه، والآخر النظر ÙÙŠ Ø¥ØµÙ„Ø§ØØ§Øª ÙŠØØªØ§Ø¬ إليها العمل السياسي، دونها لن ÙŠØµÙ„Ø Ø§Ù„ØØ§Ù„. ÙˆÙŠØØªØ§Ø¬ الأمر إلى صيغة لتطوير عقد اجتماعي جديد يتناسب مع التطورات الاجتماعية.
ÙˆØØªÙ‰ لا يكون الأمر نقداً من أجل النقد، وجب النظر بإيجابية ÙÙŠ ØØ¯ÙˆØ¯ الممكن، ÙØ¥Ù† دستور الكويت ÙÙŠ الشكل العام ما زال ØµØ§Ù„ØØ§Ù‹ للعمل، وكل تجارب العالم من دون إزعاج القارئ Ø¨Ø§Ù„ØªÙØ§ØµÙŠÙ„ØŒ قد قامت بين وقت وآخر Ø¨Ø±ÙØ¯ دساتيرها بقواعد تساير ØØ§Ø¬Ø§Øª المجتمع، يرى البعض ÙÙŠ الكويت أن تلك العملية ÙÙŠ الوقت Ø§Ù„ØØ§Ù„ÙŠ «Ø§Ù„مساس بالدستور» ولأسباب كثيرة، صعبة. وقد يكون ذلك، إلا أن تطوير الآليات ÙˆØªÙØ³ÙŠØ± النصوص المساندة للدستور هو الأكثر مرونة والمقدور عليه.
لذلك ÙØ¥Ù† Ø§Ù„Ù…Ù‚ØªØ±Ø ØØ²Ù…ةٌ متكاملة يساند بعضها بعضاً ÙÙŠ تطوير الآليات المساندة للدستور، تعتمد أولاً على تغير الدوائر، وهي الآن خمسة إلى عدد أكبر يصغر Ùيه ØØ¬Ù… الناخبين، يمكن أن يكون عشر دوائر أو ØØªÙ‰ خمساً وعشرين دائرة، وثانياً أن ÙŠÙنظَّم قانون يمكن أن يسمى «Ø§Ù„منابر السياسية» إن كان Ù„Ù…ØµØ·Ù„Ø Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ø¨ سمعة غير ØØ³Ù†Ø©!
تلكم٠المنابر تكون بالقانون عابرة للطوائ٠والقبائل والمذاهب، ÙˆÙŠÙØ´ØªØ±Ø· ÙÙŠ ترخيصها أن يكون أعضاؤها «Ø¨ØØ¯ أدنى من الأشخاص» ومن كل النسيج الاجتماعي، وتراقَب ميزانيتها ÙˆØªØªÙ†Ø§ÙØ³ سياسياً ØØ³Ø¨ برامج معلنة للجميع. أيضاً يكون انتخاب ممثليها Ù„Ù„Ø³Ù‘ÙØ¯Ø© البرلمانية على مرØÙ„تين، أي لا يكون العضو ÙØ§Ø¦Ø²Ø§Ù‹ إلا بعد أن ÙŠØØµÙ„ على الأغلبية النسبية لعدد الناخبين ÙÙŠ الدائرة.
هذه Ø§Ù„ØØ²Ù…Ø© من Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§ØØ§Øª تØÙ‚Ù‚ الكثير للمواطن والوطن، Ùهي تØÙ‚Ù‚ أولاً الشمولية ÙÙŠ التمثيل بأن يمثل العضو Ø´Ø±ÙŠØØ©Ù‹ واسعة من المواطنين، كما أنه Ù…ÙØ³Ø§Ø¡Ù„ بشكل دائم من قاعدته ÙÙŠ المنابر المنتمي إليها. كما ÙŠØÙ‚Ù‚ Ù„Ù„ÙØ±Ø¹ التنÙيذي «Ø§Ù„ØÙƒÙˆÙ…Ø©» التعامل مع برامج وكتل انتخابية صلبة وغير متغيرة.
الممارسة القائمة هي أن هناك خمسين عضواً بعضهم ÙŠÙنتخب بعدد كبير من أصوات الناخبين وآخرون بأقل من ذلك بكثير، ولا يرى الناخب٠العضوَ الذي انتخبه إلا ØÙŠÙ† موعد الانتخابات القادمة، ويكون Ø§Ù„ÙØ±Ø¹ التنÙيذي أمام عدد واسع من الأجندات كثير منها شخصاني يصل ÙÙŠ بعضه إلى الإثراء الشخصي أو ØØªÙ‰ Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ØŒ ÙÙŠ غياب عجيب وغير مبرَّر لوجود «Ù„جنة للقيم دائمة» ÙÙŠ لجان المجلس، ØØªÙ‰ Ø£ØµØ¨Ø Ø§Ù„Ø§ØªÙ‡Ø§Ù… بأن المكان أقرب إلى الإثراء، وكذلك الزبانية هي Ø§Ù„ØªÙØ³ÙŠØ± الأقرب لدى الجمهور العام، ÙˆØ£ØµØ¨ØØª ظاهرة «Ù†ÙˆØ§Ø¨... القبيلة الÙلانية» معطى مقبول ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØ¶Ø§Ø¡ السياسي! وجميعها ظواهر سلبية!
أيّ٠مراقب ÙÙŠ الكويت يرى أمام عينيه الكثير والمثير من عقبات التعطيل لخّصه ØªØµØ±ÙŠØ Ø§Ù„ÙˆØ²ÙŠØ±ÙŠÙ† المستقيلين: «Ø¬Ø¦Ù†Ø§ للإنجاز والعمل ولكن الظرو٠(السياسية) لا ØªØ³Ù…Ø Ø¨Ø°Ù„Ùƒ»!