ليديا أبودرغم – خاصّ الأفضل نيوز
بدأت "إسرائيل" الحرب الإقليمية على إيران، التي رغم العدوان الإسرائيلي، المدعوم أميركياً وغربياً، لم يتبدّل موقفها بالتمسك بحقوقها النووية، وبأن شعبها خط أحمر، ما يعني قرار الذهاب بالمواجهة التي فُرضت عليها
إلى نهايتها.
العدوان الإسرائيلي لم يكن ليقع لولا الضوء الأخضر من قبل الولايات المتحدة، وذهب العديد من الخبراء للقول إن ما حققته "إسرائيل" خلال الضربة الأولى من استهداف لقيادات عسكرية ومقار عسكرية ومنشآت نووية، بما في ذلك العديد من علماء البرنامج النووي الإيراني، كل ذلك ما كان لينجح، لولا مشاركة مباشرة ومساعدات استثنائية لوجستية واستخبارية وتكنولوجية تلقتها من واشنطن، التي ترفض التدخل المباشر في الحرب نظراً لتشابك التوجهات الأميركية في إدارة المواجهة بين "إسرائيل" وإيران ضمن شبكة معقدة من الالتزامات الاستراتيجية، والمصالح الاقتصادية الحيوية، والضغوط السياسية الداخلية والدولية، وبالتالي الالتزام التاريخي بدعم أمن "إسرائيل" كحجر زاوية في استراتيجيتها الإقليمية، والتحفّظ الحادّ على الانزلاق إلى حرب شاملة تهدد استقرار الشرق الأوسط ومصالحها الحيوية ونفوذها في منطقة الشرق الأوسط، باعتبار أن أي تصعيد مفتوح قد يهدّد ليس فقط المصالح الأميركية في الخليج بل أيضاً الاستقرار العالمي للطاقة، ما قد يُدخل الولايات المتحدة في دوامة عسكرية لا ترغب بها، تحسباً لضبط المعادلات ومراعاة الاستحقاقات الأميركية الداخلية.
تقف الولايات المتحدة اليوم أمام معضلة استراتيجية، تتمثل في مدى الدعم الذي يمكن أن تقدمه لـ "إسرائيل" دون أن تجد نفسها في مواجهة مباشرة مع إيران وشركائها، لكن التحدي الأكبر أن الوقت ليس في صالح واشنطن، وكل يوم يمر دون حسم الصراع يزيد من احتمالات الانزلاق إلى مواجهة إقليمية يكون من الصعب احتواؤها.
ومما تقدّم، يتعلق القرار الأميركي بشأن المشاركة المباشرة في الحرب، بالسلوك الإيراني إذا ما قررت طهران استهداف القوات الأميركية في المنطقة، والعامل الأهم هو مدى قدرة "إسرائيل" على إقناع الولايات المتحدة بالمشاركة المباشرة في الحرب لتدمير مفاعل فوردو، وهذا ما تسعى إليه "إسرائيل" بشكل حثيث تخوفاً من بلوغ المستوى الأخير من التهديد الوجودي.