ليديا أبودرغم- خاصّ الأفضل نيوز
ما بعد الخامس والعشرين من آب 2024 ليس كما قبله، ومن جديد صدق سيد المقاومة الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله، ونفّذ التزامه بالرد على همجية الكيان الغاصب الذي اغتال القائد العسكري فؤاد شكر، في الضاحية الجنوبية بإطلاق مئات الصواريخ والمُسيَّرات ضد أهداف إسرائيلية، في عملية نوعية أطلق عليها اسم "عملية الأربعين" استهدفت قاعدة "غليلوت" الإسرائيلية.
وبدا الحزب في ردّه ملتزماً السقوف التي تَحول دون توسع الحرب، لجهة التركيز على ضرب أهداف عسكرية، وعدم استهداف المدنيين، وجعل الكيان يعود إلى قواعد "الاشتباك المنضبط".
وجاء رد «حزب الله» قبل ساعات من جولة مفاوضات عُقدت في القاهرة في محاولةٍ للتوصل إلى تهدئة في غزة، تنفيذاً للالتزام بالرد على اغتيال شكر، وإغلاق هذا الملف، قبل أي تقدم قد يطرأ على المفاوضات الجارية، مما يمهد الطريق أمام وقف الهجمات من جنوب لبنان، بالتزامن مع وقف الهجمات في غزة، في حال التوصل إلى صيغة للتهدئة.
المقاومة في ردّها أحدثت تحوّلاً في معادلة الصراع في لبنان وفلسطين وحتى على مستوى المنطقة، فلم يعد العدو الإسرائيلي ذاك الذي يقوم بأي عدوان دون أن يلقى الرد المناسب، وأثبتت المقاومة أن "إسرائيل" لا تملك استراتيجية خروج من الحرب، وهي تخشى حرباً مفتوحة مع "حزب الله"، لأنها لا تملك القدرة الآن على "الحرب"، بالرغم من الدعم والحشد الأميركي والأوروبي العسكري جوًّا وبحرًا وبرًّا، ما يثبت أن "حزب الله" خلق معادلة ردع وحرب استنزاف جعلت الكيان، من الناحية الاستراتيجية في حالة تآكل مستمرة تؤدي في مجملها إلى خسارة نقاط أمام "حزب الله".
ما بعد رد "حزب الله" وموقف أمينه العام هناك أسئلة بدأت تدور عن دخول البلد في تهدئة ومدى جدية هذا الأمر، وبدا أن مشهداً جديداً بدأ يتظهر كون رد "حزب الله" جاء منفصلاً عن عملية إسناد الجبهات، وكله مرهون بمفاوضات الوضع في غزة.
التوازنات الاستراتيجية تغيّرت: الجيش الإسرائيلي الإرهابي فقد الردع وقوته الهجومية وأسطورة الجيش الذي لا يقهر أصبحت شعاراً فارغاً، ما سيجعل الولايات المتحدة وحلفاءها في موقف صعب يفرض عليهم إعادة تقييم سياساتهم وحساباتهم الاستراتيجية في المنطقة، بعد أن ثَبُتَ للجميع أن المقاومة لا تزال في موقع القوة، وأن أي محاولة لتجاوز الخطوط الحمر ستواجه برد حاسم وموجع.