ÙŠØÙŠÙ‰ الإمام - خاص Ø§Ù„Ø£ÙØ¶Ù„ نيوز
إنّ أكثرَ من ÙŠØ¯Ø±ÙƒÙØŒ قولًا وممارسةً، طبيعةَ الارتباط الوثيق بين لبنان وسورية وعمقَ العلاقات الأخويّة التي تجمع الشعبين الشقيقين هم البقاعيّون لأنهم أكثر٠قربًا إلى دمشق والتصاقاً بها وتأثّرًا بما يصيبها ÙÙŠ السرّاء والضراء.
ÙØ¥Ø°Ø§ عزّت دمشق٠اعتزوا ÙˆÙØ±ØÙˆØ§ØŒ وإذا ØÙˆØµØ±Øª دمشق٠تألّموا وهيمنَ Ø§Ù„ØØ²Ù†Ù ÙˆØ§Ù„ÙØ§Ù‚ة٠عليهم، ÙˆÙÙŠ الأزمات والشدائد التي كانت تلمّ بلبنان منذ مجاعة عام 1914 وقبل تشكيل دولة لبنان الكبير إلى أزمة 1929 إلى الأزمات الاقتصادية المتوالية ÙÙŠ الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، كان البقاعيون دائماً يتوجّهون إلى سورية ويسمّونها أمَّ الÙقير وأمَّ الخير، ÙˆÙŠØ³ØªØØµÙ„ون منها على كل ما يطلبونه من Ù‚Ù…Ø ÙˆÙˆÙ‚ÙˆØ¯ ودواء وأغذية وألبسة ومجوهرات وكهرباء، وكل ما ØªØ³ØªÙ„Ø²Ù…Ù Ø§Ù„Ø£Ø¹Ø±Ø§Ø³Ù ÙˆØ§Ù„Ù…Ù‡Ù†Ù Ø§Ù„ØØ±Ù‘Ø© وكل ما يتعلّق Ø¨ØªÙØ§ØµÙŠÙ„ ØÙŠØ§ØªÙ‡Ù…ØŒ ØØªÙ‰ ÙÙŠ مجالات التّعليم والطّبابة ÙˆØ§Ù„Ø§Ø³ØªØ´ÙØ§Ø¡ØŒ ولطالما كنا نسمعهم يقولون: (ألله ÙŠÙØ¹Ù…رك يا شام).
ولا غرابةَ اليومَ أن يشعرَ البقاعيّون للمرة الأولى منذ قيام الكيان اللبناني عام 1920ØŒ كغيرهم من اللبنانيين ÙÙŠ المناطق الأخرى، بهول٠الأزمة الاقتصادية الخانقة والضائقة المعيشية الصعبة والخو٠على مصير أولادهم، أتدرون لماذا؟ لأن أمَّ الÙقير اليوم ترزØÙ ØªØØªÙŽ ØØµØ§Ø±Ù جائر٠وهيمنة٠على مقدراتها Ø§Ù„Ù†ÙØ·ÙŠØ© ÙÙŠ شمال شرق Ø§Ù„ÙØ±Ø§Øª بإرادة أمريكيّة Ù…Ù†ÙØ±Ø¯Ø©ØŒ ÙˆØªÙØ¹Ø§Ù†ÙŠ Ù…Ù† Ù…ÙØ§Ø¹ÙŠÙ„ ØØ±Ø¨ كونيّة Ø§Ø³ØªÙ‡Ø¯ÙØª دورها وإمكاناتها، واقتتال٠داخلي كان أكثرَ إيلامًا من العدوان الخارجي وأكثر تأثيرًا على الإنتاج القومي استمر زهاء عقد كامل من الزّمن وأرهقَ الدولةَ والمواطنين ÙÙŠ كل Ø§Ù„Ù…ØØ§Ùظات، وقد أدرك السوريّون والعرب اليوم ÙØ¯Ø§ØØ© هذه Ø§Ù„ØØ±Ø¨ وهذا الاقتتال وآثارهما على سورية والمØÙŠØ· ولا سيما لبنان.
واليوم، وبعد Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« عن ØªÙØ§Ù‡Ù…ات٠سورية٠تركية٠برعاية موسكو والتي تصبّ٠ÙÙŠ خدمة البلدَين لجهة التّعاون على تطويق قوات سوريةَ الديمقراطية (قسد)ØŒ وبعد الضّغط الرّوسي المباشر ÙÙŠ مجلس الأمن من أجل إنهاء Ø§Ù„Ø§ØØªÙ„ال الأمريكي لمنطقة شمال شرق Ø§Ù„ÙØ±Ø§Øª ÙˆØªØØ±ÙŠØ± Ø§Ù„Ù†Ù‘ÙØ· السّوري من هيمنتها، وبعد التظاهرات الشعبية الأمريكية التي انطلقت بزخم كبير ÙÙŠ واشنطن لتطالب بإنهاء Ø§Ù„ØØ±ÙˆØ¨ وسياسة تجويع الشعوب، وبعد أن أوشكت أمريكا على خسارة ØÙ„ÙØ§Ø¦Ù‡Ø§ ÙÙŠ المنطقة العربية كلها وبات خيار التّوجه شرقًا أكثر جدّيةً، ولا سيما بعد تدخّل الصين لإنهاء الصّراع السعودي الإيراني، وبعد أن صارت Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø£Ù…Ø±ÙŠÙƒÙŠØ© مهددةً من الصين وروسيا ÙÙŠ مناطق Ù†Ùوذها التقليدية، Ø¨ÙØ¶Ù„ تنامي الثنائية القطبية سريعًا وتأثيرها على الاقتصاد العالمي، وبعد أن وصل الوضع إلى عنق الزّجاجة واستÙنزÙÙØª مقدرات٠بلاد العرب إلى أقصى Ø§Ù„ØØ¯ÙˆØ¯ØŒ بات Ø§Ù„Ø£Ù…Ù„Ù Ø¨Ø§Ù„Ø§Ù†ÙØ±Ø§Ø¬Ù قريبًا جدًا، إن لم يكن بإرادة٠أمريكية ÙˆØØ±ØµÙ‹Ø§ على استمرار العلاقات الودّية مع بعض العرب، ÙØ³ÙˆÙ يكون ذلك رغم أن٠أمريكا ÙˆØØ±ØµÙ‹Ø§ على ما تبقى من مهابتها ÙÙŠ نظر أعوانها وتابعيها وخدمها ومأجوريها ÙÙŠ منطقتنا العربية.
وإذا ØªØØ±Ù‘رت سورية من Ø§Ù„ØØµØ§Ø± والهيمنة، ÙˆØªØØ±Ù‘ر قمØÙها ÙˆÙ†ÙØ·Ù‡Ø§ وبقية مواردها الطبيعية، ÙˆØªØØ±Ø±Øª عقول أبنائها من الجهل والتّخل٠والتبعيّة للأجنبي ومن Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ والاستبداد، ÙˆØªØØ±Ù‘رت قلوبÙهم من الØÙ‚د والكراهية، ستعود دمشق٠عاصمةَ الأمويين من جديد إلى دورها الرّيادي القيادي السّيادي، ÙˆØ³ØªÙ†ØØ³Ø±Ù الأزمات السياسية والاقتصادية شيئًا ÙØ´ÙŠØ¦Ù‹Ø§ ÙÙŠ غضون سنوات قليلة، وسو٠يكون لبنان بشكل عام والبقاع بشكل خاص أكثر المستÙيدين من قوة سورية وأكثر المتأثّرين إيجابًا بمنعتها ورخائها وازدهارها.
لقد جرّب اللبنانيون والعرب عزلَ سورية وجرّبوا غيابها Ùماذا كانت النتيجة؟
كانت النتيجة مزيدًا من الضع٠والانقسام والتّخبط والضياع، وكانت النتيجة غيابَ أي شكل من أشكال التضامن والتعاون والعمل العربي المشترك ÙÙŠ شتى الميادين ÙˆÙÙŠ كل القضايا، وكانت النتيجة انعدام التكامل الاقتصادي العربي وعجز جامعة الدول العربية عن القيام بدورها الإعلامي ØØªÙ‰ØŒ ÙØ³ÙˆØ±ÙŠØ© ليست جيبوتي ولا جزر القمر وليست الصومال ولا قطر.. وإنما هي أم العرب.. ÙØªØ¨Ø§Ø±ÙƒØª أم العرب وتعاظمت أم الخير والنسب لكي تØÙŠØ§ الأمة كلّÙها ويØÙŠØ§ لبنان معها.. ولا ØÙŠØ§Ø©ÙŽ Ù„Ù„Ø£Ù…Ø© بلا سورية العزيزة القوية.. ØÙŠÙ†Ù‡Ø§ Ùقط سنقول بإذن الله تعالى من جديد مع الشاعر العربي:
(Ùما ضرّنا أنّا قليلٌ وجارÙنا
عزيزٌ وجار٠الأكثرينَ ذليلÙ).