ليديا أبودرغم - خاصّ الأفضل نيوز
أثار تصويت مجلس النواب الأميركي على خطّة مساعدات واسعة لأوكرانيا و"إسرائيل" وتايوان، ردود فعل غاضبة من موسكو، التي رأت أنها "ستعمق الأزمات في أنحاء العالم" عبر تزايد الإرهاب والقتل والتدمير، وستجعل الغرب يتأرجح بشكل خطير على شفا صراع عسكري مباشر بين القوى النووية، حيث سيشهد العالم مخاطر استراتيجية جسيمة قد تؤدي إلى زيادة مستوى الخطر النووي.
لقد أثبت قرار الكونغرس أن الولايات المتحدة، تعتمد سياسة ازدواجية في التعامل مع الأزمات في الشرق الأوسط والعالم: ففي الوقت الذي وافق الكونغرس الأميركي على دعم بؤر التوتر الثلاث في العالم هي أوكرانيا وتايوان و"إسرائيل" ما يثبت ضلوعها ودعمها لمجازر الكيان في غزة وتعزيز التجهيزات لاجتياح رفح واستكمال الحرب على غزة في مناطق من القطاع، مررت أميركا مسرحية هزلية جديدة بطلها وزير خارجيتها أنطوني بلينكن عبر فرض عقوبات تطال كتيبة "نيتساح يهودا" التابعة للواء "كفير" العامل في الضفة الغربية.
هذه المهزلة المقرونة بمجازر الإبادة على مر التاريخ، لم تجد لها ما يوصفها بعد العقوبات مع بحر السلاح والمساعدات الأميركية: فلو كانت العقوبات، التي رفضها نتنياهو ووصفها "بالانحطاط الأخلاقي" للولايات المتحدة، جدّية لشملت الجيش الإسرائيلي بأكمله ولم يكن للدعم العسكري والمالي للكيان أن يمر، ما يثبت للعالم أجمع أن الطرفين الإسرائيلي والأميركي يناوران بدماء فلسطين من غزة الى الضفة، ما قد يؤدي الى تدهور غير مسبوق للوضع في المنطقة.
وكذلك الأمر بالنسبة للمساعدات الأميركية لتايوان التي عدا عن كونها تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية للصين فإنها ستخلق خطراً عسكرياً في منطقة مضيق تايوان، وإذا حدث هذا تكون واشنطن قد نجحت في نشوب حرب جديدة بالوكالة عنها في المحيطين الهادئ والهندي، كما فعلت فى حرب روسيا وأوكرانيا، لتحدّ من تمدد الصين كقوة عظمى.
ما يشهده العالم من أزمات جراء الحرب الروسية الأوكرانية والصراع بين الصين وتايوان وحرب الإبادة في غزة يقف خلفه دائماً الغرب وتحديداً الولايات المتحدة لاستعادة الأحادية القطبية، وهذه الرغبة ستبقى بعيدة المنال بوجود محور المقاومة وصمود الغزويين وتوحيد الساحات.
فهل تتراجع الولايات المتحدة عن قرار الدعم لدرء حرب شاملة عن المنطقة والعالم أم ستنجر الى حرب لا مفر منها؟.