عبد الله قمح - خاصّ الأفضل نيوز
يترقّب حزب الله تطوّرات المواجهة العسكرية الجارية في المنطقة، ومعه الدولة اللبنانية، التي استقبل رؤساؤها الثلاثة أمس السفير الأميركي في تركيا ومبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى سوريا، توم باراك.
جاءت زيارة باراك بعد فترة قصيرة من إبعاد مورغان أورتاغوس عن منصبها، وفي وقت اندلعت فيه الحرب بين إيران وإسرائيل من طرف واحد، إذ تؤكد طهران أنها تخوض مواجهة دفاعية مشروعة عن النفس.
خلال زيارته، حمل باراك تحذيرات صريحة إلى لبنان من مغبّة انخراط حزب الله في الحرب. إلا أن الحزب – وهو ما سبق أن أبلغه لموفدين لبنانيين – يؤكد أنه لا يخطط حالياً للتدخّل في المعركة. وقد سخر بعض المقربين منه من فكرة “إسناد إيران”، مشيرين إلى أن الوقائع تثبت أن إيران لا تحتاج إلى من يساندها، بل إن إسرائيل هي من تبحث عن دعم خارجي، كما يتضح من محاولتها جرّ الولايات المتحدة إلى الصراع.
يسود الحزب شعور بالارتياح النسبي تجاه مجريات المواجهة. فصحيح أن إيران تعرّضت لضربة أمنية كبيرة تشبه تلك التي أصابت الحزب في أيلول الماضي، إلا أن طهران استطاعت احتواءها بسرعة، ونقلت المعركة إلى عمق "إسرائيل". ويعتبر الحزب أن القدرات الصاروخية الإيرانية تُوظَّف حالياً ضمن استراتيجية “إيلام العدو”، التي تهدف إلى الردع والرد في آنٍ واحد.
وفي لبنان، يتردد مثلٌ يقول: “اشتدّي يا أزمة تنفرجي”، وهو ما يراهن عليه بعض المراقبين حيال المواجهة بين إيران وإسرائيل. فالاستخدام الكثيف للقوة الصاروخية الإيرانية، وما أحدثه من دمار داخل إسرائيل، قد يدفع الأخيرة إلى مراجعة حساباتها وفتح الباب أمام التفاوض. إلا أن ثمة رأياً معاكساً يُحذّر من احتمال نجاح بنيامين نتنياهو في إقناع دونالد ترمب بأن ضرب إيران في هذه اللحظة هو الفرصة المثلى لإضعافها، وربما لتحقيق هدفين: تقويض قدراتها على تطوير برنامج نووي، وتعزيز موقع إسرائيل الإقليمي.
أما في الداخل اللبناني، فما زال حزب الله يلتزم الترقب الحذر. ورغم أن بيانه الأخير بشأن التهديدات باغتيال آية الله علي الخامنئي تضمّن إشارات لافتة – وخصوصاً حين وصف تلك التهديدات بـ”التهوّر والحماقة” – إلا أن قراره حتى الآن هو البقاء خارج المواجهة المباشرة.
سياسياً، يواصل الحزب التعبير عن دعمه لإيران في مواجهة العدوان، من دون أن يذهب إلى حدّ التلويح بتوسيع دائرة الاشتباك. ويبدو أنه يفضّل التريّث لمتابعة كيفية إدارة طهران للمواجهة، ومدى نجاحها في توجيه ضربات مؤلمة إلى إسرائيل. فالحزب يدرك جيداً أن تل أبيب لم تُنهِ حساباتها مع لبنان، وقد تبني خياراتها المستقبلية حياله على نتائج المواجهة الجارية مع إيران.