مارينا عندس - خاص الأفضل نيوز
مرّ لبنان في السنوات الأربع الأخيرة، بحقباتٍ متنوعةٍ، الواحدة أسوأ من الأخرى. بدأت أولها بإغلاق المطارات والتسكير التام بعد تفشّي فيروس كورونا، يليها حقبة الفقر والثورة والجوع مع ارتفاع أسعار السلع الغذائية والمحروقات والذهب. إلى أن وصلنا اليوم إلى حربٍ إقليميةٍ تأثر بها لبنان بشكلٍ مباشرٍ وواضحٍ. وكباقي القطاعات، تأثر القطاع السياحي سلبًا وعاشت البلاد فترات لا تحسد عليها أبدًا.
وبعد أن صُنّف لبنان بالبلد الأكثر فقرًا وبطالةً منذ عامين وأكثر، بات الوضع أصعب بكثير. فكيف تأثر الوضع السياحي بالحروب الإقليمية؟ وماذا عن واقع السفر والسياحة من وإلى لبنان لعام 2024؟
تخوّف من "كارثة سياحية" في الصيف
في الساعات الأخيرة، تناقلت الأخبار والجرائد معلومات، تشير إلى أنّ الأسابيع المنصرمة، كانت الأخطر تأثيرًا على كل ما يتّصل بالقطاع السياحي، وثمة ترقّب وتخوّف من أن تحصل كارثة في الصّيف.
نقلنا هذا الواقع المرير إلى جهتين وكانت النتيجة كالتالي:
من جهته، أكّد رئيس نقابة أصحاب مكاتب السياحة والسفر الأستاذ جان عبود، لموقع "الأفضل نيوز"، أنّه وبالرّغم من الحروب التي نعيشها في المنطقة العربية وفي الجنوب، إلّا أنّنا نتأمل خيرًا للأيام المقبلة.
وأشار إلى أنّنا نتكّل في هذه الأيام، على المغتربين اللبنانيين العائدين إلى ديارهم، ليعيشوا أجمل أيّامهم في الصّيف. وسنتّكل أيضًا على المواطنين اللبنانيين القاطنين في البلاد، هذا الشعب الذي مهما مرّت عليه الأزماتٍ، يبقى ثابتًا، ساعيًا لغدٍ أفضل، سيّما أنّه يحبّ الحياة والسياحة ويشجع السياحة الدّاخلية في طبيعة الحال.
وعن الكارثة السياحية التي تكلّم عنها الإعلام في الفترة الأخيرة، قال عبّود إنّه كلام فارغ وهو عارٍ من الصّحة، معتبرًا أنّه كلام مبالغ فيه.
قطاع الفنادق ليس بأفضل حاله
أمّا بالنسبة لنقيب الفنادق بيار الأشقر، كانت وجهة نظره مختلفة. الأشقر أكّد لموقع "الأفضل نيوز" أنّ الحرب لن ترحمنا. فنحن بحالة حرب دائمة. وما نعيشه خصوصًا في قطاع الفنادق، لا يطمئن ولا يبشّر بالخير.
وقال: في الماضي القريب، عندما ارتفع الدّولار وخسرنا قيمة عملتنا الوطنية، وعشنا في الوباء، كنّا نمرّ بحالاتٍ سيّئةٍ. وبعد أن دخلنا المنافسة الشرسة مع الـ RBNB ومع البيوت المستأجرة في أعالي الجبال مثل أفقا وفاريا، خسرنا الكثير. فكيف سنعيش هذه المنافسة وبرفقتها حرب لا ترحم؟
وأضاف: المواطن الخليجي لم يعد يأتي إلى لبنان، أمّا الأجنبي الفرنسي والإنكليزي، إن أراد تجربة السفر والسياحة إلى لبنان، سيأتي على مسؤوليته. أمّا نحن، والمغترب، وابن البلد نتوقّع بتهديد تسكير المطار في أيّ لحظة. وما عشناه في الأيام الماضية خير دليلٍ على ذلك.
ولفت الأشقر إلى أنّنا نعمل منذ حوالي الـ6 أشهر لكي نتقبل موسمًا جيدًا. ولكن، نؤكّد أنّنا لم تعد "تُفوّل" فنادقنا كالسابق. وإن حصل، وتم حجز الغرف، فهي ليست 100% محجوزة، وليس على مدار الأسبوع. بل نعيش الإغلاق التام في بحر الأسبوع، ويتم حجز حوالي الـ40% من الحجز، إن حصل ذلك.
وعن رأي عبّود وتفاؤله بالوضع، سأل الأشقر هذا السؤال: بالنسبة لشركات السفر، هل الأنسب والأربح لهذه الشركات، أن يسافر المواطن اللبناني إلى تركيا مثلًا أو قبرص، أم العكس؟ الأربح لها طبعًا سياحة المواطن اللبناني إلى الخارج. وهذا ما دومًا يعيشونه. لهذا السبب، أرباحهم لا تزال أرباحًا.