عماد مرمل - خاص الأفضل نيوز
تخوض العاصمة بيروت الأحد المقبل اختبار الانتخابات البلدية والاختيارية وسط تنافس بين لوائح عدة.
وتكتسب هذه الانتخابات أهمية زائدة كونها ستفرز المجلس البلدي لعاصمة لبنان، إضافة إلى أنها ستشكل امتحانًا لقدرة القوى السياسية والناخبين على حماية المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في هذا المجلس الذي يكاد يشبه في حساسية تركيبته وتوازناته مجلس الوزراء!
وما يزيد امتحان الأحد المقبل صعوبة، هو أنه سيتم وسط تحسس طائفي تسببت به الاصطفافات الحادة التي رافقت النقاش حول مسألتي تخفيف الصلاحيات الواسعة لمحافظ بيروت، واعتماد اللوائح المقفلة التي كان يراد منها ضمان المناصفة، علمًا أن هذا النقاش لم يؤد سوى إلى مزيد من التشنجات الطائفية من دون أن يحقق أي نتيجة إيجابية، ما دفع إلى تعليقه وتأجيل حسمه حتى وقت آخر، فيما بقيت عوارضه الجانبية تتفاعل في الاغوساط البيروتية.
ومن "عجائب" انتخابات العاصمة، لائحة "بيروت بتجمعنا" التي ضمت في صفوفها معظم التناقصات السياسية، من حركة أمل وحزب الله إلى القوات اللبنانية وحزب الكتائب مرورًا بالتيار الوطني الحر والطاشناق والأحباش والنائب فؤاد مخزومي وآخرين، وذلك في مواجهة لوائح أخرى تتوزع بين تحالف الجماعة الإسلامية والنائب نبيل بدر، وائتلاف المجتمع المدني ونواب التغيير، وغيرهما.
ولئن كانت خلطة "بيروت بتجمعنا" توحي للوهلة الأولى بأنها تعكس نبض الوحدة الوطنية وتقدم نموذجًا حيًّا للتعايش، إلا أن قليلاً من التدقيق في ظروف ولادة اللائحة يُبين أن أحكام الضرورة هي التي أنتجتها، وأن بعض مكوناتها اتخذت قرار الانضمام إليها باعتباره شرًّا لا بد منه أو الخيار الأقل سوءًا بالمقارنة مع ما هو أسوأ.
وبهذا المعنى فإن محاولة حماية المناصفة المهددة، وحاجة كل طرف إلى أن يكون جزءًا من القرار الإنمائي في العاصمة، هما العاملان اللذان فرضا على القوى المتخاصمة سياسيًّا أن تلتقي على دعم لائحة مشتركة تحت سقف خدمة العاصمة حصرًا، من دون أن يحمل هذا الائتلاف الاضطراري أي أبعاد أو دلالات سياسية.
وهناك من يعتبر أن تلك اللائحة ستواجه التحديات الآتية:
_ أن تتجاوز السواتر النفسية الموجودة بين الجهات الداعمة لها وأن تشكل في يوم الاقتراع فريق عمل واحد لا أن تكون بيتًا بمنازل كثيرة.
_ أن تقنع الناخب البيروتي بتوليفتها، إذ ليس سهلًا أن يصبح المتصارعون منذ عقود على الخيارات السياسية حلفاء في لائحة واحدة بين ليلة وضحاها.
_ أن تثبت القدرة على تحقيق المناصفة في ظل غياب تيار المستقبل الذي كان ضامنًا لها.
_ أن تتحول في حالة الفوز مجلسًا منسجمًا يستطيع صنع الإنجازات الخدماتية، لا أن يؤدي تنوع رعاته إلى التسبب في تعطيله.
فهل تنجح لائحة الأحزاب في هذا الاختبار أم تدفع ثمنه؟
وحدها صناديق الاقتراع ستبوح بالإجابة.