مريم حرب - خاصّ الأفضل نيوز
أثار جدري القردة المخاوف مع انتشار سلالة جديدة من الفيروس. سارعت منظمة الصحة العالمية إلى إعلان حالة طوارئ صحيّة عالميّة مع تأكيد تسجيل إصابات في أكثر من 12 دولة.
لبنان لم يسلم من هذا الفيروس إذ سبق ورصد عددًا من الحالات المصابة به.
سجّل لبنان 30 إصابة بفيروس جدري القردة، في الفترة الممتدّدة من العام 2022 إلى شهر آذار 2024. ودعت رئيسة مصلحة الطب الوقائي في وزارة الصحة عاتكة برّي إلى عدم الخوف، إذ "لم تسجّل وزارة الصحة أي حالة جديدة، و لا تتقصى الوزارة حاليًّا عن حالات مشكوك بإصابتها في الموجة الجديدة من الفيروس في لبنان".
اكتشف فيروس جدري القردة للمرة الأولى في جمهورية الكونغو الديمقراطية عام 1970. وهو ينتقل بطرق عدّة: مخالطة الأشخاص المصابين عن طريق اللمس أو التقبيل أو الاتصال الجنسي، ملامسة مواد ملوثة، القطيرات التنفسية قصيرة المدى الناجمة عن المخالطة اللصيقة لفترات طويلة مع المصابين، الحمل، الولادة، الرضاعة، بيئة مجتمعية معينة مثل صالونات الوشم والتجميل، والاحتكاك بالحيوانات المصابة خصوصًا لدى صيدها أو سلخها أو طهيها.
يتعافى معظم الناس من فيروس جدري القردة تماماً خلال أسبوعين إلى 4 أسابيع. إلا أنّه يؤدي لدى فئات معينة كالأشخاص ضعيفي المناعة أو الذين يعانون من أمراض مزمنة، وعند الأطفال والنساء الحوامل إلى مضاعفات خطيرة قد تصل أحيانًا إلى الوفاة.
وأكّدت برّي في حديث لموقع "الأفضل نيوز" أنّ حالتين فقط من الـ30 إصابة التي سجّلت سابقًا في لبنان استدعت الدخول إلى المستشفى، بينما الحالات الأخرى جرت معالجتها في المنزل.
ولفتت إلى أن أي شخص يشعر بأيٍّ من هذه العوارض الصداع، الحمى، التهاب الحلق، آلام في العضلات أو في الظهر، الوهن، تورم الغدد الليمفاوية، أو بطفح جلدي في أي مكان في الجسم، عليه المسارعة إلى استشارة الطبيب. وإذا ما شكّ الطبيب بإصابة الفرد بالفيروس يبلّغ وزارة الصحة بالأمر، فتقوم الأخيرة بأخذ عيّنات وبناء على نتيجة الفحص تؤكّد الإصابة أو تنفيها. وأضافت: "الوزارة تطلب من الأفراد المشكوك بإصابتهم، الالتزام بالحجر في المنزل وعدم المخالطة ريثما تصدر نتيجة فحص العيّنات".
وأشارت برّي إلى أنّ أي شخص تثبت إصابته بالمرض عليه البقاء في المنزل حتى وقوع كل الآفات الجلديّة ونموّ جلد جديد، وحينها فقط لا تكون الحالة معدية.
كما أصدرت مصلحة الطب الوقائي في وزارة الصحة العامة سلسلة خطوات على الشخص المصاب العمل بها وهي: غسل اليدين بشكل متكرر بالماء والصابون أو استخدام معقم كحولي، تغطية الآفات الجلدية وارتداء كمامة محكمة عند التواجد مع أشخاص آخرين، تجنّب لمس الأشياء الموجودة في المساحات المشتركة مع الآخرين وتطهيرها وتعقيمها بشكل متكرر في حال حصول ذلك، تجنّب المخالطة الجسدية أو الجنسية، اغسل الملابس والملاءات والمناشف بماء ساخن على درجة حرارة أكثر من 60 درجة مئوية، وفي حال تعين على شخص آخر القيام بذلك عليه ارتداء كمامة طبية محكمة وقفازات ذات استعمال واحد والتخلص من الكمامة والقفازات والأكياس المستعملة بعد الانتهاء عبر وضعها في كيس نفايات محكم الإغلاق، وفتح النوافذ للحصول على التهوية الجيدة.
احتمال تكرار سيناريو كورونا لا يزال مستبعدًا من الناحية العلمية. وقد طمأنت وزارة الصحة اللبنانية أنّه حتى الآن لا داعي للهلع، لكن على كلّ فرد أن ينتبه وأن يعمل بتوصيات الوزارة خصوصًا إذا ما كان عائدًا من بلد سُجّل فيه انتشار للفيروس.