ليديا أبو درغم - خاصّ الأفضل نيوز
يترقّب العالم بشكل عام والشرق الأوسط بشكل خاص نتائج الجولة الثالثة من المحادثات الأميركية -الإيرانية غير المباشرة بشأن البرنامج النووي الإيراني يوم السبت المقبل، التي تخاض على وقع توترات إقليمية ودولية، تبدأ من طهران ولا تنتهي عند "تل أبيب"، حيث تتجلى مخاوف من محاولات إسرائيلية لإفشال أي تقارب أميركي إيراني.
ويبدو العزم الكبير بين البلدين لإنجاح هذا الاتفاق أكثر من أي وقت مضى، ولكلٍّ أسبابه: إيران تدخل المحادثات مع التغيرات الإقليمية الدراماتيكية التي كانت هي محورها الرئيسي، للتخلص من أزمتها الاقتصادية والتهديد بهجوم أميركي أو إسرائيلي على منشآتها النووية، وإدارة ترامب يبدو أن نجاح هذه المحادثات بات رهانها الوحيد حالياً في ظل إخفاق ترامب حتى الآن في تنفيذ وعوده الانتخابية لاسيما في ضوء تعثر ملفات سياسته الخارجية الأخرى، وفي مقدمتها وقف حرب أوكرانيا، والتسوية السياسية للصراع في الشرق الأوسط، إلى جانب اصطدام حرب الرسوم الجمركية بعقبات جمة.
ويأتي الموقف الخليجي ليضيف طبقة جديدة من التعقيد، إذ إنه بالرغم من التنسيق غير المعلن مع "إسرائيل"، إلا أن الخليج لا يريد أن يكون شريكاً في التصعيد، بل شريكاً في الحل، لأنه يخشى أن أي ضربة قد تُشعل المنطقة ستُجهض مشاريع التحول الكبرى فيها مثل رؤية 2030، ما يجعل قرار ترامب في ملف إيران محكومًا باعتبارات متعددة، لا فقط بالعلاقة مع "تل أبيب".
إن من مصلحة كل الأطراف، بما في ذلك إيران والدول الغربية ودول مجلس التعاون الخليجي، توفير الدعم لإنجاح المفاوضات النووية الأميركية -الإيرانية قبل 18 تشرين الأول 2025، وهو تاريخ انتهاء خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015 وقرار مجلس الأمن رقم 2231، الذي يمثل المظلة الأممية له. ويعني هذا الانتهاء خروج إيران من إطار الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وإلغاء العقوبات الأممية التي كانت مفروضة عليها قبل توقيع الخطة بشكل كلي، وعدم جواز إعادة العقوبات مرة أخرى على إيران، بعد هذا التاريخ.
اتفاق نووي جديد يلوح في الأفق ما بين واشنطن وطهران وفقاً لتقارير أميركية، بالرغم من محاولة إيران على سريتها ومرونتها، فهل يُبصر النور؟
الإجابة تظل رهينة التوازن بين حسابات ترامب الدولية، ورهانات نتنياهو الوجودية، وصبر طهران على طاولة المفاوضات.