عماد مرمل - خاصّ الأفضل نيوز
تنطلق الأحد في 4 أيار الانتخابات البلدية والاختيارية بدءا من محافظة جبل لبنان التي حُسمت بعض بلدياتها سلفا بالتزكية، فيما ستكون مناطق عدة مسرحا لمعارك حامية يختلط فيها الحابل العائلي بالنابل السياسي.
ويُفترض أن يشكل هذا الاستحقاق فرصة ثمينة لإعادة تشكيل السلطة المحلية وتفعيلها، على قاعدة إعطاء الأولوية للإنماء والخدمات بعيدا من الحسابات السياسية والعصبيات الضيقة، الأمر الذي يُلقي على الناخب بالدرجة الأولى مسؤولية كبرى لاختيار الأشخاص المناسبين والقادرين على معالجة الملفات التي تهمه في حياته اليومية.
من هنا، يتوجب على الناخبين التدقيق جيدا في خياراتهم قبل أن يذهبوا إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم التي ستستمر مفاعيلها لست سنوات مقبلة، وهذا يتطلب منهم التحرر قدر الإمكان من المؤثرات الجانبية وتحكيم ضمائرهم خلال الاقتراع لئلا يندموا حين لا ينفع الندم.
وإذا كان المواطن قد اعتاد على "النق" و"النقد" وهو محق في ذلك نتيجة الأزمات التي تحاصره من كل حدب وصوب، فإن عليه أن يعرف أنَّ الانتخابات، سواء كانت بلدية أم نيابية، تشكل مناسبة لتصحيح المسار ومحاسبة المقصرين، وأنه لا يحق له بعدها أن يستمر في النَّق والنقد ما دام قد حصل على فرصة للتغيير.
وإلى حين أن تقول صناديق الاقتراع كلمتها وتبوح بأسرارها، تواصل الجهات المعنية بالانتخابات البلدية الاستعداد لها، كلٌ من زاويته ومنظاره، وفق الفرز الآتي:
_ بالنسبة إلى الدولة، المهم هو إنجاز الاستحقاق البلدي بنجاح أمنيًّا ولوجستيًّا، خصوصا أن الخارج يراقبها ويربط مساعدتها بالتأكد من حسن سلوكها وسيرتها تبعا للمعايير المعتمدة من قبله. أضف إلى ذلك، أن التنظيم الجيد لهذا الاستحقاق سيعزز رصيد العهد والحكومة داخليًّا.
_ بالنسبة إلى القوى السياسية، سيسمح لها الاختبار البلدي بجس نبض قواعدها الشعبية واستنهاض ماكيناتها الانتخابية استعدادا للاستحقاق النيابي المقبل بعد نحو عام، وبالتالي ليس هناك أفضل من الانتخابات البلدية لإجراء مناورة بالذخيرة الحية من أجل تحديد عناصر القوة والضعف قبل الموقعة الكبرى.
_ بالنسبة إلى العائلات الأساسية في المناطق اللبنانية، فهي أحد اللاعبين الكبار والأرقام الصعبة في الانتخابات البلدية والاختيارية، ما يمنحها القدرة على فرض إيقاعها حتى على القوى السياسية، خلافا لما يكون عليه الأمر في الانتخابات النيابية.
وانطلاقا من هذه الحقيقة ستسعى تلك العائلات إلى ضمان حضور وازن لها في المجالس البلدبة، ما يضعها أمام امتحان اختيار ألأفضل والأكفأ في صفوفها بعيدا من المحسوبيات والمسايرات.
_ بالنسبة إلى عموم الناس، لا يعنيهم في الاستحقاق البلدي سوى أنه مساحة للمساهمة في صنع القرار الإنمائي والخدماتي، الأمر الذي يستدعي منهم الإقبال الكثيف على الاقتراع حتى يستطيعوا أن يكونوا شركاء في رسم مستقبل مناطقهم.