ناجي س. البستاني - خاص النشرة
ÙÙŠ خضم الأزمة المعيشيّة والØÙŠØ§ØªÙŠÙ‘Ø© الخانقة التي باتت تÙلاØÙ‚ Ø´Ø±Ø§Ø¦Ø ÙˆØ§Ø³Ø¹Ø© من اللبنانيّين، جاءت Ø§Ù„ØØ±Ø¨ الروسيّة-الأوكرانيّة Ù„ØªÙØ¶ÙŠÙ المزيد من المآسي على ØÙŠØ§Ø© اللبنانيّين. وإذا كان صØÙŠØÙ‹Ø§ أنّ الإنعكاسات السلبيّة لهذه Ø§Ù„ØØ±Ø¨ طالت العالم أجمع، ØÙŠØ« Ø±Ø§ØØª أسعار بعض المواد الأساسيّة ØªØ±ØªÙØ¹ تدريجًا، ÙØ¥Ù†Ù‘ الأصØÙ‘ أنّ "ØªÙØ¬Ø§Ø± مال Ø§Ù„ØØ±Ø§Ù…" ÙÙŠ لبنان، والهيئات الرقابيّة Ø§Ù„Ø¶Ø¹ÙŠÙØ© التابعة للدولة، جعلوا طوابير الذلّ تعود إلى المشهد اليومي اللبناني، وتسبّبوا بتناقص ÙˆØØªÙ‰ بÙقدان الكثير من السلع والمواد الغذائيّة الأساسيّة عن الرÙÙˆÙØŒ وكذلك Ø¨Ø§Ø±ØªÙØ§Ø¹ سعرها بشكل عشوائي. ÙˆØ§Ù„Ù…ÙØ´ÙƒÙ„Ø© أنّ اللبناني الذي عانى الأمرّين خلال أزمات السنتين الأخيرتين، ÙŠÙØ³Ø§Ø±Ø¹ بدوره إلى السÙقوط ÙÙŠ ÙØ®Ù‘ هؤلاء Ø§Ù„ØªÙØ¬Ù‘ار، Ùيقوم بشراء هذه السلع بأيّ سعر، وبتخزينها ÙÙŠ منزله، خشية إنقطاعها. Ùكي٠السبيل إلى Ø§Ù„Ø®ÙØ±ÙˆØ¬ من هذه الدوّامة التي تتكرّر مع كل أزمة داخليّة أو عالميّة، ومع كل Ø¥Ø±ØªÙØ§Ø¹ أو Ø¥Ù†Ø®ÙØ§Ø¶ ÙÙŠ سعر Ø§Ù„ØµØ±ÙØŸ.
بداية، لا Ø¨ÙØ¯Ù‘ من الإشارة إلى أنّه عندما ÙŠØ±ØªÙØ¹ سعر صر٠الدولار ÙÙŠ لبنان بشكل عشوائي وسريع، ÙŠÙØ³Ø§Ø±Ø¹ Ø§Ù„ØªÙØ¬Ù‘ار إلى تغيير الأسعار ÙÙŠ اليوم Ù†ÙØ³Ù‡ØŒ Ø¨ØØ¬Ù‘Ø© الØÙاظ على "رؤوس أموالهم"ØŒ وبذريعة أنّهم Ù…ÙØ¶Ø·Ø±Ù‘ون للشراء على السعر Ø§Ù„Ù…Ø±ØªÙØ¹ لتلبية ØØ§Ø¬Ø§Øª السوق ÙˆØ§Ù„Ù…ÙØ³ØªÙ‡Ù„كين. وعندما ÙŠÙ†Ø®ÙØ¶ سعر صر٠الدولار بشكل سريع أيضًا، ÙŠØ±ÙØ¶ÙˆÙ† Ø®ÙØ¶ الأسعار، Ø¨ØØ¬Ù‘Ø© أنّ لديهم كميّات كبيرة موجودة ÙÙŠ المخازن، وأنّهم Ø¯ÙØ¹ÙˆØ§ ثمنها على السعر Ø§Ù„Ù…ÙØ±ØªÙع، ومن الضروري تصريÙها كلّها، قبل قيامهم Ø¨Ø®ÙØ¶ السعر! وهذا التناقض Ø§Ù„ÙØ§Ø¶Ø يكش٠كذب هذه الإدعاءات، ÙØ¥Ù…ّا لدى Ø§Ù„ØªÙØ¬Ù‘ار كميّات كبيرة Ù…ÙØ®Ø²Ù‘نة، ويجب بالتالي عدم Ø±ÙØ¹ الأسعار عند Ø¥Ø±ØªÙØ§Ø¹ أسعار الدولار، قبل بيع ÙˆÙ†ÙØ§Ø° الكميّات Ø§Ù„Ù…ÙØ®Ø²Ù‘نة كلّها، والإضطرار لشراء كميّات أخرى على السعر الجديد Ø§Ù„Ù…Ø±ØªÙØ¹. وإمّا ليس لديهم كميّات Ù…ÙØ®Ø²Ù‘نة، ويجب بالتالي شراء كميّات جديدة بشكل دائم، لتلبية ØØ§Ø¬Ø§Øª السوق ÙˆØ§Ù„Ù…ÙØ³ØªÙ‡Ù„كين، وعندها يجب أن ØªÙ†Ø®ÙØ¶ الأسعار بشكل Ùوري وبالتزامن مع Ø¥Ù†Ø®ÙØ§Ø¶ سعر صر٠الدولار، لأنّ Ø§Ù„ØªÙØ¬Ù‘ار يشترون السلع بشكل دوري.
وما ØØµÙ„ ÙÙŠ الأيّام القليلة الماضية، أنّ "ØªÙØ¬Ø§Ø± المال Ø§Ù„ØØ±Ø§Ù…" من شركات إستيراد وتوزيع البنزين والمازوت والغاز، ÙˆÙØµÙˆÙ„اً إلى Ø§Ù„Ù…ØØ·Ù‘ات، يملكون كميّات كبيرة من هذه المواد، تكÙÙŠ لأسابيع عدّة إلى الأمام-ÙÙŠ أقلّ تقدير، لكنهّم راØÙˆØ§ بتقطير توزيعها وبيعها Ù„Ù„Ù…ÙØ³ØªÙ‡Ù„كين، لأنّهم يطمعون ببيعها بأعلى سعر ممكن. ÙØ§Ù„أسعار العالميّة آخذة Ø¨Ø§Ù„Ø¥Ø±ØªÙØ§Ø¹ يوميًا، وهم بالتالي ينتظرون ØµÙØ¯ÙˆØ± الجدول الجديد للبيع على سعر Ù…Ø±ØªÙØ¹ØŒ وهذا الأمر سيتكرّر تباعًا طالما أن السوق العالمي Ù…ÙØ¶Ø·Ø±Ø¨ØŒ بسبب إستمرار Ø§Ù„ØØ±Ø¨ بين روسيا وأوكرانيا. وهذا يعني أنّ الكميّات التي Ø³ÙØªØ³Ù„ّم Ù„Ù…ØØ·Ù‘ات التوزيع ستبقى قليلة وشØÙŠØØ©ØŒ والهد٠إنتظار Ø¥Ø±ØªÙØ§Ø¹Ø§Øª إضاÙيّة ÙÙŠ الأسعار، وبالتالي تØÙ‚يق المزيد من Ø§Ù„Ø£Ø±Ø¨Ø§ØØŒ ÙÙŠ ظلّ غياب شبه كامل لأجهزة الدولة الرقابيّة، باستثناء بعض الجولات الإستعراضيّة التي لا تؤثّر على عمل شبكة "الماÙيات" Ø§Ù„Ù…ÙØªÙ…كّنة جدًا، والتي تستÙيد من ØÙ…ايات Ù…ÙØ®ØªÙ„ÙØ©.
ولا يختل٠طمع وقلّة ضمير المتاجر الكبرى عن طمع وقلّة ضمير شركات إستيراد وتوزيع المواد Ø§Ù„Ù†ÙØ·ÙŠÙ‘Ø© ÙˆÙ…ØØ·Ø§Øª الوقود، ØÙŠØ« سارعوا بدورهم إلى تخبئة قسم كبير من كميّات الطØÙŠÙ† والزيت النباتي والسكر وغيرها من السلع الغذائيّة الأساسيّة، بالتزامن مع تعميم إشاعات على وسائل التواصل الإجتماعي بقرب إنقطاع هذه السلع. ووقع Ø§Ù„Ù…ÙØ³ØªÙ‡Ù„Ùƒ اللبناني-كالعادة، ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØ®Ù‘ØŒ ÙØ³Ø§Ø±Ø¹ إلى شراء كميّات كبيرة تÙوق ØØ§Ø¬ØªÙ‡ من هذه السلع، بهد٠تخزينها للإستهلاك Ø§Ù„Ù…ÙØ³ØªÙ‚بلي، بØÙŠØ« إستغلّ "ØªÙØ¬Ù‘ار مال Ø§Ù„ØØ±Ø§Ù…" هذا الأمر، وسارعوا إلى Ø±ÙØ¹ الأسعار Ùورًا.
والأسئلة التي ØªÙØ±Ø¶ Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ ÙÙŠ ظلّ هذا الواقع التعيس الذي يعيشه اللبناني: لماذا لا يتمّ إعتماد الشدّة والقوّة ÙÙŠ إجبار كل Ø§Ù„Ù…ØØ·Ù‘ات المقÙلة (وليس عيّنة منها) على بيع مخزونها من المواد Ø§Ù„Ù†ÙØ·ÙŠÙ‘ة، مع Ù…ÙØ¹Ø§Ù‚بة تلك Ø§Ù„Ù…ÙØ®Ø§Ù„ÙØ© بغرامات ماليّة موجعة؟ ولماذا لا يتمّ تطبيق Ù†ÙØ³ Ø§Ù„ØØ²Ù… مع شركات إستيراد وبيع المواد Ø§Ù„Ù†ÙØ·ÙŠÙ‘ة، ومع شركات إستيراد ومتاجر بيع السلع الغذائيّة أيضًا؟ ولماذا Ù…ÙÙƒØ§ÙØ£Ø© "ØªÙØ¬Ø§Ø± مال Ø§Ù„ØØ±Ø§Ù…" Ø¨Ø§Ù„Ø³Ù…Ø§Ø Ù„Ù‡Ù… Ø¨Ø±ÙØ¹ الأسعار، علمًا أنّ المواد التي ÙŠÙØ³ÙˆÙ‘قونها موجودة ÙÙŠ Ù…ÙØ³ØªÙˆØ¯Ø¹Ø§ØªÙ‡Ù… ومخازنهم منذ أشهر؟ ألا تعر٠أجهزة الرقابة أنّ أيّ Ø´ÙØÙ†Ø© بضائع-على إختلا٠أنواعها، ØªÙØ³ØªÙˆØ±Ø¯ من الخارج، تتطلّب أشهرًا عدّة Ù„Ù„ÙˆÙØµÙˆÙ„ إلى لبنان، بسبب إجراءات الشراء الروتينيّة أوّلاً، والتوضيب ÙÙŠ بلد المنشأ أو البلد Ø§Ù„Ù…ÙØµØ¯Ù‘ر ثانيًا، والشØÙ† والنقل إلى لبنان ثالثًا، والتوزيع والبيع رابعًا؟! ÙÙƒÙŠÙ ÙŠÙØ¹Ù‚Ù„ أن ÙŠØ±ØªÙØ¹ سعرها بشكل Ùوريّ، وكأنّه تمّ شراؤها على السعر العالمي الجديد؟!.
ÙÙŠ الخÙلاصة، الدولة اللبنانية تلاشت كليّا ØØªÙ‰ الإضمØÙ„ال، وأجهزتها الرقابيّة غير ÙØ§Ø¹Ù„Ø© إطلاقًا، وجشع "ØªÙØ¬Ø§Ø± مال Ø§Ù„ØØ±Ø§Ù…" لا سق٠له. وكلّ هذه العوامل Ù…ÙØ¬ØªÙ…عة جعلت اللبناني يسقط ÙØ±ÙŠØ³Ø© القلّة ÙˆØ§Ù„ØØ§Ø¬Ø© ÙˆØØªÙ‰ الÙقر، وضØÙŠÙ‘Ø© التضليل والخداع والخو٠على Ø§Ù„Ù…ÙØ³ØªÙ‚بل. وصار اللبناني ÙŠÙØ±Ø إذا ØØµÙ„ على "تنكة" بنزين بعد ساعات من الإنتظار، أو إذا ØØµÙ„ على كيس Ø·ØÙŠÙ†-ØØªÙ‰ ولوّ بأغلى سعر، والسبب بكل بساطة أنّ اللبناني Ùقد الأمل كليًا، وبلغ مرØÙ„Ø© اليأس من كل شيء!.