مارينا عندس - خاصّ الأفضل نيوز
من بساتين الزيتون العريقة في لبنان، إلى موائد البرازيل المتعطشة للنكهات اللبنانية الأصيلة، يشقّ زيت الزيتون اللبناني طريقه نحو سوقٍ جديدٍ لا بدّ من أنه سيلمع هناك، في البرازيل تحديدًا. وفي خطوةٍ تعبّر عن جودة المنتج المحلي وثقة الأسواق العالمية به، ينطلق الذهب الأخضر اللبناني (زيت الزيتون الأصيل) ليحمل معه نكهة الأرض وتراث الأجداد إلى قلب أميركا الجنوبية.
في الآونة الأخيرة، أعلنت وزارة الزراعة اللبنانية أنّ "السلطات البرازيلية قرّرت إلغاء الرسوم الجمركية التي كانت تبلغ 9% على استيراد زيت الزيتون، ما يتيح فرصة مهمة لتعزيز صادرات زيت الزيتون اللبناني إلى السوق البرازيلية". وأشارت إلى أنه "يُتوقّع أن يُسهم هذا الإجراء في خفض أسعار زيت الزيتون في البرازيل بنسبة تصل إلى 10%، بحسب جمعية السوبرماركت البرازيلية، مما يعزّز الطلب ويمنح المنتج اللبناني قدرة تنافسية أعلى من حيث الجودة والسعر، خصوصًا في ظل وجود جالية لبنانية كبيرة هناك". ودعت الوزارة المنتجين والمصدرين اللبنانيين إلى اغتنام هذه الفرصة الواعدة، مؤكدةً استمرارها في دعم الجهود الرامية إلى فتح أسواق جديدة أمام المنتجات الزراعية اللبنانية.
من المُستفيد من تصدير الزيت للخارج؟
طبعًا المنتجون اللبنانيون هم أولى المستفيدين من هذه الخطوة، لأنّ التصدير يفتح أسواقًا جديدةً ويزيد من الطلب على الزيت اللبناني، ما يعني دخلاً أعلى للمزارعين والمعاصر أولًا، وبسبب المنافسة في الأسواق العالمية التي تحفّز تحسين جودة الإنتاج للالتزام بالمعايير الدولية ثانيًا.
لا يمكننا أن نغضّ النظر عن دور الجالية اللبنانية في البرازيل، التي ستستفيد بشكلٍ مباشرٍ من هذه الحالة، نتيجة توفّر منتج كزيت الزيتون عالي الجودة وذو طابع تراثي، ما يعزّز الروابط الثقافية.
أما في ما يتعلق بالشركات البرازيلية المستوردة، فهي أيضًا من المستفيدين بهذه الخطوة اللامعة للبنان، كونها تحصل على منتج مميز قد لا يتوفر محليًا بنفس الجودة. وبالتالي، يمكنهم بيعه في سوق الأغذية الراقية أو المتخصصة، ما يحقق أرباحًا عاليةً.
زيت وزيتون الجنوب..
منتجات زراعية أبهرت العالم
"زيت وزيتون الجنوب" هو مشروع زراعي وغذائي ينطلق من قلب الجنوب اللبناني، حيث تنمو أشجار الزيتون في تربة مباركة مشبعة بعرق المزارعين ونكهة التاريخ. يتم إنتاج زيت الزيتون البكر الممتاز والزيتون المكبوس والمونة القروية بأعلى معايير الجودة، من خبرات الأجداد ومحبة الأرض. حصل هذا المشروع على الجائزة الذهبية في مسابقة الزيت العالمية - أثينا 2022 وعلى الجائزة الفضية في معرض نيويورك الدولي لزيت الزيتون 2023 ويُصنّف الزيت ضمن أفضل الزيوت عالميًا من حيث النقاء، الحموضة المنخفضة، والطعم الغني الطبيعي.
المسؤولة عن القسم الإعلامي في شركة "زيت وزيتون الجنوب" الإعلامية نسرين عل جابر، تشير في حديثها لموقع "الأفضل نيوز"، إلى أنّ " عدد أشجار الزيتون في لبنان يقدّر بحوالي الـ 11 مليون شجرة، تغطي نحو 60,000 هكتار. ويُنتج لبنان سنويًا ما يقارب 20,000 إلى 25,000 طن من زيت الزيتون. وجودة الزيت اللبناني تُصنَّف ضمن فئة Extra Virgin في أكثر من 90% من الإنتاج. لذلك، تستورد البرازيل سنويًا كميات متزايدة من زيت الزيتون اللبناني، بفضل الطلب من الجالية، إضافة إلى اهتمام السوق البرازيلية بمنتجات طبيعية وعالية الجودة. ومؤخرًا، عاد الحديث في الأوساط الاقتصادية عن إمكانية تعزيز التبادل الزراعي بين لبنان والبرازيل، في إطار اتفاقيات ثنائية تُسهّل انسياب المنتجات اللبنانية. وقد طُرحت فكرة تشكيل لجنة زراعية مشتركة تعمل على فتح الأسواق، وتجاوز الحواجز الجمركية والصحية التي تعرقل دخول المنتجات اللبنانية إلى البرازيل. فإن تصدير زيت الزيتون اللبناني إلى البرازيل ليس مجرد نشاط تجاري، بل هو رئة اقتصادية وفرصة للحفاظ على الزراعة اللبنانية التي تواجه صعوبات متعددة. وبدعم رسمي وخطط تسويقية ذكية، يمكن لزيت الزيتون أن يتحوّل إلى سفير لبنان الأخضر في العالم، ويعيد الاعتبار لفلاحٍ لم يترك أرضه رغم كل الأزمات".