كمال ذبيان - خاص الأفضل نيوز
موفد رئاسي ثالث خلال السنوات العشر الأخيرة، اثنان منهما من أصل يهودي هما آموس هوكشتاين ومورغان أورتاغوس، وجاهرا بانتمائهما إلى الكيان الصهيوني، الذي خدم في جيشه هوكشتاين، وكان في لبنان، أثناء الاحتلال الإسرائيليِّ له، في حين كانت أورتاغوس تتزيَّن بخاتم في يدها عليه "نجمة داوود".
والموفد الثالث توم باراك أمريكي من أصل لبناني، كما كان فيليب حبيب، مندوبًا رئاسيًّا أميركيًّا إلى لبنان، أثناء الغزو الصهيوني له صيف 1982، ومهَّد لعقد اتفاق سلام بين لبنان والعدو الإسرائيليّ سمِّي بـ "اتفاق 17 أيار" في العام 1983، أثناء عهد الرئيس أمين الجميل، وهو الدور الذي سيقوم به باراك الذي عينه الرئيس الأميركي دونالد ترامب سفيرًا له في تركيا، وموفدًا إلى سوريا ولبنان، فافتتح في دمشق السفارة الأمريكية، وأيَّد الحكم الجديد برئاسة أحمد الشرع، الذي أعلنَ باراك أنه يتِّجه إلى الانخراط في "اتفاقات أبرهام" التي افتتحها ترامب في رئاسته الأولى، وهو يستكملها في الثانية، للدول التي ما زالت على لائحة الانتظار كلبنان، الذي أعلنَ الموفد الرئاسي إلى الشرق الأوسط ستيف فيتكوف، بأن سوريا ولبنان، باتا على مقربة من توقيع معاهدة سلام مع الكيان الصهيوني.
والموفد الأمريكي باراك حضر إلى لبنان وأبلغ المسؤولين فيه، بأن لا خيار أمامهم، سوى نزع سلاح "حزب الله"، والدخول بمفاوضات سلام مع إسرائيل، وهو لم يختلف عن ما سبق وأعلنته أورتاغوس، حول هذا الموضوع، وطالبت لبنان، بتشكيل ثلاث لجان دبلوماسية لبدء مفاوضات السلام، وأن اللجنة العسكرية المشرفة على تطبيق وقف إطلاق النار، تقدَّمت في مهمتها، وتسلم الجيش سلاح "حزبِ اللَّه" جنوب الليطاني، وعلى لبنان أن يفاوض إسرائيل على آلية السلام ووقف العداء بين الطرفين، وهذا كان قبل الاعتداء الإسرائيليِّ على إيران في 13 حزيران الحالي.
وقدَّم باراك ورقة عمل للسلطة اللبنانية لدرسها، وتضمنت بنودًا تتعلق بحصرية السلاح في يد الدولة، وإنهاء الوجود المسلَّح لـ "حزب الله" وتحقيق إصلاحات لا سيما المالية والاقتصادية، لفتح باب المساعدات والاستثمارات في لبنان، على أن يتم تحديد فترة زمنية، لتحويل "حزب الله" من مسلَّح إلى سياسي، وفق ما نقل الموفد الأمريكي إلى الرؤساء جوزيف عون ونبيه بري ونواف سلام، وهذا ما بدأ المسؤولون اللبنانيون بحثه عبر ممثلين عنهم، أو بالاتصال المباشر في بعض الأحيان، وأن الوقت قصير أمامهم للرد على ورقة باراك حيث يضيق الوقت أمامهم، لأن ما تسرب يشير إلى أن مهلة تسليم السِّلاح ستبدأ مع نهاية تموز المقبل، وسبق لأورتاغوس أن حددت، عندما كانت موفدة إلى لبنان، منتصف نيسان الماضي لبدء عملية تسليم سلاح "حزبِ اللَّه"، كما حدد الرئيس سلام ١٦ حزيران الحالي لبدء المرحلة الأولى من تسليمِ سلاح المخيمات في بيروت، ولم ينفذ.
وسيكون تموز شهرًا حاسمًا للبنان، ولم يعد أمام السلطة فيه، فرصة للمناورة أو التأجيل، لا سيما بعد أن أعلن ترامب ورئيس حكومة العدوِّ الإسرائيليِّ بنيامين نتنياهو عن هزيمة "محور المقاومة".