ÙØ§Ø·Ù…Ø© السَّيّد - خاصّ Ø§Ù„Ø£ÙØ¶Ù„ نيوز
Ø¢ÙØ©Ù المخدرات مشكلةٌ ÙÙŠ غاية التعقيد
بوضعها الراهن على مستوى العالم والمستويات المØÙ„ية والقومية، وتتشابك Ùيها العوامل المكونة لها، اقتصاديًا ÙˆÙ†ÙØ³ÙŠÙ‹Ø§ وبيئيًا وأخلاقيًا. ولكل عامل من هذه العوامل وزنه الخاص، يختل٠من مجتمع إلى آخر، ÙØ§Ù„عامل الرئيسي المشترك الذي يربط بين العوامل المتعددة هو البعد الثقاÙيّ٠والأخلاقيّ٠والقيميّ٠الذي يضمن ØØµØ§Ù†Ø©ÙŽ Ø§Ù„Ø¥Ù†Ø³Ø§Ù† المعرÙية ÙˆØ§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠØ© والاجتماعية المنطلقة من تعاليم الدين، وتزيد مناعة الإنسان ضدَّ مساوئها وأضرارها.
ÙØ§Ù„إدمان ÙŠØÙˆÙ‘Ù„ Ø¶ØØ§ÙŠØ§Ù‡ إلى أناس مسلوبي الإرادة، عالة على ذويهم، يشكّلون عنصر قلق واضطراب ÙÙŠ سعيهم للسرقة والعن٠والإجرام والعدوان على المجتمع والضّغط عليه.
ÙƒÙŠÙ ÙŠØØ¯Ø«Ù الإدمان؟
ÙÙŠ دراسة متخصصة عن "عالم المخدرات والجريمة بين الوقاية والعلاج" ذكر د. معمر نوا٠الهوارنة، أن الإدمان ÙŠØØ¯Ø« نتيجة التّعوّد على عقار معين، أو مسكّن لبعض الآلام، أو مهدئ لبعض ØØ§Ù„ات القلق والتّوتر، أو منوّم ÙÙŠ ØØ§Ù„ات الأرق وقلة النوم. ÙŠØØ¯Ø« أيضًا ÙƒÙ…ØØ§ÙˆÙ„Ø© للتجربة ÙˆØØ¨ الاستطلاع، أو التقليد أو مجاملة الأصدقاء ومجاراتهم، أو نتيجة التورط بالضغط والتهديد، وما إن يبدأ الإنسان بالتجربة الأولى ØØªÙ‰ ينزلق إلى هاوية الإدمان.
علامات تكش٠المدمن
أضا٠د. الهوارنة أنَّ التّغير ÙˆØ§Ø¶Ø ÙÙŠ طريقة ØÙŠØ§Ø© المدمن ونظامه، النسيان المرضي، الارتباك الشديد ÙÙŠ Ø§Ù„ØªØØµÙŠÙ„ والعمل، ÙˆØ§Ù„ÙØ´Ù„ الدراسي والاجتماعي والمهني. ظهور سلوكيات غريبة مثل: Ø§Ø®ØªÙØ§Ø¡ الأدوية من مكانها، ومكالمات هاتÙية تثير الشكوك، اختيار مواعيد مريبة للالتقاء بالأصدقاء مع ظهور بقع بيضاء على ÙØªØØªÙŠ Ø§Ù„Ø£Ù†Ù ÙˆØ§Ù„Ù…Ù„Ø§Ø¨Ø³ØŒ ظهور أعراض Ø§Ù†Ø³ØØ§Ø¨ العقار أو المخدر، وتتمثل ÙÙŠ "اضطراب الجهاز العصبي المستقل" وشعور المدمن بالغم والضيق والألم ÙÙŠ العضلات، وسرعة دقات القلب، والدوخة، والقيء، واتساع ØØ¯Ù‚Ø© العين، والأرق، ÙˆØ§Ù„Ø®ÙˆÙØŒ ÙˆØ§Ù„ÙØ²Ø¹ØŒ والشوق المميت للعقار أو المخدر.
أعراض الإدمان
ÙÙŠ السياق Ù†ÙØ³Ù‡ØŒ من أعراض الإدمان، النظرات الزائغة، والعيون الدامعة والنعاس، شذوذ الأÙكار، نقص الشعور بالمسؤولية، السلوك المضاد للذات، السلوك المضاد للمجتمع، مثل:" البغاء، السرقة، Ø§Ù„Ø§ØØªÙŠØ§Ù„ØŒ التسول، ضع٠الضمير"ØŒ النسيان المؤقت أو المستديم، السلوك القهري المتعلق Ø¨Ø§Ù„ØØµÙˆÙ„ على العقار بأي وسيلة، الإصابات والعدوى الجلدية، والإصابة بمرض "الإيدز" ÙÙŠ ØØ§Ù„ات استخدام الØÙ‚ن، قصور الاتزان Ø§Ù„ØØ±ÙƒÙŠØŒ اضطراب Ù„Ù„ÙˆØ¸ÙŠÙØ© الجنسية، اضطراب النوم والإدراك.
معتقداتٌ شائعةٌ ØÙˆÙ„ التعاطي
للأÙكار والمعتقدات أثر مهم ÙÙŠ سلوك المدمن، ولمواد التعاطي معان رمزية ÙˆØ¥ÙŠØØ§Ø¦ÙŠØ©ØŒ سواء ما يتعلق بالنظرة إليها أم بالوظائ٠المقترنة بتعاطيها أو المعتقدات المرتبطة بها، إذ ÙŠÙØ¶ÙŠ Ø§Ù„Ø§Ø¹ØªÙ‚Ø§Ø¯ إلى تشكيل Ùكر Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ تجاه ÙØ§Ø¹Ù„يتها ÙÙŠ Ø§Ù„ØØµÙˆÙ„ على مشاعر ÙˆØ£ØØ§Ø³ÙŠØ³ متنوعة، كأوهام السعادة، والشعور باللذة والنشوة، ÙˆÙÙŠ الØÙ‚يقة هي مشاعر Ø²Ø§Ø¦ÙØ©ØŒ تلقي Ø¨ØµØ§ØØ¨Ù‡Ø§ إلى دائرة الإدمان المغلقة.
زار موقع Ø§Ù„Ø£ÙØ¶Ù„ نيوز المركز الوقائي الاجتماعي التابع للمجلس الأهلي Ù„Ù…ÙƒØ§ÙØØ© الإدمان ÙÙŠ صيدا، وكان لنا ØØ¯ÙŠØ« مع الأستاذ ماجد ØÙ…تو المدير التنÙيذي للمركز الذي يقدم ØØ²Ù…Ø© من الخدمات الصØÙŠØ© ÙˆØ§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠØ© والاجتماعية المجانية، Ø¨Ø§Ù„Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© إلى المساعدة القانونية على ØØ³Ø¨ Ø§Ù„ØØ§Ù„ة، وأيضا متابعة المريض مع عائلته ÙˆØ§ØØªÙŠØ§Ø¬Ø§ØªÙ‡ المادية وكل ما من شأنه المساعدة ÙÙŠ تهيئته ليقبل على العلاج.
هل ÙŠØ¹ØªØ¨Ø±Ù Ø§Ù„Ù…Ø¯Ù…Ù†Ù ØØ§Ù„ةً ميؤسًا منها؟
لا يوجد ØØ§Ù„ةٌ ميؤس منها أبدًا، وتعتبر رØÙ„Ø© العلاج من الإدمان أسهل من علاج أي مرض آخر يعتبر مزمنًا، كالسكري وأمراض القلب وغيرها. الإدمان مرض غير عضوي يعمل على الخلايا العصبية ÙÙŠ الدماغ ويؤثر على الجهاز العصبي، ÙØ¥Ø°Ø§ تØÙ„Ù‰ المريض بالإرادة القوية، والتØÙ‚ بمركز يقدم العلاج والدعم Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠ ÙˆØ§Ù„Ø§Ø¬ØªÙ…Ø§Ø¹ÙŠØŒ Ø¨Ø§Ù„Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© إلى Ø§Ù„Ø§Ø³ØªÙØ§Ø¯Ø© من القوانين Ø§Ù„Ù…ØµØ§ØØ¨Ø© لبرامج مركز معالجة الإدمان التي بدورها تØÙز وتساعد على اعتبار المدمن مريضًا وليس مجرمًا.
ÙˆØ£Ø¶Ø§ÙØŒ يمكن لمريض الإدمان Ø§Ù„Ø§Ø³ØªÙØ§Ø¯Ø© من خدمات وزارة Ø§Ù„ØµØØ©ØŒ ÙˆØ¨ØØ³Ø¨ القانون الذي يمنع الأجهزة الأمنية من اعتقاله، ووضع معايير ÙÙŠ ØØ§Ù„ توقيÙه، ÙÙÙŠ النظر إلى مواد القانون اللبناني، هي Ù…ØµÙ†ÙØ© ابتداءً من المتعاطي المدمن، للمروج، للتاجر Ùكل منهم له ØÙƒÙ… مختلÙ. ووÙÙ‚ المادة 137 من قانون العقوبات بالإدمان، ÙŠØÙ‚ لكل متعاطي يتوق٠للمرة الأولى طلب المساعدة ويطلق سراØÙ‡ إلى مركز العلاج، بعد عرضه على شعبة Ù…ÙƒØ§ÙØØ© المخدرات لمراجعة السجلات والتأكد من ØµØØ© كلامه.
رØÙ„Ø© العلاج والتعاÙÙŠ
ÙÙŠ ØØ¯ÙŠØ« مع المتخصصة Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠØ© الأستاذة نسرين شعراوي، ذكرت أنَّ مريض الإدمان Ø¨ØØ§Ø¬Ø© لنوعين من العلاج، العلاج الدوائي، وهو بمثابة الديتوكس الذي يخلصه من المادة المخدرة، والعلاج Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠØŒ الذي يعتبر ضروريًّا جدا وأساسيًّا لمواكبة رØÙ„Ø© العلاج التي تتلخص بالخطوات التّالية:
• يبدأ المريض بجلسة تØÙيزية Ù„Ø±ÙØ¹ مستوى Ø§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ÙŠØ©ØŒ واتخاذ القرار بالتعاÙÙŠ ومن تلقاء Ù†ÙØ³Ù‡ØŒ وبكل اقتناع ÙˆØÙ…اس لتØÙ…ّل العقبات والصعوبات التي سيواجهها.
• يتمّ٠تعري٠المريض على طبيعة الأعراض Ø§Ù„Ø§Ù†Ø³ØØ§Ø¨ÙŠØ© وكيÙية مواجهتها والآلية المتبعة ØØªÙ‰ يستطيع تخطي الأزمة ÙˆØÙ…اية Ù†ÙØ³Ù‡.
Ù Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Ù…Ø¤Ø´Ø±Ø§Øª التي تدل على الانتكاس ØØªÙ‰ يستطيع المريض التعامل معها، وبالتالي تØÙ…يه من الدخول ÙÙŠ ØØ§Ù„Ø© الخطر، وذلك من خلال Ùهم مبدأ الانتكاس الذي يمكن أن يتعرض له.
• تعديل السلوكيات الإدمانية، والمعتقدات الخاطئة تجاه موضوع الإدمان والمادة المخدرة، التي تعتبر ارتباطات شرطية ومبررات لإعادة التعاطي والإنتكاس مرة أخرى.
ختمت المتخصصة الشعراوي كلامها مشددة على أهمية العلاج Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠØŒ الذي ÙŠÙ„ÙØª الانتباه للمشاكل الأساسية التي يعاني منها الشخص والاضطرابات التي توصله للإدمان كالاكتئاب، ÙˆØ§Ù„Ø¥ØØ¨Ø§Ø·ØŒ والقصور ÙÙŠ بناء الشخصية، والنقص العاطÙÙŠØŒ والنقص ÙÙŠ تقدير الذات، وانعدام الثقة بالذات، الخجل الاجتماعي، أو عجز ما، كل هذه الأسباب قد تجعل الشخص ÙŠØ¨ØØ« عن ضالته ÙÙŠ المادة المخدرة Ù„ØÙ„ المشكلة.
تجارب المتعاÙين
ÙÙŠ سياق متصل استمعنا إلى تسجيلات المرضى يروون قصههم عن الإدمان وخوضهم رØÙ„Ø© التعاÙÙŠ. هي ÙØªØ§Ø© ÙÙŠ ال 16 من عمرها تعيش عقدة ذنب بسبب خلا٠بين الأم والوالد منذ صغرها، كبرت وهي تظن أنها سبب المشاكل ÙˆØ§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ§ØªØŒ ØªØ¹Ø±ÙØª على المخدر من خلال صديقة لها، أدمنت على المخدر لمدة سنتين، بعد تدهور ØØ§Ù„ها، قصدت مركز العلاج من الإدمان، خضعت لعلاج دوائي، تخلصت من تأثير المادة المخدرة وترسباتها، وتابعت جلسات العلاج Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠ Ø§Ù„Ù…ØµØ§ØØ¨ لرØÙ„Ø© التعاÙÙŠØŒ ÙØªÙ…كنت من معالجة السبب الأساسي للإدمان.
تجربة ثانية، شابٌّ متزوج ولديه Ø£Ø·ÙØ§Ù„ØŒ Ùقد الأمل ÙÙŠ ØªØØ³ÙŠÙ† معيشته، لجأ للمخدرات، ليجد Ù†ÙØ³Ù‡ مدمرا أكثر ÙˆØÙŠØ§ØªÙ‡ مهددة، عن٠طال زوجته وأولاده، Ø£ØµØ¨Ø Ø¹Ø§Ø·Ù„Ù‹Ø§ عن العمل، منبوذًا من المجتمع، كارهًا Ù„Ù†ÙØ³Ù‡ وللØÙŠØ§Ø©ØŒ ÙŠÙكر ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¥Ù†ØªØØ§Ø±ØŒ إلى أن قرر خوض رØÙ„Ø© العلاج.
ÙÙŠ آخر جلسة للعلاج Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠ Ù‚Ø§Ù„: أدركت Ù†ÙØ³ÙŠØŒ ولا شيء يستØÙ‚ أن نخسر Ø£Ù†ÙØ³Ù†Ø§ لأجله، هذه الØÙŠØ§Ø© تستØÙ‚ أن نعيشها بØÙ„وها ومرها، من أجل من Ù†ØØ¨Ù‡Ù… ÙˆÙŠØØ¨ÙˆÙ†Ù†Ø§.
المخدرات٠نقمة تلبس ثوب الوهم الجميل، تخدع Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡Ø§ ØØªÙ‰ توقع بهم، لذلك لا بد من ØÙ…لات توعية دائمة يشار Ùيها إلى أثر المخدرات على الذات وقدرتها على تدمير الأسر والمجتمع بشكل عام. وعلى الأسرة توÙير قدر من Ø§Ù„Ø§ØØªØ¶Ø§Ù†ØŒ ÙˆØ§Ù„Ù…ØØ¨Ø©ØŒ والتعاون، ÙˆØ§Ù„ØªÙØ§Ù‡Ù…ØŒ والمراقبة، والØÙˆØ§Ø± والنقاش الدائم، وتنمية الهوايات، لينموَ Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ نموًّا Ù†ÙØ³ÙŠÙ‘ًا سليما. Ø¨Ø§Ù„Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© إلى تدعيم أجهزة Ù…ÙƒØ§ÙØØ© المخدرات بكل الوسائل الممكنة، تجنيد وسائل الإعلام لتأخذ دورها ÙÙŠ التوعية لمخاطر المخدرات سواء ÙÙŠ الأÙلام أو المسلسلات أو البرامج Ø§Ù„ØªÙ„ÙØ²ÙŠÙˆÙ†ÙŠØ©ØŒ تشديد الرقابة الأمنية من قبل رجال الشرطة، عدم صر٠عقاقير مخدرة إلا Ø¨ÙˆØµÙØ© طبيب. ÙØ§Ù„إدمان لا يؤذي المتعاطي Ùقط، هو ÙƒÙيل ÙÙŠ أن يدمّر Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ والأسرة والمجتمع.