مارينا عندس - خاص الأفضل نيوز
تُعرف مدينة عنجر، الواقعة في قضاء زحلة بمحافظة البقاع، بتاريخها العريق من جهة، ومركزها الاقتصادي الرئيسي المهم من جهةٍ أخرى. وتتأثر هذه المنطقة تحديدًا بالحركة التجارية والاقتصادية في البلد، على اعتبارها قريبة من معبر المصنع الحدودي، الذي يعدّ من أبرز المعابر التجارية في البلاد.
وقبل الأحداث الأخيرة، كان المعبر يشهد حركة ناشطة للبضائع، حيث كانت تُصدّر عبره منتجات زراعية وصناعية لبنانية إلى الأسواق السورية والأسواق الأخرى عبر سوريا. ما عزّز خزينة الدّولة والنشاط الاقتصادي للمنطقة.
ما هي أبرز المعالم السياحية في عنجر؟
تُعدّ قلعة عنجر الأموية من أبرز المعالم التاريخية في لبنان، وهي مدينة أثرية متكاملة بُنيت في القرن الثامن الميلادي على يد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك. هذه القلعة تضمّ قصرًا كبيرًا وآخر صغيرًا، مسجدًا، سوقًا شعبيًا وأحياء سكنية، حمّامات بخارية، وباحة خارجية واسعة. وصُنّفت من قبل منظمة اليونسكو عام 1984 كموقع أثري عالمي.
كما تشتهر عنجر بمطاعمها ومأكولاتها التقليدية اللبنانية والأرمنية، بالإضافة إلى الأطباق البقاعية التقليدية، مثل مطعمي الشمس والأرز.
كما تُقام في عنجر مهرجانات ثقافية وفنية، مثل "مهرجانات عنجر الدولية"، التي تُنظّم سنويًا وتضم أمسيات موسيقية وتراثية وعروضًا فلكلورية أرمنية، مما يعكس غنى التراث الثقافي للمدينة.
التّحديات التي يواجهه القطاع السياحي
رغم أهمية عنجر السياحية، إلّا أنّ القطاع السياحي في لبنان تكبّد خسائر كبيرة نتيجة الأوضاع الأمنية والسياسية الصعبة، بحيث تراجعت الإيرادات السياحية من حوالي 6 مليارات دولار عام 2022 إلى أقل من 2 مليار دولار في العام التالي، مما يعني خسائر تقارب الـ 4 مليارات دولار. كما أشار نقيب أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي في لبنان، طوني الرامي، إلى أن نحو 70 إلى 80% من مطاعم بيروت الكبرى قد أغلقت أبوابها، وأن حركة التوصيل انخفضت بنسبة 50%، مما يعكس تراجعًا كبيرًا في النشاط السياحي.
ولكن، على الرغم من ذلك، تحاول مدينة عنجر، جاهدةً، أن تلعب دورًا مهمًا في الاقتصاد المحلي من خلال: أنشطتها السياحية، الفعاليات الثقافية، التجارة المحلية، والأهم من ذلك، مكانتها كوجهة سياحية تاريخية عريقة، مما يعزز هوية لبنان الثقافية.
للأسف، تعرّض المعبر في الآونة الأخيرة، لعدّة استهدافات، مما أدى إلى توقف حركة الترانزيت بشكل شبه كامل.
ووفقًا لتصريحات أصحاب مكاتب التخليص الجمركي، تراجعت قيمة التبادلات التجارية من حوالي 700 مليون دولار سنويًا إلى الصفر، وتوقفت حركة عبور السيارات السياحية بشكل نهائي. وهذا التوقف أثّر بشكلٍ كبيرٍ على الاقتصاد المحلي في المناطق المحيطة بالمعبر، بما في ذلك مدينة عنجر، حيث توقفت العديد من الأنشطة التجارية والصناعية المرتبطة بحركة المعبر.