محمد علوش - خاص الأفضل نيوز
إلى العزّونية في قضاء عاليه درّ هذه المرة، فالجرائم في لبنان لم تعد تهدأ ولو أن نسبتها لم تتبدل بشكل كبير نسبة للعام الماضي، ولكن الجديد هو ما نعيشه من حالة توتر كبيرة بين اللبنانيين والسوريين بعد جريمة خطف وقتل باسكال سليمان منذ أيام.
صباح الثلاثاء وُجد ياسر الكوكاش الرجل الستيني، والأستاذ المتقاعد، جثة هامدة في منزله بعد تعرضه إلى الضرب والخنق، فاشتعلت الأخبار والتحليلات في البلدة بعد العثور على الجثة، وتم اتهام السوريين بالجريمة وارتفعت أصوات مطالبة بطردهم من البلدة وبحسب معلومات "الأفضل" فقد حصلت بعض الحوادث البسيطة في البلدة، رغم نفي مصادر رسمية فيها هذا الأمر.
بحسب رواية أهل البلدة فإن سوريين تواصلوا مع الضحية للبحث عن منزل للإيجار، ومن المعروف أن الرجل يملك منزلاً بعدة طوابق ويوجد لديه شقق متاحة للإيجار بينما يسكن هو في الطابق الأرضي، ويقول هؤلاء أن السوريين حضروا إلى المنزل لمعاينة الشقق المتاحة ولكن كانت نيتهم السرقة فأنزلوا الضحية إلى منزله وربطوه وقتلوه وسرقوا منزله وهربوا.
مصادر رسميّة في البلدة تؤكد عبر "الأفضل" أن الجريمة كانت بهدف السرقة، ويجب ترك الملف للأجهزة الأمنية التي حضرت الىغ المكان لمعاينة مسرح الجريمة ورفع البصمات، وهي ستكون القادرة على الإجابة عن سؤال أهل البلدة والبلدات المجاورة لها، وكشف حقيقة ما جرى وتوقيف المتورطين.
لا شكّ أن الجرائم التي يرتكبها نازحون سوريون تترك أثرها على كل المجتمع اللبناني، ولكن هذا لا يعني أن كل النازحين مجرمين، ومن هنا ينبغي التنبه لما يُحاك للبنان في هذه المرحلة، فالتجييش ضد النازحين ينتقل من بلدة إلى أخرى، ومن بيئة طائفية إلى أخرى، ومن المتوقع أن يستمر هذا الأمر، وبحسب مصادر أمنية فإن الوضع بين المجتمعات المضيفة والنازحين وصل إلى مرحلة شديدة الخطورة، وهناك خشية من انفجار الوضع في أكثر من منطقة، وهنا قد يشجع هذا الأمر مجموعات واسعة من النازحين للرّد في مناطق يتواجدون فيها بكثرة، لذلك لن يستفيد أحد من حملات التجييش سوى أعداء لبنان.
وتُشير المصادر الأمنية إلى أن الحكومة اطلعت مؤخراً على تقارير تتعلق بالوجود السوري، ولكن حل هذه الأزمة ليس بيد الأجهزة الأمنية وحسب، بل بالسياسة أولاً، فكلما طالت مشكلة النزوح كلما اقتربت ساعة الانفجار، بظل وجود من يُحرّض ومن يشجّع ومن يعمل لافتعال مشاكل أمنية كبيرة.
حسّاسة للغاية أزمة النازحين، فليس المطلوب الدفاع عن وجودهم في لبنان، خاصة أن أكثريتهم باتوا هنا كنازحين اقتصاديين في بلد يعاني من أزمة اقتصادية خانقة، ولا المطلوب التجييش ضدهم وافتعال المشاكل، إنما المطلوب مقاربة الملف بالسياسة وقيام لبنان باتخاذ إجراءات صارمة على الحدود، واتخاذ قرارات جريئة بوجه المجتمع الدولي.