محمد علوش - خاصّ الأفضل نيوز
يتحدث رئيس المجلس النيابي بري عن المقترح الأميركي لوقف الحرب في غزة بتفاؤل حذِر، فهو انطلق من حاجة الرئيس الأميركي جو بايدن الى إنهاء هذه الحرب قبل الدخول الجدّي في مرحلة الانتخابات الرئاسية من أجل القول أن الإدارة الأميركية أصبحت بحاجة ماسة إلى وقفها، واستمرارها سيعني صعوبة فوزها في الانتخابات الأميركية، ولكن ماذا عن موقف بنيامين نتانياهو؟
في إسرائيل جو سياسي يقول أن الرئيس الأميركي خرج إلى العلن ليعلن عن المقترح الذي وصفه بخطابه بأنه إسرائيلي – أميركي، لسببين اثنين، الأول هو الحاجة الى إنهاء الحرب والثاني للضغط على رئيس الحكومة الإسرائيلية، وهو ما ترافق مع تصعيد كبير من قِبل المعارضة الإسرائيلية وتهديد الوزير بيني غانتس بفرط عقد حكومة الحرب، وبحسب مصادر سياسية لبنانية متابعة لمسار الحرب في غزة والجنوب فإن نتانياهو اليوم أمام خيارين، فإما يسير باقتراح بايدن وينهي الحرب ويدخل الى مرحلة جديدة تعده بها الإدارة الأميركية في المنطقة عنوانها الأساسي التطبيع مع المملكة العربية السعودية وبالتالي الاندماج الكامل مع الدول العربية والخليجية تحديداً، وإما استمرار المناورات وإفشال مساعي وقف الحرب والتعويل على وصول ترامب الى الرئاسة في تشرين الثاني المقبل، وبالتالي استمرار التعويل على الحرب التي قد تتسع لتصبح حرباً إقليمية شاملة.
لا تعلم المصادر النسب المئوية لنجاح كل خيار، ولكنها تعتبر أن سير نتانياهو بالخيار الأول وقبول الصفقة يتطلب ضمانات أميركية كاملة بخصوص مستقبله السياسي، وهنا يمكن قراءة مؤشرات عديدة على ذلك أبرزها تصريح المعارض الأول والأقوى في الكيان يائير لبيد الذي قال منذ يومين: "لا يمكن للحكومة الإسرائيلية أن تتجاهل كلمة الرئيس بايدن المهمة. هناك اتفاق على الطاولة ويتعين إبرامه، وأذكر نتانياهو بأن لديه شبكة أمان من جانبنا لإبرام اتفاق رهائن إذا غادر بن غفير وسموتريتش الحكومة"، وهذا ما يعني أن لبيد مستعد للدخول في ائتلاف حكومي برئاسة نتانياهو بشرط خروج اليمين المتطرف منها.
يسعى الإعلام الإسرائيلي المعارض من جهته لممارسة الضغوط على نتانياهو من خلال تخييره بين أن يختار بين ما يقدمه له الرئيس الأميركي، أو الاستمرار في التوحُّل بين غزة ورفح، ويتشدد بإرسال رسائل الى رئيس الحكومة بأن تفضيل وزراء اليمين المتطرف سيكون هذه المرة على حساب إسرائيل وأمنها الاستراتيجي، ولكن بالنسبة الى الخيار الثاني لنتانياهو فهو يتمثل بحسب المصادر بتكرار مسرحية الصفقة الماضية حيث يتنصل من الاتفاق بحال وافقت عليه حماس، أو يؤكد عدم رغبة حماس بالصفقة بحال اعترضت عليها، وهذا الخيار بحسب المصادر مدعوم أميركياً من قبل المرشح الجمهوري دونالد ترامب الذي لا يرغب بنجاح الإدارة الحالية بوقف الحرب وما بعدها من دخول إسرائيلي بحوار مباشر مع السعوديين لأجل التطبيع.
بين هذه الحسابات يلعب رئيس حكومة العدو، والأيام المقبلة ستكون كفيلة بالإجابة على كل هذه التساؤلات، وحول ما سيختاره نتانياهو، وهذه النافذة الزمنية التي نعيش فصولها حالياً لن تطول أكثر من ثمانية أسابيع، فهل يكون الفرج أن تجدد الحرب نشاطها الى العام 2025؟