حمل التطبيق

      اخر الاخبار  وسائل إعلام إسرائيلية: قتيل على الأقل وسقوط عدد من الجرحى في صفوف "الجيش" الإسرائيلي جراء تفجير مبنى مفخخ في خان يونس   /   وزير الزراعة نزار هاني: الهيئة الناظمة للقنب الزراعي والصناعي ستشكّل قبل نهاية هذا الشهر واليوم انتهينا من فرز الأسماء   /   هيئة البث الإسرائيلية: إسرائيل ناشدت الولايات المتحدة تجديد هجماتها على الحوثيين في اليمن   /   الحدث: عودة اشتعال النيران في "سنترال رمسيس" بالقاهرة   /   مواقع إخبارية إسرائيلية: تبادل إطلاق نار في خان يونس جنوبي قطاع غزة   /   وسائل إعلام إسرائيلية: انهيار مبنى على قوة من الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة   /   حماس: نواصل العمل للتوصل لاتفاق ينهي الحرب   /   حماس: نتنياهو لا يزال يراوغ ويضع العراقيل   /   حماس: نواصل التعامل الإيجابي والمسؤول في المفاوضات للتوصل إلى اتفاق   /   "الوحدة أساس وجودنا".. مراد: الخريجون سلاحنا لمواجهة التقسيم والكانتونات   /   وسائل إعلام إسرائيلية: الجبهة الداخلية الإسرائيلية تأمر المستوطنين بالدخول إلى الملاجئ عقب رصد إطلاق صاروخ من اليمن   /   وسائل إعلام إسرائيلية: الجيش رصد صاروخا أطلق من ‎اليمن   /   الأخبار: تحرك آليات إسرائيلية في وادي هونين مقابل مركبا وفي تلة المحافر في أطراف العديسة   /   ‏وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي لمجلة "لوموند" الفرنسية: لا تزال إيران منفتحة على الحوار مع واشنطن بشأن الملف النووي شرط أن تقدم ضمانات ضد أي عدوان   /   الشركة اليونانية: طلبنا من جميع السفن المارة بالمنطقة المساعدة في البحث ونعمل على إبلاغ أسر أفراد الطاقم بالتطورات   /   يديعوت أحرونوت: الجيش الإسرائيلي قرر تمديد خدمة آلاف الجنود النظاميين   /   رويترز عن إدارة السفن اليونانية: إنقاذ 10 أشخاص وبقاء 10 آخرين في عداد المفقودين بعد هجوم الحوثيين على سفينة إيترنيتي سي التي ترفع العلم الليبيري   /   الخارجية الأميركية: عقوباتنا على المبعوثة الأممية للأراضي الفلسطينية لإساءة استخدام منصبها   /   جعجع: أميركا قد تتخلّى عن الملفّ اللبناني إذا استمرينا على هذا النحو وهذا ما عبّر عنه الموفد توم برّاك في زيارته الأخيرة للبنان   /   المتحدثة باسم الخارجية الأميركية: نحذر مواطنينا من السفر إلى إيران خاصة من يحملون جنسية مزدوجة   /   جعجع: لا فكرة واضحة لديّ بعد عن الورقة التي تسلّمها برّاك وكمعلومة أوليّة لستُ أكيداً منها فقد استلم برّاك 3 أوراق واحدة من الرئيس عون وثانية من برّي وثالثة تقنية من قيادة الجيش   /   ‏جنبلاط: نحن بحاجة الى شباب مثل شباب منظمة الشباب التقدمي ونطلق نداءً صريحاً لكل الشباب المؤمنين بالحداثة وكل من يريد المشاركة في صنع القرار وكل مؤمن بان العمل الحزبي ليس تهمة بل مساحة للتعبير والتغيير   /   جعجع: هدفنا أن ينجح عهد الرئيس جوزاف عون لأن هذا العهد هو عهدنا جميعًا والأمر عينه ينطبق على رئيس الحكومة نواف سلام لهذا أقول ما أقول بأن هناك أمرًا واقعًا يجب تصحيحه وإذا لم يُصحَّح فسيلزموننا لسوريا أو لإسرائيل أو لأي دولة أخرى   /   رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط من حمانا: منظمة الشباب كانت وستبقى المكان الطبيعي لصناعة الكوادر من ميدان الساحات الى السياسة   /   المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى 229 بعد استشهاد الصحفي أحمد سلامة أبو عيشة   /   

إذا عادت دمشق..

تلقى أبرز الأخبار عبر :



يحيى الإمام - خاص الأفضل نيوز 


إنّ أكثرَ من يدركُ، قولًا وممارسةً، طبيعةَ الارتباط الوثيق بين لبنان وسورية وعمقَ العلاقات الأخويّة التي تجمع الشعبين الشقيقين هم البقاعيّون لأنهم أكثرُ قربًا إلى دمشق والتصاقاً بها وتأثّرًا بما يصيبها في السرّاء والضراء. 
فإذا عزّت دمشقُ اعتزوا وفرحوا، وإذا حوصرت دمشقُ تألّموا وهيمنَ الحزنُ والفاقةُ عليهم، وفي الأزمات والشدائد التي كانت تلمّ بلبنان منذ مجاعة عام 1914 وقبل تشكيل دولة لبنان الكبير إلى أزمة 1929 إلى الأزمات الاقتصادية المتوالية في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، كان البقاعيون دائماً يتوجّهون إلى سورية ويسمّونها أمَّ الفقير وأمَّ الخير، ويستحصلون منها على كل ما يطلبونه من قمح ووقود ودواء وأغذية وألبسة ومجوهرات وكهرباء، وكل ما تستلزمُ الأعراسُ والمهنُ الحرّة وكل ما يتعلّق بتفاصيل حياتهم، حتى في مجالات التّعليم والطّبابة والاستشفاء، ولطالما كنا نسمعهم يقولون: (ألله يِعمرك يا شام). 


ولا غرابةَ اليومَ أن يشعرَ البقاعيّون للمرة الأولى منذ قيام الكيان اللبناني عام 1920ØŒ كغيرهم من اللبنانيين في المناطق الأخرى، بهولِ الأزمة الاقتصادية الخانقة والضائقة المعيشية الصعبة والخوف على مصير أولادهم، أتدرون لماذا؟ لأن أمَّ الفقير اليوم ترزحُ تحتَ حصارٍ جائرٍ وهيمنةٍ على مقدراتها النفطية في شمال شرق الفرات بإرادة أمريكيّة منفردة، وتُعاني من مفاعيل حرب كونيّة استهدفت دورها وإمكاناتها، واقتتالٍ داخلي كان أكثرَ إيلامًا من العدوان الخارجي وأكثر تأثيرًا على الإنتاج القومي استمر زهاء عقد كامل من الزّمن وأرهقَ الدولةَ والمواطنين في كل المحافظات، وقد أدرك السوريّون والعرب اليوم فداحة هذه الحرب وهذا الاقتتال وآثارهما على سورية والمحيط ولا سيما لبنان. 


واليوم، وبعد الحديث عن تفاهماتٍ سوريةٍ تركيةٍ برعاية موسكو والتي تصبُّ في خدمة البلدَين لجهة التّعاون على تطويق قوات سوريةَ الديمقراطية (قسد)ØŒ وبعد الضّغط الرّوسي المباشر في مجلس الأمن من أجل إنهاء الاحتلال الأمريكي لمنطقة شمال شرق الفرات وتحرير النّفط السّوري من هيمنتها، وبعد التظاهرات الشعبية الأمريكية التي انطلقت بزخم كبير في واشنطن لتطالب بإنهاء الحروب وسياسة تجويع الشعوب، وبعد أن أوشكت أمريكا على خسارة حلفائها في المنطقة العربية كلها وبات خيار التّوجه شرقًا أكثر جدّيةً، ولا سيما بعد تدخّل الصين لإنهاء الصّراع السعودي الإيراني، وبعد أن صارت المصالح الأمريكية مهددةً من الصين وروسيا في مناطق نفوذها التقليدية، بفضل تنامي الثنائية القطبية سريعًا وتأثيرها على الاقتصاد العالمي، وبعد أن وصل الوضع إلى عنق الزّجاجة واستُنزِفت مقدراتُ بلاد العرب إلى أقصى الحدود، بات الأملُ بالانفراجِ قريبًا جدًا، إن لم يكن بإرادةٍ أمريكية وحرصًا على استمرار العلاقات الودّية مع بعض العرب، فسوف يكون ذلك رغم أنف أمريكا  وحرصًا على ما تبقى من مهابتها في نظر أعوانها وتابعيها وخدمها ومأجوريها في منطقتنا العربية. 


وإذا تحرّرت سورية من الحصار والهيمنة، وتحرّر قمحُها ونفطها وبقية مواردها الطبيعية، وتحررت عقول أبنائها من الجهل والتّخلف والتبعيّة للأجنبي ومن الفساد والاستبداد، وتحرّرت قلوبُهم من الحقد والكراهية، ستعود دمشقُ عاصمةَ الأمويين من جديد إلى دورها الرّيادي القيادي السّيادي، وستنحسرُ الأزمات السياسية والاقتصادية شيئًا فشيئًا في غضون سنوات قليلة، وسوف يكون لبنان بشكل عام والبقاع بشكل خاص أكثر المستفيدين من قوة سورية وأكثر المتأثّرين إيجابًا بمنعتها ورخائها وازدهارها. 


لقد جرّب اللبنانيون والعرب عزلَ سورية وجرّبوا غيابها فماذا كانت النتيجة؟
كانت النتيجة مزيدًا من الضعف والانقسام والتّخبط والضياع، وكانت النتيجة غيابَ أي شكل من أشكال التضامن والتعاون والعمل العربي المشترك في شتى الميادين وفي كل القضايا، وكانت النتيجة انعدام التكامل الاقتصادي العربي وعجز جامعة الدول العربية عن القيام بدورها الإعلامي حتى، فسورية ليست جيبوتي ولا جزر القمر وليست الصومال ولا قطر.. وإنما هي أم العرب.. فتباركت أم العرب وتعاظمت أم الخير والنسب لكي تحيا الأمة كلُّها ويحيا لبنان معها.. ولا حياةَ للأمة بلا سورية العزيزة القوية.. حينها فقط سنقول بإذن الله تعالى من جديد مع الشاعر العربي:
(فما ضرّنا أنّا قليلٌ وجارُنا
      عزيزٌ وجارُ الأكثرينَ ذليلُ).