ميشال نصر - خاصّ الأفضل نيوز
على وقع انطلاق "حرب لبنان الثالثة" بمرحلتها الجوية حتى الساعة، وصل الموفد الفرنسي جان ايف لودريان إلى بيروت، في زيارة لأيام ثلاثة، احتل ملف التطورات الجنوبية صدارتها، بعدما تراجع الملف الرئاسي إلى الخطوط الخلفية.
أما في نيويورك فرئيس الجمهورية الإسلامية يعلنها صراحة، مستعدون لبدء مفاوضات نووية فورا في حال رغبة الآخرين بذلك، في قرار متأخر قد يخدم مصلحة حملة كامالا هاريس، عشية تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن الحرب هي مع طهران.
فالموفد الفرنسي، الذي أرسل على عجل بعد مفاوضات بين الرئيس ماكرون والرئيسين بري وميقاتي، يحمل معه ورقة منقحة، من المبادرة الفرنسية السابقة، التي كان سبق وطرحها في زياراته المكوكية ووجهت برفض لبناني، توصل إليها اجتماع وزيري خارجية فرنسا والولايات المتحدة الأميركية بداية الأسبوع الماضي، في ضوء مشاورات الوسيط آموس هوكشتاين في إسرائيل، بحسب ما أشارت مصادر دبلوماسية، مؤكدة أن الملف الرئاسي قد يطرح عرضا باعتباره جزءا من الحل، إلا أن جهود الخماسية منكبة راهنا على متابعة الوضع الجنوبي، وممارسة الضغوط لوقف انجرار الوضع نحو مزيد من التصعيد، بعدما لامست الأحداث الخطوط الحمر.
ورأت المصادر أن التعاون الفرنسي – السعودي راهنا، يرتكز على ضرورة انخراط المملكة في عملية دعم لبنان ومساعدته لتخطي الأزمة الطارئة، في ظل الثغرات التي ظهرت خلال الأيام الماضية والعجز الواضح على مواجهة أي تصعيد، سواء طبيا ، بعد انكشاف القطاع الصحي والمستشفيات، وعلى صعيد تعامل الدولة وقدرة الحكومة على تطبيق خطة الطوارئ التي وضعتها.
المصادر التي بدت حذرة جدا في مقاربتها للزيارة الفرنسية، أبدت خشيتها من عدم إمكانها إحراز أي تقدم، رغم أن ثمة اتفاق من تحت الطاولة بين واشنطن وتل ابيب على إدارة التصعيد على الجبهة اللبنانية، نزامنا مع الضغط الدبلوماسي والسياسي الذي سيمارس، وفقا لما كان وعد به هوكشتاين خلال زيارته لإسرائيل.
وأبدت المصادر اعتقادها بأن اللعبة الإسرائيلية، تسير بموزاة خطة حارة حريك، بحيث إن المعادلة باتت واضحة، تهجير المستوطنين يقابله تهجير اللبنانيين من الجنوب، وهو ما بدا فعلا بحسب تقارير حكومية لبنانية، ودولية من قوات الطوارئ الدولية التي عمدت إلى إخراج عائلات العاملين فيه من منطقة جنوب الليطاني باتجاه بيروت.
وتابعت المصادر بأن الخوف حاليا، من أن يكون ثمة قطبًا إسرائيلية مخفية لإحداث إرباك في الساحة الداخلية نتيجة حركة التهجير الحاصلة على نطاق واسع، والمرجح أن تستمر خلال الأيام القائمة، خصوصا أن وزير الداخلية والبلديات، كان حذر من هكذا أمر قبل أيام، غداة اجتماع مجلس الأمن المركزي.
وأشارت المصادر إلى أن إسرائيل تحاول اللعب على المجتمع الدولي، من خلال نشر الفيديوهات "التنبيهية" وتوجيه رسائل عبر الهواتف لإخلاء المنازل والقرى، والتي لم تعد في إطار الحرب النفسية، بل هدفها إظهار التزام تل أبيب بالقانون الدولي، وتحديدا اتفاقيات جنيف لعام 1949 وبروتوكولاتها المكملة لعام 1977، والتي تسمح باستهداف "البنى المدنية التي تخزن أسلحة حربية" شرط إنذار ساكنيها بإخلائها قبلا، في محاولة خبيثة للإفلات من أي محاسبة دولية، وهو ما يستوجب تحركًا لبنانيًّا استباقيًّا.