د. ياس خضير البياتي - ايلاÙ
مثلما Ø§Ù„ØØ±ÙˆØ¨ ØªÙƒØ´Ù Ø£ØØ¯Ø§Ø«Ù‡Ø§ المأساوية بالجثث والموتى، وكوارث البشر ÙˆØ§Ù„ØØ¬Ø±ØŒ ÙØ£Ù†Ù‡Ø§ من جانب آخر، ØªÙØ¶Ø أسرار مخÙيّة، وصراعات سريّة، وقصص عن ابتكار الاغتيال وقتل الخصوم. ومع رصاص Ø§Ù„ØØ±Ø¨ الروسية الأوكرانية كانت هناك ألغاما ØªØªÙØ¬Ù‘ر للتشهير والتنكيل بين المتخاصمين. كل منهم ينشر قذارة الآخر، وأÙكاره المطعمة بالموت، وسموم السيانيد والريسين والبوتولينيوم والسيانيد.
تاريخيا ÙØ£Ù† الطبيب اليوناني "ديسقوريدوس" هو أول من ØØ§ÙˆÙ„ تصني٠النباتات ØØ³Ø¨ تأثيراتها السميّة والعلاجية. ومع ذلك يمتد تاريخ السم إلى ما هو ابعد من 4500 سنة قبل الميلاد، وقد استعمله البشر ÙƒØ³Ù„Ø§Ø Ø£Ùˆ مضاد للسموم أو علاج طبي. لكن استخدامه بشكل رئيسي كان ÙÙŠ مجال الاغتيال، ØÙŠØ« استخدمه النبلاء والملوك والقادة للتخلص من المعارضين السياسيين أو غير المرغوب بهم من Ø£ØµØØ§Ø¨ الÙكر والقلم والرأي.
منطق التاريخ يقول لنا لا تقتصر Ø§Ù„ØØ±ÙˆØ¨ ÙÙŠ عالم الصراعات السياسية باستخدام Ø§Ù„Ø³Ù„Ø§Ø Ùقط للقيام بعمليات الاغتيال، التي تتم على مرأى ومسمع الجميع، بل هناك أساليب أخرى للتخلص من الخصوم تكون أكثر بشاعة وأقل رØÙ…ة، باستخدام سموم ومواد كيميائية، التي غالبا ما تستخدم ضد الجواسيس والعملاء للتخلص منهم، والتي قد لا تكتش٠إلا بعد الاستخدام بأيام أو شهور وربما عقود.
ØØ±Ø¨ الروس والأوكران ظاهرها صواريخ وطائرات وقنابل وقتلى وتهجير، لكن باطنها ØØ±ÙˆØ¨ Ù†ÙØ³ÙŠØ© سرية، ÙˆÙØ¶Ø§Ø¦Ø المخÙÙŠ من المؤامرات والقذارات السياسية التي لا نرى Ùيها سوى التنكيل والموت والاغتيال، وصناعة الغاز والسم. لذلك ظهرت مقابل Ø§Ù„ØØ±ÙˆØ¨ الميدانية ØØ±ÙˆØ¨ Ø§Ù„Ø®ÙØ§ÙŠØ§ والأسرار ÙˆÙØ¶Ø§Ø¦Ø الموت، ليس من باب كش٠الØÙ‚ائق، ÙˆØ¥Ø±Ø§ØØ© الضمير بل لتشويه الآخر وشيطنته أمام الرأي العام.
وسائل الإعلام الغربية، وبطريقة Ù…Ùمنهجّة، بدأت تعيد "ØØ¯ÙˆØªÙ‡" السم والاغتيالات للدب الروسي، وتضي٠المزيد عليها من التوابل والمكملات القصصيّة Ø§Ù„Ù…ÙØ¨Ø±ÙƒØ©. Ùقد اعيدت قصة الجاسوس الروسي "سيرجي سكريبال" وأبنته "لوليا" وتسممهما بغاز" نوÙيتشوك" السام الذي تم تطويره ÙÙŠ روسيا، ØÙŠØ« تم توجيه الاتهام لموسكو بأنها وراء Ù…ØØ§ÙˆÙ„Ø© الاغتيال. كما أعادت قصة نهاية المعارض الروسي "أليكساندر ليتÙينينكو"ØŒ الذي Ø¯ÙØ³ له "البولونيوم" عالي الإشعاع ÙÙŠ الشاي ØÙŠØ« كانت أصابع الاتهام تشير إلى تورط المخابرات الروسية، خاصة بعد نشره كتاب «ØªÙجير روسيا: الإرهاب من الداخل»ØŒ والذي كش٠من خلاله قيام المخابرات الروسية بعمليات ØªÙØ¬ÙŠØ± ÙÙŠ روسيا Ù„ØªØØ±ÙŠØ¶ الشعب على Ø§Ù„ØØ±Ø¨ ضد الأقليات المسلمة عبر إلصاق التهم بالمتمردين الشيشان.
كما تم أعادت قصة رجل الأعمال الروسي "أليكساندر بيريبيليشنى" الذي مات بمادة " الجلسيميوم" المستخرج من زهرة الياسمين السامة من قبل المخابرات الروسية، خاصة عقب تقديمه وثائق للمØÙ‚قين السويسريين ÙÙŠ قضية تزوير كبيرة ÙÙŠ صندوق استثمار متورطة بها السلطات الروسية.
والقصص لا تنتهي؛ ØØ±ÙˆØ¨ سيبرانية طاØÙ†Ø© عبر الإنترنت صوتها غير مسموع، ÙˆÙيروسات مطعمة بالسموم الإلكترونية لاستهدا٠البنى Ø§Ù„ØªØØªÙŠÙ‘Ø© لقتل المعلومات والبيانات، ÙˆÙ…ÙØ±Ù‚عات صوتيّة مغشوشة Ø¨Ø³Ù„Ø§Ø Ø§Ù„Ø®Ø¯Ø§Ø¹ والتمويه وخلط الأوراق، وقصص مَموجة بالتكرار، ÙˆÙˆØ§Ø¶ØØ© الهد٠من تسويقها أيام Ø§Ù„ØØ±Ø¨. لكن عقل القارئ مملوء بتراكمات قصص صناعة السم ومختبراتها الدولية. ويعر٠جيدا أن معظم الدول متورطة ÙÙŠ ØÙر قبور البشر بالسم اللعين، ولديها خرائط معرÙّية Ù„Ø£ÙØ¹Ø§Ù„ الجواسيس مع Ø£Ù‚Ø¯Ø§Ø Ø§Ù„Ø´Ø§ÙŠ الأسود والأخضر ووجبات الطعام!
مثلما Ø§Ù„ØØ±Ø¨ قَذرة ÙÙŠ ØªÙØ§ØµÙŠÙ„ها ونتائجها، ÙØ£Ù† الاغتيالات للبشر، وبالذات قتل Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø¨Ø´Ø±ÙŠØ© بالسم، وتعذيب الجسد ØØ³ÙŠÙ‘اً وعصبياً، وتمزيق الخلايا ÙˆØ§Ù„ØµÙØ§Ø¦Ø الدموية ÙØ£Ù†Ù‡Ø§ أشد Ø§Ù„ØØ±ÙˆØ¨ قذارة ونجاسة ÙÙŠ التاريخ، وهي أهون من زوال الدنيا عند الله.
ما تنشره وسائل الإعلام اليوم، تزامنا ًمع Ø£ØØ¯Ø§Ø« Ø§Ù„ØØ±Ø¨ ÙˆÙØ¶Ø§Ø¦ØÙ‡Ø§ وهمجيتها ÙÙŠ كش٠الغسيل القذر للدول الكبرى وممارساتها Ø§Ù„Ù‚Ø¨ÙŠØØ© المعطرة بدم الأبرياء تعكس لنا قيّمها Ø§Ù„Ù…Ù†ØØ·Ø©ØŒ ÙˆØªÙˆØØ´Ù‡Ø§ ÙÙŠ إدارة العالم. Ùليس أمام البشر اليوم إلا التكات٠أمام ØªØØ¯ÙŠØ§Øª صناعة Ø§Ù„ØØ±Ø¨ ÙˆØ§Ù„ØªÙˆØØ´ØŒ والإيمان بأن "الناس للناس" كما يقول Ø§Ù„Ø´Ø§ÙØ¹ÙŠ. وليس هناك أسوأ من تمني الشر والموت ÙˆØ§Ù„ØØ±Ø¨ للآخرين، والشماتة بمصائبهم وأØÙˆØ§Ù„هم العسيرة. وقد قيل أيضا من باب ØÙ‚وق العباد: إن الظÙلم ظÙلمات؛ والله ÙŠÙمهÙÙ„ ولا ÙŠÙهمÙÙ„.