كمال ذبيان - خاصّ الأفضل نيوز
فعلها الموفد الأميركي إلى لبنان، توم باراك، ونفَّذ تهديده قبل أن يصل إليه الاثنين القادم، بأنه سيتم استخدام سياسة "العصا والجزرة" مع لبنان، ولم يكد موقفه يصدر في وسائل الإعلام، حتّى كان العدوّ الإسرائيليّ يقصف سيارة عند مثلث خلدة على طريق بيروت - صيدا، والذي يبعد نحو 10 كلم عن العاصمة، ووسع من اعتداءاته التي لم تتوقَّف منذ اتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني الماضي، فشنَّ خلال هذا الأسبوع عشرات الغارات على مدن وبلدات في الشريط الحدودي والنبطية وجزين وجبل الريحان والزهراني.
وما أعلنه باراك هو من أجل الضغط على لبنان للقبول بمقترحاته التي قدمها للمسؤولين فيه، وأن يباشروا في نزع سلاح "حزب الله" من كل لبنان، وليس فقط من جنوبه، إضافة إلى بنود أخرى في ورقته تتعلق بالإصلاح والعلاقات اللبنانية - السورية، وتكون زيارته الثانية إلى لبنان، من أجل استلام ردّ رسميّ، بأنَّ الجيش سيبدأ في ممارسة مهامه ومداهمة مخازن أسلحة، لا سيما الموجود فيها صواريخ بالستية وبعيدة المدى ومسيرات ثقيلة من كل الأنواع.
ويتوقَّع خبراء عسكريّون أن يزداد التَّصعيد الإسرائيلي في توسيع اعتداءاته، لتواكب زيارة باراك، ويفاوض المسؤولين اللبنانيين تحت النار، فتكون هذه العصا الأمريكية، التي يستخدمها الرئيس دونالد ترامب مع كل طرف لا ينصاع لإملاءاته، وهذا ما فعله مع إيران التي فتح معها مفاوضات حول برنامجها النووي، وفي الوقت نفسه أوعز إلى رئيس حكومة العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن يقصف إيران، وهذه خطة ورغبة صهيونية تراود قادة العدو الإسرائيلي منذ سنوات بعيدة، كي لا تمتلك إيران سلاحًا نوويًّا، أكدت مرارًا بأنه للاستخدام السلمي ونسبة التخصيب فيه موزعة على الطاقة وصناعة أدوية وغيرها من الأدوات السلمية، وأثبتت تقارير المنظمة الدولية للطاقة الذّريّة، بأن برنامج إيران النووي هو للاستخدام السلمي، إلا أن مسؤولها غروسي، كان يزود العدو الإسرائيليّ بتقارير كاذبة، بأن إيران باتت تمتلك قنبلة نووية، وهذا ما دحضته القيادة الإيرانية مرات عدة، وصدرت فتوى دينية عن المرشد العام للثورة الإسلامية الإمام علي خامنئي تحرم استخدام البرنامج النووي لأهداف عسكرية، كما أن الاتفاق الذي وقع عام 2015 أثناء ولاية الرئيس الأميركي باراك أوباما مع الدول الست تؤكد أن البرنامج السلمي خاضع لمراقبة منظمة الطاقة الذرية، إلا أن ترامب وبعد فشل العدو الإسرائيلي في تدمير مصانع الطاقة النووية، تدخل هو وأمر بضربها لا سيما موقع "فوردو" وتضاربت المعلومات حول حجم الأضرار.
وما حصل مع إيران، يحاول ترامب عبر موفده براك، ممارسته مع لبنان باستمرار الاعتداءات الإسرائيليّة عليه حتى يستسلم ويدمر سلاح المقاومة، أو تقوم إسرائيل بالمهمة، وهذا مطلب فريق لبناني، يضغط على رئيس الجمهورية جوزاف عون، لتحديد موعد زمني لتسليم "حزب الله" سلاحه سلمًا أو حربًا، وهذا ما تبحثه اللجنة الثلاثية الرئاسية، في صياغة رد لبناني رسمي على مقترحات براك، الذي توعد لبنان بتصعيد العمل العسكري الإسرائيليِّ، وهذا ما بدأه باستخدام العصا.