كمال ذبيان - خاصّ الأفضل نيوز
يكشف الرئيس الأميركي يوميًّا، أنه وراء قرار الحرب الإسرائيلية على إيران، التي يريدها أن تأتي إلى المفاوضات حول برنامجها النووي مستسلمة للشروط الأمريكية - الإسرائيلية بوقف التخصيب كليًّا، لا خفضه، لكن طهران رفضت الانصياع وأكدت على أن برنامجها النووي سلميٌّ، والتخصيب مرتبط به، في حين أن إسرائيل دولة نووية لأغراض عسكرية، ولا أحد يحاسبها أو يسألها، حتى أنها رفضت الانضمام إلى منظمة الطاقة الذرية الدولية.
من هنا، فإن الحرب الأمريكية - الإسرائيلية على إيران لن تتوقف، وإن طالبها ترامب أن تعود إلى المفاوضات مستسلمة أو سيدمر برنامجها بالكامل، لكن القيادة الإيرانية وعلى رأسها المرشد العام للثوره الإمام السيد علي الخامنيئي، اتخذت قرار مواجهة العدوان والدفاع عن النفس، وما إن تلقت الضربة العسكرية - الأمنية الإسرائيليّة الأولى، حتى استعادت القيادة والسيطرة، وقامت بالرد السريع بعد ساعات، بما يؤلم العدو الإسرائيليّ، الذي ظن قادته وفي مقدمهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بأن طهران لن ترد، وستتلقى الضربات الإسرائيلية كما حصل مع "حزب الله" بعد اغتيال أمينه العام السيد الشهيد حسن نصر الله.
والحرب بين إيران والعدو الإسرائيليّ الذي تشاركه إدارة ترامب فيها الذي أعلنَ قبل انتخابه وبعده، بأنه رجل سلام ويلومه سلفه الرئيس جو بايدن لتورطه في حروب، فإذا به يظهر على أنه "رجل حرب"، وهدد الإمام الخامنئي باغتياله على توقيت هو يحدده، كما أعطى إيران أسبوعًا لتعلن تسليم سلاحها النووي وإنهاء برنامجه، أو ستكون الكارثة عليها، وسيندم قادتها على ما طلبه منهم ترامب ولم يفعلوه ويلتزموا بوقف البرنامج النووي.
إن العالم يقف أمام حرب بدأت ولا أحد يعلم متى ستنتهي، كما في كل الحروب، وأن قوة ما ستحصد الانتصار.
فالحرب الإسرائيلية - الأميركية على إيران، ومضى أسبوع على بدئها، فإنها مفتوحة على كل الاحتمالات والتطورات، وقد لا تنتهي في أيام وأسابيع وأشهر، وربما لسنوات، فهذه الحرب الروسية - الأوكرانية دخلت عامها الثالث، والحرب الإسرائيلية على غزة ستنهي عامها الثاني، وهذا ما قد تصل إليه الحرب الجديدة بين طهران وتل أبيب، إلى مراحل لا أحد يتوقعها، حيث المشهد العسكري يميل لصالح إيران التي تلحق تلحق الأذى والأضرار الكبيرة في الكيان الصهيوني الذي لم يتعود على مشهد الدمار الكبير الذي يصيبه من جراء الصواريخ والمسيرات الإيرانية، فبات آلاف السكان الصهاينة دون منازل، وبدأت الهجرة المعاكسة للمستوطنين بالرغم من إجراءات المنع للحكومة الإسرائيلية، لكن هؤلاء قرروا المغادرة ولو بالبحر، بعد إغلاق المطارات ومنها مطار بن غوريون، ولم تعد "الدولة العبرية"، التي يمتد أمنها إلى باكستان، كما كان يقول أرييل شارون، فأصبحت "نمرًا من ورق" دون ملاجئ وتحصينات ولا سلاح ردع، فانكشف الكيان الصهيوني أمام العالم، بأنه دون مساندة ومساعدة أمريكا، فهو إلى زوال، كما توعد له قادة "محور المقاومة" ومنهم الشهيد السيد نصر الله، وسبقه مؤسس "الجمهورية الإسلامية الإيرانية" ومطلق ثورتها الإمام الخميني، الذي وصف إسرائيل بـ "الغدة السرطانية" التي يجب اقتلاعها من جسد الأمة.