د.أكرم حمدان - خاص الأفضل نيوز
استوقفني البيان الذي صدر عن وزارة الإعلام وفيه دعوة للمواطنين، ولا سيما المؤثرين والفنانين والإعلاميين، إلى الامتناع التام عن أي شكل من أشكال التواصل المباشر أو غير المباشر مع المتحدثين باسم جيش العدو الإسرائيلي أو وسائل الإعلام التابعة له، مهما كانت الذرائع أو المبررات.
وقد جاء صدور هذا البيان بعد موجة من التعامل المباشر والعلني مع المتحدث باسم جيش الاحتلال عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من قبل مجموعة من اللبنانيين بعضهم يدعي أنه إعلامي والبعض الآخر بأنه مؤثر أو فنان.
وعلى الرغم من تأكيد الوزارة في بيانها التحذيري أن "هذا النوع من التفاعل يُعدّ خرقاً واضحاً للقوانين اللبنانية، خصوصاً تلك المتعلقة بمقاطعة العدو الإسرائيلي، ما يعرّض مرتكبه للمساءلة القانونية بموجب القوانين المعمول بها"، إلا أننا لم نسمع أو نقرأ أي خبر يُفيد بأن القضاء والأجهزة المختصة قد تحركت تجاه هذا الخرق الخطير والمهين والفاضح.
فهل أصبح التعامل مع العدو وبشكل علني وفاضح وجهة نظر أو حرية رأي وماذا عن السيادة وتطبيق القانون؟
وهل باتت أجهزة الدولة ووزاراتها تدعوالمواطنين عبرالبيانات ووسائل الإعلام، كما لو أنها جمعية أو مؤسسة أو حزب أو تيار،إلى"التحلي بالوعي الوطني والمسؤولية في التعامل مع المحتوى الرقمي، حفاظاً على السيادة اللبنانية والمصلحة الوطنية العليا"؟.
كثيرة هي الأسئلة التي ربما تُطرح في هذا المجال وهذا الزمن أو العصر الذي بات فيه التمسك بالقيم والأخلاق والوطنية، وكأنه ينتمي إلى زمن آخر.
إن المطلوب من كل من لديه موقع ومسؤولية أن لا يتهاون بالتعامل مع العدو واستسهال عملية الانحطاط الوطني مهما كانت الأسباب والمبررات، فقد نختلف بالسياسة والمواقف حول الكثير من القضايا والملفات، وهذا أمر طبيعي ومطلوب ، ولكن أن يُصبح التعامل مع العدو المغتصب للأرض والعرض والذي يقود حرب إبادة في غزة، وجهة نظر، فهذا أمر غير مقبول وغير أخلاقي مهما كانت المبررات.
إن المطلوب من وسائل الإعلام والإعلاميين الذين يحترمون شرف وأخلاق المهنة، أن يواجهوا هذا العدو وحملاته المسمومة، وليس أن يُبرر البعض فعلته الشنيعة بحرية الرأي والتعبير، وحذار...حذار ...من الوقوع في فخ النكاية والنكد على حساب الكرامة والأخلاق.